قال وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا، الخميس، إن بلاده لن ترضخ للضغوط الأميركية لتغيير سياساتها بشأن العرق، وذلك بعد أن أكدت واشنطن أن بريتوريا ستستبعد من قمة مجموعة العشرين تحت رئاستها.
وأصدر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بياناً، الأربعاء، اتهم فيه حكومة جنوب إفريقيا “بالعنصرية” ضد مواطنيها البيض، وهو ادعاء وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لبريتوريا أيضاً، لكنه فقد مصداقيته على نطاق واسع.
وذكر أن جنوب إفريقيا لن تتم دعوتها للمشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين عندما تقود الولايات المتحدة المنتدى العام المقبل.
وكتب لامولا في رسالة: “السيد روبيو، إن العالم يراقب. لقد سئم من المعايير المزدوجة”. وأضاف: “نحن لا نطلب موافقتك على مسارنا”.
وتعد الرسالة أحد أقوى ردود جنوب إفريقيا حتى الآن على هجمة الانتقادات الأميركية هذا العام، رغم تأكيد لامولا أنه لا يزال منفتحاً على الحوار.
ووصلت العلاقات بين واشنطن وبريتوريا إلى أدنى مستوياتها في الأشهر الأخيرة مع تكرار ترمب ادعاءات بشأن “إبادة جماعية للبيض” في جنوب إفريقيا وانتقاده للبلاد؛ بسبب سياساتها الرامية إلى معالجة عدم المساواة العرقية.
ويشكل البيض حوالي 7% فقط من سكان جنوب إفريقيا لكنهم لا يزالون يسيطرون على الغالبية العظمى من الأراضي والثروة بعد 3 عقود من نهاية نظام الفصل العنصري، وهو نظام عنصري صريح لحكم الأقلية البيضاء.
ورد متحدث باسم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا على تصريح روبيو في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن جنوب إفريقيا ستأخذ استراحة من مجموعة العشرين أثناء وجود الولايات المتحدة على رأس المجموعة.
كانت الولايات المتحدة حذرت رسمياً جنوب إفريقيا من الدفع نحو إصدار بيان مشترك خلال قمة مجموعة العشرين، والتي استضافتها جوهانسبرج، وقاطعتها الإدارة الأميركية، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها “بلومبرغ”.
ووصفت “بلومبرغ” هذا التوتر الدبلوماسي بأنه “محرج بشكل خاص”، نظراً لأنها المرة الأولى التي تستضيف فيها القارة الإفريقية قمة لمجموعة العشرين.
وبلغ التوتر بين ترمب والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا ذروته خلال اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، مايو الماضي، حين اضطر رامافوزا لتحمُّل “توبيخ علني” أمام الكاميرات. وزاد ترمب من حدة الخلاف بإعلان عدم حضوره القمة، وأتبع ذلك بمقاطعة كاملة للحدث.
وعارضت الولايات المتحدة بشكل علني رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة العشرين، وكذلك أجندتها الأساسية القائمة على التضامن والمساواة والاستدامة، وهي جزء من مسعى رامافوزا لإرساء نظام عالمي أكثر شمولاً، ويضاف إلى ذلك اتهامات ترمب لجنوب إفريقيا بارتكاب ما وصفها بـ”إبادة ضد البيض في جنوب إفريقيا” ومصادرة الأراضي، وفق “بلومبرغ”.
المصدر : الشرق
