أعلنت الإمارات عن تخصيص مليار دولار لتنمية قطاع الطاقة في اليمن، في إطار الخطوات التي تتخذها دول خليجية عدة لدعم البلد الذي مزقته الحرب.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية “وام” بأن الدعم يأتي في سياق مشاركة دولة الإمارات بالمؤتمر الوطني الأول للطاقة في اليمن، ويهدف لـ”تنمية قطاع الطاقة المستدامة ومواجهة التحديات القائمة، إضافةً إلى تعزيز الشراكات الفاعلة بين القطاعات الحكومية والخاصة، واستشراف فرص الاستثمار في اليمن”.
تبرز أهمية هذا الدعم مع تفاقم أزمة الكهرباء في البلاد، فوفق “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”، فإن معظم الأسر اليمنية تعاني من وصول غير منتظم للكهرباء، وانقطاعات متواصلة للتيار.
كما أصبح الاعتماد على الوقود الأحفوري الخيار الوحيد المتاح للبعض، إلا أن الارتفاع الحاد في أسعار الديزل خلال الأعوام الماضية جعل الحصول المنتظم على الكهرباء خارج متناول كثير من اليمنيين.
وتشير الوكالة الأممية في تقرير صادر في يناير الماضي، إلى أن غياب الكهرباء الموثوقة أثر على مختلف جوانب الحياة في البلاد، بدءاً من معاناة المستشفيات في الاستمرار بالعمل، وعدم قدرة المدارس على تقديم تعليم جيد، مروراً بالتحديات التشغيلية التي تواجهها الشركات، ووصولاً إلى معاناة الأسر من انقطاعات يومية للتيار.
كما تعطلت أنظمة المياه التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء في الضخ، ما أدى إلى نقص في المياه وغياب خدمات الصرف الصحي الكافية.
دعم خليجي لاقتصاد اليمن
منذ سيطرة جماعة الحوثي على السلطة بالقوة عام 2014، قدمت دول الخليج عموماً والسعودية والإمارات خصوصاً، حزم دعم مليارية، وسط تدهور حالة الاقتصاد والخدمات الأساسية.
في ديسمبر الماضي، قدمت السعودية دعماً لليمن بقيمة 500 مليون دولار، وذلك لتعزيز الميزانية ودعم البنك المركزي.
كما وافقت السعودية في أغسطس 2023، على منح المجلس الرئاسي اليمني 1.2 مليار دولار لدعم الاقتصاد وأعلنت في فبراير من العام نفسه عن إيداعها مبلغ مليار دولار لدى البنك المركزي اليمني. وفي العام ذاته، قررت السعودية والإمارات تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بقيمة 3 مليارات دولار.
كما قدمت الإمارات دعماً لإنشاء 6 محطات طاقة شمسية في اليمن أبرزها محطة عدن بقدرة 120 ميغاواط، ومحطة شبوة بقدرة 53 ميغاواط.
“نقلة نوعية في بنية قطاع الطاقة”
قال رئيس مجلس الوزراء اليمني سالم بن بريك، إن المبادرة الإماراتية “ستحدث نقلة نوعية في بنية قطاع الطاقة، وتعزز قدرة الحكومة على توفير خدمة مستدامة للمواطنين وتخفيف معاناتهم، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية والضغوط الكبيرة على المنظومة الكهربائية”، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأضاف خلال لقائه سفير دولة الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي، أن “هذا الدعم يعكس متانة العلاقات” الثنائية، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات “كانتا وما تزالان شريكاً أساسياً في جهود إعادة الإعمار، وتطبيع الحياة وتحسين الخدمات في عدن والمحافظات المحررة”.
المصدر : الشرق بلومبرج
