قلّصت سوق الأسهم السعودية خسائرها الأسبوعية بدعم من إعلان الميزانية الجديدة وتعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة إلى جانب ارتفاع أسعار النفط، إلا أن الانتقائية والحذر ما زالا يهيمنان على التعاملات رغم تحسن نسبي في السيولة.
تكبد المؤشر العام “تاسي” خسارة طفيفة خلال الأسبوع ليغلق عند 10626 نقطة، ليواصل التراجع للأسبوع الخامس على التوالي، في أطول سلسلة هبوط منذ نهاية 2022. وتحسنت قيمة التداولات قليلاً اليوم الخميس إلى 4.5 مليار ريال مقارنة مع 3.6 مليار في الجلسة الماضية.
على المستوى القطاعي، انخفض مؤشر قطاع الطاقة بنسبة 0.5% وقطاع المواد الأساسية بنسبة 1.1% خلال الأسبوع الماضي، بينما حد ارتفاع مؤشر البنوك بنسبة 0.14% والمرافق العامة بنسبة 0.5% من الخسائر.
إلى جانب التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل وتحسن أسعار النفط بعد تجدد الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، يعزو جنيد أنصاري، مدير قسم استراتيجية الاستثمار والبحوث في “كامكو إنفست”، تقليص “تاسي” لخسائره الأسبوعية إلى بلوغ مرحلة من التشبع البيعي.
لكنه أضاف، خلال مقابلة مع “الشرق”، أنه “رغم تحسن قيمة التداولات اليوم، فلا تزال منخفضة بالنسبة للمتوسطات التاريخية، ونحتاج لأن نرى مزيداً من التداولات ليكون الصعود مستداماً”.
انحسار للمخاطر
يرى ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أن المخاطر بدأت تنحسر في السوق، منوّهاً بأن سهمي “أرامكو” و”أكوا باور” سيكون لهما دور كبير في ارتداد المؤشر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف خلال مداخلة مع “الشرق”: “سهم أرامكو سيستفيد من زيادة إنتاج النفط، أما سهم أكوا باور فيجري تداوله بخصم سعري لينزل دون 200 ريال. سيقدم السهمان دعماً كبيراً للمؤشر” في الجلسات المقبلة.
انتقائية وحذر
من جانبها، ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أنه رغم الانعكاس الإيجابي لميزانية 2026 على نفسية المتعاملين، فلا تزال السيولة عند مستويات منخفضة لا تبشر بارتدادة مستدامة.
وأَضافت: “لا يزال هناك حذر وانتقائية في السوق، لكن إذا استمر الارتفاع في جلسة اليوم ربما نكون خرجنا إلى حد ما من المعنويات السلبية التي سادت السوق في الفترة الأخيرة”.
ميزانية داعمة
أعلنت وزارة المالية يوم الثلاثاء البيان النهائي لميزانية العام المقبل متوقعة عجزاً بنسبة 3.3% من الناتج المحلي مع استمرار “الإنفاق التوسعي المعاكس للدورة الاقتصادية الهادف إلى دعم النمو وتحفيز الاستثمار بهدف التوسع في المشاريع التحولية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030”.
اعتبر هشام أبو جامع، كبير المستشارين في “نايف الراجحي الاستثمارية” أن أهم ما يميز الميزانية الجديدة هو استدامة الإنفاق على الرغم من التقلبات الحادة في أسعار النفط، خصوصاً في قطاعات العقارات والصحة والتعليم، وهو ما سيصب في مصلحة العديد من الشركات في سوق الأسهم.
وعلى صعيد أداء الأسهم حديثة الإدراج، ارتفع سهم “المسار الشامل” نحو 2.7% مسجلاً 22.7 ريال بعدما أنهى الجلسة الماضية منخفضاً بما يتجاوز 4%، كما قفز سهم “شري” للتجارة حوالي 10% ليتجاوز سعر الطرح لأول مرة منذ إدراجه وبدء تداوله يوم الإثنين الماضي.
المصدر : الشرق بلومبرج
