العراق على بُعد مباراة واحدة من نهائيات كأس العالم 2026، ويشعر مدربه المخضرم غراهام أرنولد بثقل المهمة الملقاة على عاتقه.
جمهور العراق يترقب انتهاء انتظار دام 40 عاماً، للعودة إلى كأس العالم، في آخر جولة لتصفيات ملحمية تشمل 21 مباراة. وهذا عدد مباريات أكثر ممّا خاضه أي فريق آخر لعب لبلوغ البطولة المرتقبة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
على العراق الفوز خلال مباراة فاصلة في مارس، أمام بوليفيا أو سورينام، في مونتيري أو غوادالاخارا بالمكسيك.
غراهام أرنولد بعد تأهل العراق للملحق
وكالة “أسوشيتد برس” نقلت عن غراهام أرنولد قوله بعد قرعة الملحق التي أجراها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في زيوريخ الخميس: “إذا كان هناك بلد يتوق للتأهل، فهو” العراق.
وأضاف: “لم أرَ شيئاً كهذا سابقاً في الليلة الماضية”، في إشارة إلى تسجيل العراق ركلة جزاء في الدقيقة 17 من الوقت المحتسب بدل الضائع لإقصاء الإمارات العربية المتحدة في الملحق الآسيوي.
حضر 62 ألف متفرج في البصرة، لمشاهدة فوز العراق بنتيجة 2-1، و3-2 في مجموع المباراتين.
أظهر تسجيل مصوّر انتشر على الإنترنت أرنولد خلف دكة البدلاء، رافضاً مشاهدة أمير العماري وهو يستعدّ لتسجيل ركلة الجزاء الحاسمة.
غراهام أرنولد وتجربة تأهل أستراليا
أرنولد مرّ بتلك التجربة سابقاً، إذ قاد منتخب بلاده أستراليا في مباراة حاسمة ضد بيرو بالدوحة، ليتأهل إلى كأس العالم 2022.
تدريبه الجريء ساعد أستراليا على الفوز بركلات الترجيح، بعدما أشرك حارس المرمى البديل أندرو ريدماين، الذي تصدّى للركلة الحاسمة.
وقال أرنولد عن تدريب أستراليا في تلك المباراة الفاصلة: “المضحك هو أنني لم أشعر بهذا المقدار من الضغط (مقارنة بالتوتر) الذي شعرت به الليلة الماضية”.
وأضاف: “أستراليا بلدي، وأحب أستراليا كثيراً، لكنني مُنحتُ مهمة يُمكن أن تُبدّل بلداً إلى الأبد، وأستمتع بالمهمة حقاً”.
شغف العراق بكرة القدم
أرنولد عُيّن مدرباً للعراق في مايو، في خضمّ التصفيات التي بدأت في نوفمبر 2023.
وقال في هذا الصدد: “الناس هنا رائعون، وهم شغوفون جداً بكلّ ما يفعلونه”.
ووصف المشجعين بأنهم “مذهلون”، وتابع: “الوضع في العراق برمّته هو مجرد تصوّر خاطئ. كما تعلمون، خاضوا حرباً، وما زالوا يتعافون منها”.
خلال غالبية العقدين الماضيين، اعتبر “فيفا” أن العراق ليس آمناً بما يكفي لاستضافة مباريات في مسابقات دولية مثل كأس العالم.
وقال أرنولد: “الطرق مزدحمة، كل شيء مزدحم. لكنني أمضيت 5 أشهر ونصف من أصل ستة أشهر هناك، وأجد الأمر طبيعياً”. وشدد على أن الحرّ والعواصف الترابية لا تزعجه.
حظر مواقع التواصل الاجتماعي
بعض لاعبي منتخب العراق ينشطون في أندية أوروبية، بينهم العماري في بولندا، وزيدان إقبال في هولندا، بعدما لعب مع مانشستر يونايتد، وميرشاس دوسكي في التشيك، علماً أنه مولود في ألمانيا. لكن معظم اللاعبين لا يزالون في العراق.
وتطرّق أرنولد إلى التحديات النفسية التي تواجه اللاعبين، قائلاً: “تحمّلوا الكثير من الضغوط والتوقعات العالية. منعتهم من (استخدام) مواقع التواصل الاجتماعي خلال المعسكرين الأخيرين، منذ يوم وصولهم إلى يوم مغادرتنا. ولم نخسر أي مباراة”.
تبقى مباراة أخرى في المكسيك، الدولة الوحيدة التي لعب فيها العراق بكأس العالم. ففي عام 1986، خسر العراق 3 مباريات صعبة، بما في ذلك أمام منتخب الدولة المضيفة.
وقال أرنولد: “يعيش 45 مليون عراقي في العراق، وربما يعيش نحو 10 ملايين آخرين في أماكن أخرى بسبب الحرب. لذلك، ثمة كثير من المشاعر في هذا الشأن”.
المصدر : الشرق رياضة
