نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شارك سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، المنعقدة في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب أفريقيا، بحضور قادة وزعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء.
وألقى سموّه كلمة دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الجلسة الافتتاحية في القمة، التي عُقدت تحت عنوان: «بناء اقتصاداتنا، دور التجارة، تمويل التنمية وعبء الديون»، حيث استهلها بنقل تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى القادة المشاركين، وتمنياته لهم بالتوفيق في أعمال القمة، معرباً عن شكره لسيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الصديقة، على دعوته لدولة الإمارات للمشاركة في أعمال القمة الحالية.
شراكة
وأكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال الكلمة، أن هذا الاجتماع يُجسّد روح الشراكة العالمية، ويدعم ترابط الأسواق، وتعميق التكامل الاقتصادي عبر مختلف الدول والأقاليم.
كما أشار سموّه إلى أن دولة الإمارات تعمل بشكل مستمر مع شركائها، على تعزيز مسار التعاون الاقتصادي العالمي، وترسيخ أسس نظام تجاري دولي متوازن وشفّاف، يتيح مشاركة أكثر شمولاً وفاعلية للدول النامية في صياغة مستقبل النظام التجاري العالمي، من خلال دعم الوصول إلى أفضل الحلول التمويلية، وتطوير المشاريع التنموية والاستثمارية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة والصحة والزراعة، مع التركيز على بناء القدرات، وتبادل المعارف والخبرات، وتمكين المجتمعات، وخلق فرص اقتصادية نوعية، تُعزز مسيرة التنمية الشاملة.
وأعلن سمو ولي عهد أبوظبي، في كلمته أمام القمة، عن إطلاق دولة الإمارات مبادرة «الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية»، التي تُخصِّص مليار دولار أمريكي لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي في دول القارة الأفريقية، بهدف دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تعزيز منظومة البنية التحتية الرقمية، والارتقاء بالخدمات الحكومية، لرفع الإنتاجية، وتحسين مستوى جودة الحياة.
وجدَّد سموّه، في ختام كلمته أمام القمة، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالعمل مع جميع شركائها في مجموعة العشرين، لدفع عجلة مسيرة التنمية والازدهار في العالم أجمع. وسيتم تنفيذ المبادرة عبر مكتب أبوظبي للصادرات «أدكس»، التابع لصندوق أبوظبي للتنمية، وبالتعاون مع وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، في إطار شراكة مؤسسية تجسّد دور دولة الإمارات في تمكين الدول النامية من الاستفادة من التقنيات المتقدمة وتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية الشاملة.
وتهدف المبادرة إلى دعم الدول النامية في تجاوز التحديات التنموية من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، كالتعليم، والزراعة، والبنية التحتية، بما يخلق حلولاً مبتكرة تسرّع من وتيرة النمو وتوسّع فرص التنمية المستدامة. وتنسجم المبادرة مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، ما يعزز مكانتها مركزاً عالمياً رائداً لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها لخدمة المجتمعات.
لقاء
والتقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، فريدريش ميرتس، مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، وذلك على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين.
جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومسارات التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية، في ضوء العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الصديقين، لا سيما في مجالات الطاقة والتنمية والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، بما يسهم في دعم الخطط التنموية المستدامة لكلا الجانبين.
وتناول اللقاء جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، وما يتضمنه من ملفات محورية تتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي، وتمويل التنمية، وتعزيز سلاسل الإمداد، وسبل توظيف الحلول التكنولوجية الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم مسارات التنمية الشاملة والمستدامة عالمياً. وأكد الجانبان خلال اللقاء أهمية مواصلة التنسيق لضمان تنفيذ مخرجات القمة وترجمتها على أرض الواقع، بما يسهم في تعزيز المسارات التنموية وتحقيق الازدهار لشعوب الدول الأعضاء والعالم أجمع.
تعاون
كما التقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، فام مينه تشينه، رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا فرص توسيع التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيتنام الاشتراكية في مختلف المجالات الحيوية، بما يعزز الشراكة الاقتصادية المتنامية بين البلدين الصديقين. وتطرق الجانبان إلى المحاور الرئيسية المدرجة على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، ومن أبرزها دعم النمو الاقتصادي الشامل، وتطوير الجيل الجديد من الشراكات التنموية، وتعزيز دور التكنولوجيا الحديثة في الارتقاء بجودة الحياة ودفع عجلة التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
والتقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، الدكتور آبي أحمد، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصديقة، وذلك على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين.
وجرى خلال اللقاء مناقشة آفاق تعزيز التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وأبرز البنود المدرجة على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في دورتها لهذا العام، حيث أكد الجانبان أهمية مواصلة التنسيق بين مختلف الأطراف لضمان تنفيذ مخرجات القمة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
وغادر أمس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، بعد مشاركته في أعمال قمة مجموعة العشرين.
ورافق سموّه، خلال المشاركة في أعمال قمة مجموعة العشرين، وفد يضم كلاً من معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير دولة، ومعالي سعيد مبارك الهاجري وزير دولة في وزارة الخارجية، ومعالي سيف سعيد غباش الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب ولي العهد في ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي مريم عيد المهيري رئيس مكتب أبوظبي الإعلامي، مستشار العلاقات الاستراتيجية في ديوان ولي العهد.
وقال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، رئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات «أدكس»: «إن قيادة مكتب أبوظبي للصادرات «أدكس» لمبادرة الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية تعكس إيمان دولة الإمارات بأن الذكاء الاصطناعي يمثّل قوة حقيقية لتحقيق النمو العادل والتنمية المستدامة، وذلك من خلال الجمع بين التكنولوجيا والتمويل والشراكات، بهدف دعم الدول النامية في تجاوز التحديات التنموية وتحقيق المرونة الاقتصادية على المدى البعيد».
دمج
وأضاف: «إن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والزراعة والبنية التحتية يفتح آفاقاً جديدة للتنمية الشاملة. ومن خلال هذه المبادرة، نهدف إلى تمكين الشركات الإماراتية من تنفيذ مشاريع تنموية نموذجية ورائدة تعزز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين دولة الإمارات والدول الأفريقية، وتدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً».
وأشار السويدي إلى أن هذه المبادرة تأتي امتداداً للإرث التنموي للمغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في البذل والعطاء، وتجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كما تعكس المبادرة حرص سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، على مواصلة إسهامات دولة الإمارات في مجال تنمية المجتمعات وازدهار الشعوب، عبر تنفيذ مشروعات ومبادرات وبرامج تنموية رائدة تنطلق من دولة الإمارات إلى العالم أجمع.
ومن جانبه، أكد الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، الدور الإنساني والتنموي العالمي الرائد لدولة الإمارات في تنمية المجتمعات وتعزيز القدرات وتلبية الاحتياجات، سيراً على نهج المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تواصل الدولة تنفيذ مبادرات ومشروعات نوعية لخدمة البشرية في جميع أنحاء العالم، مثل تسخير أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي لدعم الجهود التنموية في مجتمعات وشعوب القارة الأفريقية.
المصدر : البيان
