كشف سالم حميد المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء عن موعد إطلاق المستكشف «راشد 2» الذي تم تطويره ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر.
والذي سيتم في الربع الأخير من العام المقبل، مشيراً إلى أن المستكشف يخضع للمراجعات النهائية التي تسبق عملية الإطلاق في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركة «فايرفلاي إيروسبيس».
وأوضح أن مهمة المستكشف «راشد 2» من الخطوات المحورية في مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق طموحاتها في استكشاف القمر، لأنها بداية لخوض مجال لم يصل إليه سوى عدد قليل من الدول المتقدمة .
والذي يحظى بدعم وثقة القيادة الرشيدة في شباب الإمارات، وتوجيهاتها الرامية إلى تطوير علوم الفضاء عبر التعاون الدولي وتبادل المعرفة، وتوظيف الابتكار والتقنيات المتقدمة لخدمة مسيرة التقدّم الإنساني.
كفاءة عالية
وفيما يتعلق بأبرز مستجدات القمرين الصناعيين «محمد بن زايد سات» و«الاتحاد سات»، كشف المري عن أن أجهزة وأنظمة القمرين تعمل بكفاءة عالية، وبدأت في أداء مهامها وتوفير الصور التي باتت تتطلبها مختلف الجهات.
لافتاً إلى أن الصور تتميز بدقتها العالية وتوضح بيانات دقيقة ونوعية ستمكن الجهات بمختلف تخصصاتها من الوصول للمعلومات والبيانات التي تحتاجها.
وأوضح أن القمرين الصناعيين يعتمدان على تقنيات متكاملة، حيث يعتمد «محمد بن زايد سات» على التصوير البصري المتطور، في حين يستخدم «اتحاد سات» تقنيات الرادار عالية الدقة (SAR)، ويشكلان معاً منظومة متقدمة، توفر رؤية أشمل وأكثر دقة في مجال رصد الأرض.
وأشار المري إلى أن «محمد بن زايد سات» يمثل علامة فارقة في مجال تكنولوجيا الفضاء، بوزن إجمالي يبلغ 750 كغم، وأبعاد تصل إلى 3 أمتار × 5 أمتار، ويتميز القمر الصناعي بدقة تصوير مضاعفة مقارنة بالأجيال السابقة من الأقمار الصناعية، مع قدرة إنتاج صور أكبر بـ10 أضعاف.
وسرعة في تسليم البيانات خلال ساعتين فقط، كما يضم تقنيات متطورة، مثل الدفع الكهربائي الدقيق، وكاميرا عالية الدقة، لتلبية احتياجات متنوعة، تشمل مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، والإغاثة في حالات الكوارث.
وأضاف: مشروع «محمد بن زايد سات» الذي يمثل نقلة نوعية في مجال الصور الفضائية عالية الدقة، حيث يركز المركز على شرح كيفية الاستفادة من هذه الصور، سواء للجهات الحكومية أو المؤسسات البحثية أو الشركاء الدوليين.
وكيف يمكن أن تسهم في دعم اتخاذ القرار، وتطوير الحلول العلمية، ودعم مبادرات الاستدامة، كما ناقشنا مع دول عدة إمكانية تأسيس شراكات ثنائية للاستفادة من البيانات المتقدمة التي يوفرها القمر.
وقال إن القمر الصناعي «اتحاد سات» الذي أطلق في مارس الماضي، يتميز بأنه أول قمر صناعي راداري يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي كل أوقات اليوم ليلاً ونهاراً.
حيث يوفر ثلاثة أنماط للتصوير: تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول، لافتاً إلى أن كل هذه التقنيات تجعل منه أداة حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءاً من اكتشاف تسربات النفط، مروراً بإدارة الكوارث الطبيعية.
وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة، وتعالج بياناته باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، ما يعزز دقة وسرعة الاستفادة منها على المستويين الوطني والدولي.
وتطرق المري إلى أن مركز محمد بن راشد للفضاء يتواصل مع مختلف الجهات الفاعلة في هذا المجال، سواء كانت وكالات فضاء دولية، أو شركات محلية وعالمية، أو شركاء استراتيجيين يساهمون في تطوير منظومة الفضاء، لافتاً إلى أن وجود هذه الأطراف تحت سقف واحد يتيح مناقشة فرص التعاون الحالية واستكشاف مجالات جديدة للمشاريع المستقبلية.
سالم المري:
أجهزة «محمد بن زايد سات» و«الاتحاد سات» تعمل بكفاءة وتوفر صورة عالية الدقة
المصدر : البيان
