أكد الخبير الاقتصادي باسم أبو غنيمة أن التراجعات التي شهدها سهم البنك التجاري الدولي خلال الأسبوع الحالي ليست مؤشرًا سلبيًا على الإطلاق، بل تعبّر عن “إعادة توازن طبيعية” داخل المحافظ الاستثمارية للمؤسسات، بعد الارتفاعات الكبيرة التي حققها السهم خلال الشهور الماضية.
وأوضح أبو غنيمة، خلال حواره في برنامج “أرقام وأسواق” المذاع على قناة أزهري، أن مديري الاستثمار عادةً ما يحددون وزنًا نسبيًا لسهم التجاري الدولي في بداية كل عام، يتراوح بين 10% و15% داخل المحافظ. ومع ارتفاع السهم من 80 جنيهًا إلى مستويات تجاوزت 106 و107 جنيهات، أصبح الوزن الفعلي للسهم يصل إلى 20% و23%، وهو ما يستدعي – وفق القواعد الاستثمارية – تخفيض الوزن مرة أخرى إلى مستوياته الأساسية.
وقال:”ما يحدث ليس انهيارًا أو هبوطًا… إنما هو جني أرباح مؤسسي منضبط، وتحويل أرباح دفترية إلى أرباح محققة، وإعادة ضبط لنسب توازن المحافظ.”
وأكد أبو غنيمة أن الهيكل العام للسوق المصري ما زال في اتجاه صاعد واضح، وأن مرحلة الـ Expansion / Markup Phase ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أي موجات تصحيحية عنيفة قبل النصف الثاني من عام 2026.
وقال:”حتى لو حصلت عمليات تصحيح، فستكون فرص ممتازة للدخول… السوق في اتجاه صاعد، والقيعان أعلى من بعضها، ولا توجد مؤشرات سلبية على المدى المتوسط.”
البورصة المصرية في أقوى حالاتها.. وتثبيت الفائدة يدعم الاستقرار ويجذب المؤسسات الأجنبية
قال الخبير الاقتصادي باسم أبو غنيمة إن البورصة المصرية تعيش واحدة من أقوى موجات الصعود في تاريخها الحديث، مدفوعة بزخم شرائي استثنائي من المؤسسات المحلية والعربية والأجنبية، مؤكداً أن قرار البنك المركزي الصادر أمس بتثبيت أسعار الفائدة يمثل “عامل دعم” للسوق وليس ضغطًا عليها، رغم ما شهدته بعض الأسهم القيادية من عمليات جني أرباح.
وجاءت تصريحات أبو غنيمة خلال حواره ببرنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، حيث أكد أن “السوق المصري أصبح في وضع جذاب للغاية بالنسبة للمستثمرين، بعد تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة، أهمها تحرير سعر الصرف بشكل كامل”، ما أدى – بحسب قوله – إلى انخفاض تقييم الأصول المصرية عندما تُقاس بعملات أجنبية، الأمر الذي جعلها “فرصة مغرية” أمام المستثمرين الخليجيين والأجانب.
وأوضح أبو غنيمة أن قرار المركزي بتثبيت الفائدة جاء نتيجة عدم تراجع معدلات التضخم بالقدر الكافي الذي يسمح بخفضها، إلا أن القرار نفسه “إيجابي بالنسبة للسوق” لأنه يخلق حالة من الهدوء والاستقرار في وتيرة الصعود.
وأضاف:”البورصة المصرية لن تتخلى عن مكاسبها بسبب تثبيت الفائدة… بالعكس، القرار يمنح السوق فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة توزيع المراكز الاستثمارية فيما يعرف بعملية Sector Rotation.”
وأشار إلى أن موجة الصعود الحالية جاءت بعد دخول مؤسسات قوية للسوق وتنفيذ صفقات استحواذ كبيرة خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.
لماذا يواصل السوق الصعود رغم اضطرابات العالم؟
قال الخبير الاقتصادي باسم أبو غنيمة، رداً على سؤال حول الأداء الإيجابي للبورصة المصرية رغم الضغوط التي تتعرض لها الأسواق العالمية، أن مصر تمكنت خلال السنوات الماضية من بناء قاعدة اقتصادية أكثر صلابة، وقال:
وأضاف أبو غنيمة خلال حواره ببرنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، “بعد أزمة كورونا، وارتفاع التضخم عالميًا، واشتداد التوترات الجيوسياسية، كان السوق المصري يُقيّم بأقل من قيمته العادلة بكثير، وخاصة بعد تعويم الجنيه. ذلك خلق فرصة نادرة جعلت السوق المصري الأرخص بين أسواق المنطقة.”
وأضاف أن ارتفاع سعر الدولار ساهم في جعل الأصول المصرية “رخيصة جدًا” عند تقييمها بالعملات الأجنبية، وهو ما شجع على صفقات استحواذ عربية وأجنبية واسعة، ورفع مستويات السيولة بالسوق.
وعن تحرك المؤشر الثلاثيني قرب مستوى 41 ألف نقطة في نطاق عرضي خلال الأسبوعين الماضيين رغم وصوله إلى مستويات تاريخية، قال أبو غنيمة:”نحن صعدنا من 30 ألف إلى 41 ألف نقطة مباشرة… هذه قفزة ضخمة تقدر بـ11 ألف نقطة في فترة مضغوطة، ومن الطبيعي أن تحدث حالة تهدئة أو جني أرباح بعد هذا الصعود القوي.”
وأكد أن ما يحدث الآن هو “إعادة تدوير للمراكز” وليس خروجًا من السوق، خصوصًا في ظل سيطرة المؤسسات على التداولات بنسبة تراوحت بين 85% و97% خلال الفترة الماضية.
الإصلاحات الاقتصادية ثمارها تظهر الآن
قال الخبير الاقتصادي باسم أبو غنيمة أن الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة – وخاصة التحرير الكامل لسعر الصرف، وتعزيز دور اللوجستيات، والنمو القوي في قطاعات البنوك والأسمنت – أثمرت عن زيادة ثقة المستثمرين، وعودة السيولة الأجنبية، وتحول السوق المصري إلى “أحد أكثر الأسواق جاذبية في المنطقة”.
وأضاف خلال أبو غنيمة خلال حواره ببرنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، “ما نراه اليوم في البورصة هو انعكاس مباشر لقوة الاقتصاد المصري”.
وتابع:” السوق أصبح في مرحلة نضج قوية، والمؤسسات تقود الموجة الصاعدة بمنهجية واضحة، مما يضمن استمرار الأداء الإيجابي.”
المصدر : تحيا مصر
