قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إنه من المبكر تقييم نتائج الاجتماع الذي عقده مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في موسكو، وشدد على أن روسيا ستسيطر على إقليم دونباس في شرق أوكرانيا “بالوسائل العسكرية، أو بأي وسيلة أخرى”.
ووصف بوتين اللقاء مع ويتكوف وكوشنر في موسكو الثلاثاء، بأنه كان “مفيداً للغاية، وضروري”، وأشار إلى أن العرض الذي قدمه الوفد الأميركي كان يعتمد على التفاهمات التي توصل إليها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قمة ألاسكا في 15 أغسطس الماضي.
وقال بوتين في إنه ناقش كل نقطة من العرض الأميركي خلال الاجتماع مع ويتكوف، ولهذا السبب استغرق الاجتماع وقتاً طويلاً.
وأشار إلى أن هناك بعض النقاط التي لم توافق روسيا عليها في العرض الأميركي، وأنه ناقش هذه النقاط مع ويتكوف وكوشنر.
وذكر أن الولايات المتحدة قسمت النقاط الـ27 في خطتها الأساسية إلى 4 مسارات، وتمت مناقشتها بشكل منفصل. واعتبر بوتين أن البحث عن حل في أوكرانيا “مهمة صعبة”.
وتابع: “روسيا ستسيطر على إقليم دونباس ونوفوروسيا (خيرسون وزابوروجيا)، بالوسائل العسكرية، أو بأي طريق أخرى”، وأضاف: “الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، سيتم انتزاعها عسكرياً، أو بمغادرة القوات الأوكرانية لها”.
وتابع: “يجب على الأوروبيين الانخراط في التسوية بأوكرانيا، وليس التدخل”.
وعقد بوتين محادثات استمرت 5 في موسكو مع ويتكوف وكوشنر، مساء الثلاثاء، ناقشت عدداً من القضايا أبرزها مسألة ضم روسيا للأراضي الأوكرانية.
ولا يزال من غير الواضح أي خطة سلام تم تقديمها لبوتين، بعد تقديم تفاصيل خطة أولية من 28 بنداً لأوكرانيا الشهر الماضي. وعملت كييف وحلفاؤها الأوروبيون بسرعة على تنقيحها وخفضها إلى خطة من 19 بنداً.
ترمب: بوتين يريد إنهاء الحرب
وقال ترمب، الأربعاء، إن ويتكوف وصهره كوشنر عقدا “اجتماعاً جيداً إلى حد ما” مع بوتين، خلال محادثات موسكو، مضيفاً أن المفاوضين الأميركيين يعتقدون أن بوتين “يرغب في إنهاء الحرب”.
وأضاف ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، أنه تحدث مع ويتكوف وكوشنر مساء الثلاثاء، بعد اجتماعهما في الكرملين. وقال: “ما الذي سيخرج من ذلك الاجتماع؟ لا أستطيع أن أخبركم، لأن الأمر يتطلب طرفين للتوصل إلى اتفاق”.
واعتبر ترمب أن بوتين “يرغب بإنهاء الحرب، كان ذلك هو انطباعهما (ويتكوف وكوشنر)، الآن، سواء كان هذا صحيحاً أم لا، أنتم تعلمون أن انطباعهما كان رغبته أن يرى الحرب تنتهي”.
واتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الأربعاء، بوتين بالتظاهر بالاهتمام بجهود السلام بعدما لم تسفر خمس ساعات من المحادثات مع في الكرملين عن أي اختراق، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، إن “على بوتين أن يضع حداً للتهديدات وسفك الدماء، وأن يكون مستعداً للجلوس إلى طاولة المفاوضات ودعم سلام عادل ودائم”.
أما وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، فحث بوتين على “الكف عن إضاعة وقت العالم”، وفق وصفه.
وعكست هذه التصريحات حدة التوتر واتساع الهوة بين روسيا من جهة، وأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى، بشأن كيفية إنهاء الحرب.
والثلاثاء، اتهم بوتين الأوروبيين بمحاولة إفشال الجهود الأميركية الرامية إلى تحقيق السلام، محذراً من أنه، إذا جرى استفزاز بلاده، فإنها مستعدة للحرب مع أوروبا.
المصدر : الشرق
