دعت منظمات حقوقية السلطات السورية الجديدة إلى إجراء تحقيق بعد ظهور وزير العدل شادي الويسي حاضراً أثناء إعدام امرأتين ميدانياً، في مقطعي فيديو تم تداولهما عبر الإنترنت ويعود تاريخ نشرهما إلى عام 2015.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة مقطعي فيديو، يظهر في أحدهما مسلحون يطلبون من امرأة محجبة متهمة بالدعارة أن تركع وسط الشارع، قبل أن يطلق أحدهم النار على رأسها ويرديها.

حكم إعدام

وفي مقطع آخر، يطلق مسلح النار على رأس امرأة أخرى فور تلاوة حكم إعدام في حقها بتهمة الدعارة أيضاً.

ويظهر الويسي في المقطع الأول وهو يصور الواقعة عبر هاتف خلوي بينما يتلو حكم الإعدام الميداني في المقطع الثاني، مما أثار انتقادات شديدة ومطالبات بإقالته.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن ظهور الويسي في المقطعين اللذين سبق للمرصد أن وثقهما ويعود تاريخ نشرهما إلى عام 2015. وقال إن الويسي كان آنذاك قاضي شرع لدى “جبهة النصرة”، التي أعلنت خلال العام اللاحق فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة” وغيرت اسمها إلى “هيئة تحرير الشام”.

الفصائل المعارضة

وقادت الهيئة هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024.

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول ظهور الويسي في الفيديو، قال مصدر في الإدارة السورية الجديدة “لا تعليق متاح حالياً” بهذا الصدد.

ورأت الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” هبة زيادين أن تورط الويسي الظاهر في الإعدام الميداني للمرأتين “يثير تساؤلات معقدة في شأن المساءلة والعدالة”، معتبرة أن “إجراء تحقيق شفاف ومستقل أمر بالغ الأهمية”، وعدَّت أن “استمرار الويسي في أداء دوره الحكومي” على رغم تداول مقطعي الفيديو “يبعث برسالة مقلقة حول التزام الإدارة بالعدالة والمساءلة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

“هيئة تحرير الشام” و”القاعدة”

وعلى رغم أن “هيئة تحرير الشام” قطعت روابطها مع تنظيم “القاعدة” قبل أعوام، يخشى سوريون كثر من توجهها إلى إقامة نظام حكم ديني متشدد وإقصاء مكونات وتهميش دور المرأة، على رغم رسائل طمأنة يوجهها المسؤولون إلى مختلف المكونات السورية وإلى المجتمع الدولي.

ودعا مدير “مركز سوريا للعدالة والمساءلة” إلى إقالة الويسي واصفاً تعيينه كوزير للعدل بأنه “فضيحة”، وقال “هذا يبعث بأسوأ رسالة للجميع في سوريا وخارجها”، مضيفاً “هذان فقط مقطعا فيديو وقد تكون الأمور في الواقع أسوأ من ذلك”، وأعرب عن مخاوفه من أن تدفع حوادث مماثلة القيادة الجديدة داخل سوريا إلى تجنب “الانخراط في أية عمليات حقيقية للعدالة الانتقالية” تجنباً للمساءلة.

غضب سوريين

ومنذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق بعد إطاحتها بشار الأسد خلال الثامن من ديسمبر 2024، يكرر موفدون دوليون يزورون دمشق تباعاً أهمية أن تكون العملية السياسية في البلاد جامعة، تكفل احترام الحقوق المدنية والحريات الأساس.

وأثار المقطعان غضب سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت الناشطة النسوية رويدة كنعان على “فيسبوك”، “المطلوب حالياً إقالة وزير العدل شادي الويسي لأنه كارثة على مستقبل سوريا والسوريين والسوريات”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية