إجراءات صينية مفاجئة تثير حالة عدم اليقين بين قطاعات الأعمال اليابانية

إجراءات صينية مفاجئة تثير حالة عدم اليقين بين قطاعات الأعمال اليابانية

يُعزز تصاعد النزاع الصيني الياباني النفوذ الاقتصادي المتنامي لبكين، وميلها إلى اتخاذ إجراءات مفاجئة قد تُثير حالة من عدم اليقين في قطاع الأعمال.

قبل ساعات من موعد حفل فرقة الجاز اليابانية «ذا بلند» في بكين يوم الخميس، دخل رجل بملابس مدنية إلى نادي «دي دي سي» الموسيقي لإجراء فحص صوتي.

ثم، قال كريستيان بيترسن-كلاوسن، وهو وكيل موسيقي نظّم أكثر من 70 حفلة موسيقية في الصين على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية: «جاءني صاحب المكان وقال: ‘أبلغتني الشرطة أن حفل الليلة قد أُلغي. لا نقاش’».

وقال: «كل ما هو ياباني أُلغي الآن». وأضاف أنه أمضى ستة أشهر في الحصول على موافقة الرقابة الصينية للسماح لفرقة «ذا بلند» بالعزف في البلاد.


إقرأ أيضاً: الصين: اليابان أرسلت إشارة خاطئة صادمة بشأن تايوان


أعلنت شركة «دي دي سي» بعد ظهر يوم الخميس إلغاء حفلها المسائي لأسباب قاهرة، وسيتم استرداد قيمة التذاكر تلقائيًا لحامليها خلال الأيام المقبلة.

كما أُلغي حفل المغني وكاتب الأغاني الياباني كوكيا مساء الأربعاء في بكين. وأرجع الإعلان الرسمي الصادر يوم الخميس سبب إلغاء الحفل إلى مشاكل فنية.

كما تم إلغاء أو تأجيل حفلات موسيقية أخرى لفنانين يابانيين في الصين خلال الأسبوع.

  • الخلاف المتصاعد

ويبدو أن هذا أحدث تداعيات الخلاف المتصاعد بين الصين واليابان على خلفية تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، والتي أشارت فيها إلى أن طوكيو ستدعم تايوان إذا تعرضت لتهديد خطير من قبل الجيش الصيني.

وتطالب بكين بحقوق إقليمية في تايوان، وهي جزيرة تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي. وترفض تايوان هذا الادعاء، مؤكدة أن شعبها وحده هو من يقرر مستقبلها.

قال جورج تشين، الشريك في مجموعة آسيا، وهي شركة استشارية في سياسات الأعمال مقرها واشنطن العاصمة: «إن وتيرة ونطاق ردود فعل بكين… غير مسبوقين». وأضاف أن الخطر الأكبر على العلامات التجارية اليابانية في الصين يتمثل في مقاطعة وطنية واسعة النطاق، على الرغم من وجود دلائل محدودة حتى الآن على تجنب المستهلكين الصينيين لهذه العلامات التجارية على نطاق واسع.

بدأت وزارتان صينيتان أواخر الأسبوع الماضي تحذير المواطنين من السفر والدراسة في اليابان. كما هددت وزارة التجارة الصينية يوم الخميس باتخاذ إجراءات مضادة ضد اليابان إذا «استمرت في المسار الخاطئ».

يُشكل السياح الصينيون من البر الرئيسي أكبر مجموعة من الزوار الأجانب إلى اليابان حتى الآن هذا العام، وتقدر نومورا أن التوترات الثنائية قد تُخفض الناتج المحلي الإجمالي لليابان بنسبة 0.29%.

مع ذلك، لم تُصدر أي وزارة حظرا علنيا على الحفلات الموسيقية اليابانية.

وليست الموسيقى وحدها هي التي يُحتمل أن تتأثر، إذ أفادت تقارير بأن بكين ستحظر استيراد جميع المأكولات البحرية اليابانية – وهو أمر رفضت وزارة التجارة الصينية تأكيده أو نفيه. واكتفت وزارة الخارجية بالقول إنه «في ظل الظروف الحالية، لن يكون هناك سوق للمنتجات المائية اليابانية حتى لو دخلت الصين».

تُعزز هذه التطورات كيف أن سياسات الضغط في الصين قد تكون مفاجئة وغامضة، مما يُصعّب على الشركات التخطيط.

وقال وكيل الموسيقى بيترسن-كلاوسن: «لا يُمكن التنبؤ بما سيحدث لأن أحدًا لا يُعلن عن السياسات». وأضاف أنه نظّم حفلًا موسيقيا يابانيا في شنغهاي يوم الأربعاء دون أي مشكلة.

ومع ذلك، لا يزال خطاب الصين حازما، حيث دعت وزارة الخارجية يوم الخميس رئيسة الوزراء اليابانية تاكايتشي مجددا إلى التراجع عن تصريحاتها، مُحذّرةً من أنه «إذا أثارت اليابان مشاكل في تايوان، فلن تنجو من العقاب».

  • صناعة السينما

قد تتعرض صناعة السينما أيضا لضغوط. فقد ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، الأربعاء أنه تم تأجيل الإصدار المحلي لأفلام الرسوم المتحركة اليابانية التي تضم كرايون شينشان وسلسلة أفلام «خلايا في العمل».

ووصفت الوكالة هذه الخطوة بأنها «حذرة» نظراً لتراجع الاهتمام الصيني بالأفلام اليابانية.

وقال محللون في شركة تينيو في تقرير: «يكمن الخطر على بكين في أن الاعتقاد بأنها بالغت في رد فعلها يعزز المشاعر المعادية للصين في اليابان، كما حدث في كوريا الجنوبية».

وتابعوا: «إذا اختارت بكين مواصلة تصعيد الضغط بشأن الحادث، فقد تشمل الإجراءات الإضافية فرض حواجز جديدة على الواردات من اليابان، مبررة ذلك بتحقيقات تجارية أو مخاوف تتعلق بسلامة المنتجات».

المصدر : صحيفة الخليج