القراءة فعل حياة في «العين للكتاب»

القراءة فعل حياة في «العين للكتاب»

– جلسة ترصد تاريخ الموسيقى والغناء في الإمارات
=============================

اختتمت فعاليات مهرجان العين للكتاب، الذي أقيم تحت رعاية سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم بمنطقة العين، تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، والذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في سكوير العين باستاد هزاع بن زايد.

أحيا مهرجان العين للكتاب 2025، صباح 30 نوفمبر ذكرى «يوم الشهيد»، تخليداً لشهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم في ساحات الشرف خلال مهامهم الوطنية داخل الدولة وخارجها.

وشارك المنظمون وزوار المهرجان، في وقفة صمت إجلالاً وتقديراً لشهداء الوطن الأبرار، وتخليداً لذكراهم الغالية، ثم رفع العلم مع السلام الوطني لدولة الإمارات، وسط وقوف الحضور احتراماً وتقديراً لتضحيات الشهداء.

وأكد المنظمون أن يوم الشهيد يمثل رمزاً خالداً للتضحية والبطولة، ورسالة للأجيال القادمة بالوفاء للوطن، وهو يوم يستنهض في كل إماراتي شعور الانتماء والمسؤولية.

واعتبروا أن إحياء يوم الشهيد يعزز الوعي الوطني، ويغرس قيم الانتماء لدى المجتمع، كما أنه يشكل تجسيداً لمعاني الوفاء والامتنان لقيم التضحية وحب الوطن والولاء والالتفاف حول القيادة الرشيدة، التي توظف جميع الإمكانات لتبقى الإمارات عنواناً للتسامح والسلام.

*ذكريات

وشهد اليوم الأخير للمهرجان فعاليات ثقافية متنوعة، حيث قدمت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، ندوة فكرية بعنوان «القراءة كفعل وجودي» وذلك في قصر المويجعي بالعين حضرها الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وسعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي للمركز.

استهلت الشيخة شما الندوة باستعادة ذكريات طفولية روتها لها والدتها الشيخة حمدة بنت محمد بن خليفة آل نهيان، مؤكدة أن قصر المويجعي خزينة لذكرياتنا ومستودع لتاريخنا، وأن الأجيال المقبلة ستقرأ بين جدرانه سيرة الآباء كما نقرؤها نحن اليوم في الحكايات والصور. ومن هذه العتبة الإنسانية انتقلت إلى فكرة الندوة الرئيسية «القراءة ليست ترفاً ثقافياً، بل فعل وجودي».

وركزت على أن أخطر ما يهدد مجتمعات اليوم ليس غياب الكتب وضعف القراءة، بل غياب العمق في تلقيها، إذ تحولت القراءة في عصر المنصات السريعة إلى تصفح للعناوين والملخصات يستهلك القارئ فيه صفحات كثيرة من دون أن يمسك بفكرة واحدة، الأمر الذي يقلّص قدرة الأفراد، وخاصة الأجيال الجديدة، على التركيز والتفكير النقدي.

ودعت الحضور إلى ممارسة القراءة العميقة المنتظمة بوصفها رياضة ذهنية تبني مرونة الدماغ وتحميه من التشتت، وتؤهله لاستيعاب السرديات الوطنية والفكرية الكبرى. كما أشارت إلى أن الأمية لم تعد جهلاً بالحروف، بل جهل بالخوارزميات التي تدير محتوى المنصات الرقمية وتختار لنا ما نقرأ ونشاهد، محذرة من تحول القارئ إلى أسير لغرف صدى لا يرى فيها إلا ما يشبهه.

وشددت على ضرورة امتلاك مهارات محو الأمية الخوارزمية وفهم آليات تشكيل الوعي الرقمي، إلى جانب تعلم قراءة الصورة والفيديو والنص البصري بنفس حساسية قراءة الجملة المكتوبة. كما تحدثت عن دور القراءة في مشروع الإمارات الحضاري، مشيرة إلى أن إعلان عام 2016 عاماً للقراءة والمرسوم الاتحادي الخاص بها حوّلا القراءة إلى بنية ثقافية مستدامة وليست موسمية.

تفاعل

من جانب آخر اختتم برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة»، أحد أبرز محاور المهرجان، فعالياته وسط تفاعل واسع، بعد أن قدّم عروضاً وجلسات احتفت بالفنون الشعرية الشعبية بوصفها ركناً أصيلاً من مكونات التراث الإماراتي العريق، ومصدراً متجدداً للإبداع.

وأكد الدكتور علي بن تميم، أهمية البرنامج ومساهمته في تشجيع حركة الشعر الشعبي بدولة الإمارات، وسلّط الضوء على أهم الشعراء الذين أثروا موروث الشعر النبطي، وأسهموا في الحفاظ على هذا الإرث والتراث الأصيل، موجهاً الشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا البرنامج.

وشهد قصر المويجعي التاريخي، ليلة حافلة بأجمل الكلمات والمعاني والصور الشعرية، قدمتها مجموعة من أشهر شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات، عبر جلسة «الشعر والمجتمع»، وهم: الشاعر خلفان بن نعمان الكعبي، والشاعر سيف السعدي، والشاعرة شيخة المطيري، حاورهم فيها الإعلامي حميد المزيني.

وبحثت جلسة حوارية استضافها قصر المويجعي، بعنوان مكانة كتاب «الأغاني الإماراتية: مساراتها الأولى ومصادرها القديمة»، للباحث والكاتب علي العبدان، والذي يشكل إضافة نوعية للمكتبة الموسيقية الإماراتية، ومرجعاً أساسياً لفهم المراحل الأولى لتشكُّل الأغنية المحلية.

وبينت الجلسة أن الكتاب، الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربية، يمثل منصة انطلاق للجيل الجديد من الباحثين في مجال الموسيقى، ويفتح الباب أمام مشاريع بحثية أوسع تتناول التاريخ الفني لدولة الإمارات، وتسهم في تعزيز الفهم الثقافي للموروث الغنائي المحلي، كما أنه يشكل مرجعاً للأجيال القادمة والباحثين.

وخلال الجلسة تمت مناقشة المعاني التي تناولها الكاتب لمفهوم الطرب الشعبي، كما بينت أن هذا النوع من الغناء شكّل منهجاً أساسياً اعتمد عليه رواد الثلاثينات والأربعينات في دولة الإمارات، كما تم تسليط الضوء على جهود الباحثين الإماراتيين، الذين وثقوا تاريخ الموسيقى والغناء قدر المستطاع.

مصلح العرياني: طفل إماراتي يحمل في قلبه شتلة

واستقطبت ورشة تعليم الزراعة للأطفال، التي قدّمها، الطفل مصلح سعيد العرياني، اهتمام عشرات الصغار الذين تعلّموا خلالها أساسيات الزراعة؛ حيث وقف مصلح، صاحب الأعوام العشرة، بثقة يشرح للأطفال خطوات بسيطة لبدء رحلتهم في عالم النباتات.

المصدر : صحيفة الخليج