قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الصين تمثل “تهديداً للأمن القومي” لبلاده، ومع ذلك يرى أن هناك ضرورة لتوسيع التعاون مع بكين لتعزيز العلاقات التجارية “بما يخدم المصلحة الوطنية”، ولقيت هذه التصريحات تنديداً من السفارة الصينية في لندن التي اعتبرتها “اتهامات لا أساس لها”.
سعت حكومة “حزب العمال” برئاسة ستارمر إلى تحسين العلاقات مع الصين ووضعتها ضمن أولويات سياستها الخارجية، لكن العلاقات بين البلدين توترت بسبب اتهامات بريطانيا للصين بـ”التجسس”.
قال ستارمر في خطاب ألقاه أمام قادة الأعمال، مساء الاثنين، إن “علاقة بريطانيا مع الصين شهدت تذبذباً طويلاً”. وأضاف: “حان الوقت لاتباع نهج جاد، ورفض الخيار الثنائي التبسيطي، لا العصر الذهبي ولا العصر الجليدي، والاعتراف بالحقيقة الواضحة المتمثلة في إمكانية العمل والتجارة مع دولة مع الحفاظ على حماية النفس”.
ستارمر وجه انتقادات إلى الحكومة البريطانية المحافظة السابقة بتسببها في تدهور العلاقات مع الصين، ووصف ذلك بأنه “تقصير في أداء الواجب”.
اقرأ أيضاً: صادرات الصين إلى بريطانيا تقفز وسط مؤشرات على تغير خريطة التجارة
الأمن مقابل الاقتصاد
رئيس الحكومة البريطاني رفض فكرة أن العلاقة تُحدد من خلال الموازنة بين الاعتبارات الاقتصادية والأمنية، حيث أشار إلى أن حكومته لن تقايض الأمن بالاقتصاد، بالقول: “حماية أمننا أمر غير قابل للتفاوض وهو واجبنا الأول، لكن اتخاذ خطوات حازمة للحفاظ على أمننا، لا يمنعنا من التعاون في مجالات أخرى”.
قال مصدر مطلع لوكالة “رويترز”، إن ستارمر يستعد لزيارة الصين العام المقبل، في أعقاب زيارات قام بها أربعة وزراء على الأقل منذ انتخاب “حزب العمال” العام الماضي.
منذ عام 2018، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين مرتين ويستعد للزيارة الثالثة هذا الأسبوع، وزار القادة الألمان الصين أربع مرات. لكن آخر زعيم بريطاني زار الصين كانت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في عام 2018.
اقرأ أيضاً: الصين تستميل الرئيس الفرنسي مع زيادة التوترات حول تايوان
قرار ستارمر بالتصريح علناً بأن الصين تُشكل “تهديدات للأمن القومي”، يأتي بعدما أصدر جهاز الاستخبارات البريطاني الداخلية (MI5)، في نوفمبر الماضي، تحذيراً إلى أعضاء البرلمان وموظفيه من محاولات تجسس صينية جديدة تستهدف مقر مجلس العموم في ويستمنستر.
المصدر : الشرق بلومبرج
