تصوير: جون فارجيس
شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونخبة من الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من الجالية السورية في الدولة، الاحتفالية الجماهيرية الكبرى التي أقيمت لمشاركة أبناء الجالية السورية الاحتفاء بموروثهم الحضاري والثقافي، في مركز دبي للمعارض بمدينة «إكسبو دبي».
وحظيت الاحتفالية التي شكلت فرصة لتعريف أبناء الثقافات الأخرى، بجوانب من خصوصية التراث والثقافة والفنون السورية، بحضور جماهيري كبير، معظمه من أبناء الجالية السورية، حيث وصل عدد الحضور إلى نحو 25 ألفاً.
وشكل الحدث الذي نظمته صفحة «الإمارات تحب سوريا»- وهي صفحة تشارك محتوى ملهماً يُبرز قصص نجاح الجالية السورية في دولة الإمارات – بالتعاون مع عدد من أبناء الجالية السورية بالدولة، وإسهاماتها مناسبة لإبراز ثراء الثقافة والتراث والموروث السوري، وتنوع مواهب المجتمع السوري في دولة الإمارات، فضلاً عن تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجالية السورية، وإبراز العلاقات القوية والعميقة التي تربط الشعبين الإماراتي والسوري، والاحتفاء بعلاقات البلدين الراسخة، وتعزيز روابط الصداقة.
المحبة
وفي كلمته، قال الشيخ نهيان بن مبارك: هذا اللقاء الأخوي يجسد المحبة المتبادلة بين شعب سوريا وشعب الإمارات. وفخورون بالعلاقات القوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وحرصهما على أن تبقى هذه نموذجاً للتعاون المثمر بين الأشقاء في مختلف المجالات.
قاعدة راسخة
وأضاف: العلاقات بين الإمارات وسوريا تقوم على تاريخ عريق وتراث أصيل وقيم إنسانية نبيلة يشترك فيها الشعبان، وهذه الروابط المتجذرة قاعدة راسخة لتعزيز العمل المشترك لما فيه الخير والنماء للشعبين وللأمة العربية بأسرها.
وأكد معاليه أن احتفال اليوم بسوريا الشقيقة في الإمارات، يأتي تجسيداً لرؤية الدولة بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم الأشقاء، وتعميق جسور التواصل والتعاون، وترسيخ قيم التضامن الإنساني والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للمنطقة والشعوب العربية.
جهود وإبداعات
وقال: هذا الاحتفال احتفال بأبناء الجالية السورية الذين يعيشون في الإمارات ويسهمون بجهودهم وإبداعهم في مسيرة التطور في الدولة. وكل الشكر لهم على عطائهم المتواصل وقدرتهم العالية على العمل والإنجاز. وهذه المناسبة تحمل رسالة محبة وإجلال للشعب السوري، وتؤكد اعتزاز الإمارات بتراث سوريا العريق، وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين، ومدنها التاريخية التي تُعدّ من أقدم مدن العالم، فضلاً عن إسهامات الشعب السوري في الحضارة الإنسانية ومسيرتها العلمية والثقافية.
وأشار إلى التزام الإمارات وسوريا، بتعميق جسور الود والأخوة والمحبة، والعمل معاً في سبيل تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية وتأكيد التعاون بما يحقق منفعة الشعبين ويدعم مسيرة الأمة العربية.
وأعرب عن تمنياته الطيبة لسوريا الشقيقة، داعياً الله أن يحفظها بلداً قوياً بأبنائه، عزيزاً بتاريخه، واثقاً بمستقبله، وأن ينعم أهلها بالأمن والسلام والاستقرار.
واستطرد قائلاً إن أبناء الجالية السورية لطالما تميزوا بمحبتهم للغة العربية ومهاراتهم العالية في التعبير بها، لافتًا إلى مسابقة «حياتنا في الإمارات» التي أطلقتها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع صندوق الوطن بمناسبة عام المجتمع؛ داعياً أبناء الجالية السورية إلى المشاركة الواسعة في هذه المسابقة التي تفتح المجال للتعبير عن مشاعرهم تجاه الإمارات ونموذجها الإنساني المتفرد.
وختم كلمته داعياً الله سبحانه وتعالى أن تظل سوريا دائماً بلد السلام والاستقرار وأن تظل الإمارات أرض التعايش والأخوة الإنسانية، وأن يشكّل البلدان معاً رمزًا لوحدة الأمة العربية وتقدمها وازدهارها بين الأمم.
وكرم الشيخ نهيان بن مبارك، عدداً من الشخصيات وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية السورية الذين قدموا عبر عطائهم على أرض الإمارات نموذجاً للتميز والنجاح في كثير من المجالات.
وكرم محمد بشیر قلعه جي، المؤسس والمدير العام لـ«بي كلينك»، ومحمد بشار سلو، الرئيس التنفيذي ورئيس شركة «سيدار» العالمية، والفنان السوري القدير ياسر العظمة، وموفق القداح، رئيس مجلس إدارة مجموعة ‘ماج القابضة’، والفنان السوري أسعد فَضّة، وعبد القادر السنكري، مؤسس مجموعة السنكري الاستثمارية، والدكتور بشار سمحة، رجل أعمال سوري وخبير تطوير عقاري، والدكتور عمر الحلاق، استشاري أمراض القلب والتداخلات القلبية في دبي، والدكتور سليمان نيال، المدير العام لـ«The Polyclinic» في دبي، وعادل مارديني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ‘جيتكس’، والدكتور أسامة الببيلي، المؤسس والمدير العام لمختبرات ‘يورك’ للتشخيص الطبي في الإمارات، والدكتور مازن الصواف، طبيب سوري متخصص في مكافحة الشيخوخة، والإعلامي السوري مصطفى الآغا، والمهندس معتز المالح، محكم وخبير محلف معتمد لدى محاكم دبي ومركز دبي للتحكيم الدولي، وغازي قدسي، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة لمركز العناية الصحية ‘نيوكانتري’.
وشهدت الاحتفالية، فعاليات متنوعة تضمنت عدداً من الأنشطة الثقافية والفنية والعروض الموسيقية والمعارض التراثية، ومعارض المنتجات المتنوعة التي تشتهر بها سوريا، وعروض فنية حيّة للموسيقى والرقصات الشعبية، والعروض الحية للعائلات والأطفال، ومعارض للحِرَف اليدوية والمنتجات الإبداعية التي تعكس خصوصية المنتج السوري، وأكشاك لبيع المأكولات التقليدية وتجارب تفاعلية تُقرّب الجمهور من تفاصيل التراث السوري.
وقد انضمت مجموعة ماج القابضة شريكاً استراتيجياً في الفعالية «الإمارات تحب سوريا».
وقال موفق القداح، رئيس مجلس إدارة المجموعة «يسعدنا أن نكون شريكاً وراعياً للفعالية الراقية التي تجسد عمق الروابط الأخوية بين الشعبين الإماراتي والسوري، وتعبر عن رسالة محبة وتضامن إنساني وثقافي تتجاوز الحدود، وتؤكد أن القيم النبيلة هي ما يجمعنا دائماً».
وقال: السوريون في هذا البلد ليسوا ضيوفاً، بل هم جزء من قصة نجاح الإمارات، ومن قيمها في التسامح والتعايش، ومن مسيرتها في البناء والتطور والازدهار..
وقال الدكتور عبدالقادر سنكري، مخاطباً السوريين في الإمارات: لقد احتضنتكم الإمارات إخوةً في العروبة يوم ضاقت السبل، فكونوا لها أبناء وفاء… اعملوا من أجلها، وامنحوها من محبتكم كما منحتكم من محبتها وأمنها وفرصها وكرمها.
الدكتور سنكري، رجل أعمال إماراتي من أصل سوري، رئيس مجلس الأعمال السوري في دبي والإمارات الشمالية، ومالك مجموعة سنكري ومجموعات أخرى رائدة في الأزياء والعقارات، وله مساهمات مجتمعية وانسانية كبرى في الإمارات وسوريا.
المصدر : صحيفة الخليج
