في خطوة جديدة تعكس الحضور الإقليمي لمصر ورؤيتها الاستراتيجية في مجال الطاقة، حملت زيارة وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج السفير بدر عبد العاطي، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، رسائل سياسية واقتصادية بالغة الأهمية.
ملف الطاقة أصبح ركيزة للتعاون الإقليمي
الزيارة التي جاءت بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تقتصر على مباحثات بروتوكولية، بل جسدت مسارًا عمليًا نحو تعزيز التكامل بين مصر وقبرص، خاصة في ملف الطاقة الذي أصبح ركيزة للتعاون الإقليمي.
التعاون في مجال الطاقة لم يعد خيارًا بل ضرورة
الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس استقبل الوزيرين المصريين مؤكداً على عمق العلاقات الثنائية، بينما شدد وزير الخارجية المصري على أن التعاون في مجال الطاقة لم يعد خيارًا بل ضرورة، مستندًا إلى الاتفاقيات التي وُقعت مسبقًا في القاهرة، والتي تتكامل مع مشروع الربط الكهربائي الجاري تنفيذه.
خطوات متسارعة لربط حقل كرونوس القبرصي بالبنية التحتية المصرية
وعلى صعيد متصل، عقد وزير البترول المصري مؤتمرًا صحفيًا مع نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو، كشف خلاله عن خطوات متسارعة لربط حقل كرونوس القبرصي بالبنية التحتية المصرية.
وأوضح أن هذا المشروع الاستراتيجي يسير وفق جدول زمني يتيح لمصر استقبال الغاز وإعادة تصديره للأسواق الأوروبية بحلول عام 2027، عبر مجمعات الإسالة المصرية، بما يضمن تحقيق مصالح مشتركة ويعزز أمن الطاقة الإقليمي.
وأكد الوزير كريم بدوي أن هذا التعاون يرسخ مكانة مصر كمركز محوري لتجارة وتداول الطاقة في المنطقة، ويمنح قبرص فرصة للتحول إلى لاعب أساسي في تزويد أوروبا بالغاز عبر الأراضي المصرية. كما شدد على أن هذه الخطوة تحظى برعاية مباشرة من قيادتي البلدين، بما يعكس حرصًا متبادلًا على تحقيق شراكة متوازنة ومستدامة تعود بالنفع على الشعبين.
وفي ختام زيارته، عبّر الوزير عن اعتزازه بروح التكامل والتعاون مع الجانب القبرصي، مشيرًا إلى أن ما يجري اليوم ليس مجرد تعاون تقني، بل شراكة استراتيجية تُبنى على الثقة وتفتح المجال أمام آفاق أوسع من التعاون المستقبلي.
ضخ الغاز من حقل كرونوس القبرصي إلى مصر بحلول عام 2027
تأتي التحركات المصرية القبرصية في وقت بالغ الأهمية إقليميًا ودوليًا، حيث تتسابق الدول لتأمين مصادر طاقة مستقرة للأسواق الأوروبية، ومن المقرر أن يبدأ ضخ الغاز من حقل كرونوس القبرصي إلى مصر بحلول عام 2027، وهو ما يمنح القاهرة ميزة إضافية كمركز إقليمي لتسييل وتصدير الغاز، ويمنح قبرص نافذة استراتيجية للانفتاح على أوروبا.
هذا المشروع، المدعوم من القيادتين السياسيتين في البلدين، يمثل أكثر من مجرد تعاون اقتصادي، بل هو خطوة لبناء شراكة طويلة الأمد تضمن استقرار إمدادات الطاقة وتعزز النفوذ الإقليمي لكل من مصر وقبرص.
ومع التقدم المحرز في خطط التنفيذ، تتضح ملامح مرحلة جديدة من التعاون تتجاوز الحدود الثنائية نحو تحقيق أمن الطاقة الإقليمي والدولي.
المصدر : تحيا مصر