نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شارك سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، المنعقدة في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب أفريقيا، بحضور قادة وزعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء.
وألقى سموّه كلمة دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الجلسة الافتتاحية في القمة، التي عُقدت تحت عنوان: «بناء اقتصاداتنا، دور التجارة، تمويل التنمية وعبء الديون»، حيث استهلها بنقل تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى القادة المشاركين، وتمنياته لهم بالتوفيق في أعمال القمة، معرباً عن شكره لسيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الصديقة، على دعوته لدولة الإمارات للمشاركة في أعمال القمة الحالية.
تدعو مجموعة العشرين (G20) دولًا مثل الإمارات للمشاركة في اجتماعاتها لعدة أسباب استراتيجية، اقتصادية، ودبلوماسية. هذه الدعوات ليست عضوية كاملة، لكنها مشاركات موسّعة تهدف لتعزيز فاعلية المجموعة وتمثيل الاقتصاد العالمي بصورة أوسع.
وبدأت الإمارات المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين (G20) كدولة مدعوّة منذ قمة فرنسا عام 2011، وتحت شعار «التضامن والمساواة والاستدامة»، وجهت جنوب أفريقيا دعوةً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة كدولة ضيف في أعمال قمة مجموعة العشرين عام 2025.
وتُعد هذه المشاركة السادسة للإمارات في مجموعة العشرين، والدعوة الرابعة على التوالي. وقد سبق للإمارات أن شاركت في أعمال مجموعة العشرين التي استضافتها البرازيل عام 2024، والهند عام 2023، وإندونيسيا عام 2022، والمملكة العربية السعودية عام 2020.
تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، وهي المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي، حيث تجمع أكبر اقتصادات العالم لمواجهة التحديات العالمية وتعزيز النمو الشامل.
6 أسباب
ومشاركة الإمارات في اجتماعات مجموعة العشرين G20 لها تأثيرات اقتصادية وسياسية كبيرة، سواء على مستوى مكانة الدولة الدولية أو على مستوى الملفات العالمية التي تعمل عليها. يمكن تلخيص التأثيرات في أولاً توسيع التمثيل الاقتصادي العالمي، حيث إن دول G20 تمثل معظم الاقتصاد العالمي، إلا أنها لا تشمل كل الاقتصادات المؤثرة، وتعد الإمارات اليوم، مركزًا ماليًا عالميًا ولاعبًا رئيسيًا في الطاقة التقليدية والمتجددة ومحورًا للتجارة العالمية واللوجستيات، وبالتالي، حضورها يضيف رؤية اقتصادية مهمة للنقاشات.
ثانياً، دور الإمارات في استقرار أسواق الطاقة، حيث تمتلك الإمارات دورًا كبيرًا في ضمان استقرار إمدادات النفط والغاز، والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين، وقيادة مبادرات المناخ (استضافة COP28 نموذجًا)، لذلك، وجودها يساعد في مناقشة قضايا الطاقة والمناخ التي تشكّل محورًا رئيسيًا في أجندة G20.
ثالثاً، قوة الإمارات في التمويل والتنمية، حيث تمتلك الإمارات واحدًا من أكبر الصناديق السيادية في العالم، ومساهمات تنموية ضخمة في أفريقيا وآسيا، وخبرة قوية في البنية التحتية والاستثمارات العابرة للحدود، والدعم الإنساني العالمي، وهذا يجعلها شريكًا مهمًا في ملفات التنمية والتمويل الدولي.
رابعاً، تعزيز الشراكات السياسية، حيث يضيف وجود الإمارات منظورًا شرق أوسطيًا مهمًا لملفات الأمن الغذائي والطاقة، وخبرة في الوساطة وحلول النزاعات، وقوة ناعمة مؤثرة في سياسات المنطقة، وتمثل دعوة الإمارات تمثل أيضًا تقديرًا لدورها الإقليمي والدولي، ورغبة الدول الكبرى في بناء جبهات تعاون أوسع، والاعتراف بوزنها في الاستقرار الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
خامساً، دعم مبادرات تشمل المناطق التي لا تمثلها G20، حيث تحاول مجموعة العشرين معالجة قضايا عالمية مثل، تأثيرات الديون على الدول النامية، والأمن الغذائي والتحول الرقمي العالمي، والإمارات لديها حضور فاعل في هذه الملفات، خاصةً في أفريقيا وآسيا، مما يضيف بعدًا عمليًا للنقاشات.
سادساً، الإمارات تُعد مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، حيث تعد الإمارات الدولة الأولى عالمياً في صياغة المعايير الدولية للذكاء الاصطناعي، والمشاركة في وضع أطر عالمية للبيانات والاقتصاد الرقمي، ونجاحها في جذب شركات عالمية إلى اقتصادها الرقمي المتسارع.
المصدر : البيان
