أدت أزمة الديون المتفاقمة لدى شركة “تشاينا فانكي” (China Vanke Co) إلى زيادة حالة الترقب بين متداولي السندات السيادية بشأن احتمال انتشار العدوى من مشاكل شركة التطوير العقاري الصينية.
أعرب بعض متداولي السندات الحكومية عن قلقهم من أن تؤثر أزمة الديون التي تواجهها “فانكي”، التي كانت يوماً أكبر مطوّر في الصين من حيث المبيعات، على الطلب على السندات وربما تتسبب في سلسلة من عمليات الاسترداد من صناديق الدخل الثابت.
ارتفعت عوائد السندات الصينية القياسية لأجل عشر سنوات هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى في شهرين قبل أن تستقر لاحقاً، فيما تتجه العقود الآجلة المكافئة نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ أغسطس. أي ضغوط إضافية في السوق قد تؤدي إلى تعميق خسائر السندات السيادية، التي تتجه بالفعل نحو أسوأ عام لها منذ 2017، مع تراجع جاذبية الأصول الآمنة بفعل تحسّن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
يرى محللو شركة “هواشوانغ سيكيورتيز” (Huachuang Securities) أن الصعوبات التي تواجهها “فانكي” في سداد ديونها كان لها تأثير كبير بالفعل على السوق، وأن عمليات البيع المكثفة للسندات الحكومية يوم الأربعاء عكست استعداد المستثمرين لاحتمال استرداد صناديق السندات.
استمرار هبوط السندات
جاء في مذكرة للمحللين: “إذا واصلت سوق السندات الائتمانية الهبوط لتكوّن حلقة تغذية راجعة من عمليات استرداد الصناديق، فقد يؤدي ذلك إلى رفع العوائد أكثر”. وأضافوا أن “ما إذا كان بنك الشعب الصيني سيزيد مشترياته من السندات الحكومية أو يطلق إشارات دعم أخرى لاستقرار السوق سيكون موضع مراقبة دقيقة”.
تراجعت سندات وأسهم “فانكي” بعدما انتشرت مخاوف من احتمال تعثر الشركة في سداد ديونها، عقب إعلانها المفاجئ يوم الأربعاء عن سعيها لتمديد آجال استحقاق الديون.
يركز المستثمرون في السندات حالياً على الإجراءات المحتملة من جانب بنك الشعب الصيني لتجنب انتشار العدوى، رغم أن مستويات السيولة في النظام المصرفي تبدو حالياً وفيرة. ففي عام 2020، ضخّ البنك أموالاً إضافية عبر أداة تمويل متوسطة الأجل بعد أن أثر تعثر شركة فحم مملوكة للدولة على سندات شركات أخرى.
كما يمكن لبنك الشعب الصيني أيضاً استخدام عمليات شراء السندات الحكومية لضخ السيولة في السوق عند الحاجة، إذ استأنف مثل هذه العمليات في أكتوبر. وتشير مجموعة “أستراليا ونيوزيلندا المصرفية” (Australia & New Zealand Banking Group) إلى أن البنك المركزي الصيني يٌرجح أن يزيد مشترياته من السندات السيادية قصيرة الأجل مع نهاية الشهر.
قال تشاوبنغ شينغ، كبير المحللين الاستراتيجيين في المجموعة: “عادة ما يزيد بنك الشعب الصيني من ضخ السيولة عندما تضغط أحداث ائتمانية كبرى على سوق السندات، إذا كانت التجارب السابقة عبرة في هذا الشأن”.
المصدر : الشرق بلومبرج
