“لوت” و”هيونداي” تتصديان لفائض المعروض بدمج وحدتي بتروكيماويات

“لوت” و”هيونداي” تتصديان لفائض المعروض بدمج وحدتي بتروكيماويات

اتفقت “لوت كيميكال” (Lotte Chemical) و”إتش دي هيونداي كيميكال” (HD Hyundai Chemical) على دمج جزء من منشآت تكسير النافتا التابعة لهما، ضمن مساعي أكبر منتجي البتروكيماويات في كوريا الجنوبية لمواجهة استمرار فائض المعروض، وتراجع هوامش الأرباح.

ستفصل “لوت كيميكال” منشأتها في مجمع دايسان للبتروكيماويات، في مقاطعة تشونغ تشيونغ الجنوبية، وتدمجها مع أنشطة “إتش دي هيونداي كيميكال”، بحسب بيانين منفصلين صدرا عن “لوت كيميكال”. وسبق أن أدارت الشركتان وحدتين بطاقة إنتاجية تبلغ 1.1 مليون طن سنوياً و850 ألف طن سنوياً في الموقع نفسه قبل إعلان الأربعاء.

كما أكدت “إتش دي هيونداي” (HD Hyundai)، مالكة “إتش دي هيونداي أويل بنك”، خطة الدمج عبر إفصاح تنظيمي. وتملك “إتش دي هيونداي أويل بنك” حالياً 60% من “إتش دي هيونداي كيميكال”، فيما تملك “لوت كيميكال” الحصة المتبقية.

مساعٍ كورية لإصلاح قطاع البتروكيماويات

تُصمم كوريا الجنوبية هذه المنشآت بهدف تحويل النافتا -وهي منتج من مشتقات النفط الخام- إلى بتروكيماويات يمكن أن تدخل في صنع كل شيء، من الأكياس البلاستيكية إلى الأنابيب ومذيبات الطلاء. وتواجه هذه الوحدات صعوبات في منافسة المجمعات الصينية الضخمة والمتكاملة بالكامل، والتي ظهر العديد منها سريعاً خلال العقد الماضي.

اقرأ أيضاً: كيف يجبر ترمب العالم على استهلاك مزيد من النفط والغاز؟

تبذل حكومة كوريا الجنوبية جهوداً لإصلاح القطاع، ما أدى إلى تعهد أكبر 10 شركات للبتروكيماويات بخفض الطاقة الإنتاجية، وتحديد نهاية العام موعداً نهائياً للدمج. ويُعد الدمج بين “لوت كيميكال” و”إتش دي هيونداي كيميكال” أول عملية إعادة هيكلة ضمن خطة الحكومة.

من منظور قطاع الكيماويات في كوريا الجنوبية، يمثل الاتفاق بين “لوت كيميكال” و”إتش دي هيونداي كيميكال” تحولاً من الخفض التدريجي للتكاليف إلى الدمج الهيكلي، أما بالنسبة للمنافسين العالميين، لا سيما المنتجين في الصين أو الشرق الأوسط، فيشير إلى تخلي كوريا الجنوبية عن النموذج المستقل، المنقسم، والذي يتسم بارتفاع تكلفة الإنتاج.

عمليات الدمج طوق النجاة للقطاع

يُعد قطاع البتروكيماويات أحد قطاعات التصدير الرئيسية في كوريا الجنوبية، وأصبح تدهور الأوضاع المالية لإحدى الشركات الكبرى بمثابة ناقوس خطر لقطاع يعاني هذا العام، إذ أوشكت “يوتشون إن سي سي” (Yeochun NCC)، إحدى أكبر الشركات المنتجة للإيثيلين في كوريا، على الإفلاس قبل حصولها على تمويل طارئ من كبار المساهمين.

اقرأ أيضاً: بلومبرغ: أرامكو تتمهل بمشاريع بتروكيماويات محلية وسط تركيزها على الدولية

كان ذلك من بين العوامل التي دفعت الحكومة إلى استدعاء كبرى الشركات، ومن بينها “إل جي كيم” (LG Chem) و”لوت كيميكال”، في أغسطس لبحث خطط إعادة الهيكلة. وقد يمهد نجاح الدمج الطريق لمزيد من العمليات المماثلة. وحث وزير الصناعة كيم جونغ كوان، يوم الأربعاء، مجمع يوسو على وضع خطط للإصلاح. وتُعدّ “يوتشون” المشغل الرئيسي في المجمع مع “إل جي كيم”.

لم تفلح التدابير المؤقتة السابقة، بما فيها التخارج من استثمارات أجنبية، في وقف الخسائر القياسية، وسيحتاج قطاع البتروكيماويات متابعة وثيقة من منظور الائتمان خلال 2026، مع استمرار التراجع، بحسب تصريحات كيهيوك كوون، مدير قسم تمويل الشركات لدى إدارة خدمات المستثمرين في كوريا (Korea Investors Service)، خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين.

ورغم أن عمليات الدمج لن تحل مشكلة فائض المعروض العالمي، فإنها تمنح قطاع البتروكيماويات في كوريا أملاً في النجاح. وقد يمثل ذلك بداية انتعاش طال انتظاره في قطاع تحدد فيه عوامل الحجم، والتكامل، وكفاءة اللقيم القدرة على الاستمرار.

المصدر : الشرق بلومبرج