أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته للهند أمس الخميس، أن روسيا تريد وضع حد لما وصفه ب«الحرب التي شنها الغرب ضد بلاده»، ودعا إلى دعم المساعي الأمريكية في هذا الاتجاه، فيما أعرب الرئيس دونالد ترامب عن اعتقاده بأن نظيره الروسي يسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وشددت فيه أوكرانيا على رغبتها في التوصل إلى «سلام حقيقي، وليس مجرد استرضاء لموسكو»، بينما استدعت تركيا ممثلي روسيا وأوكرانيا احتجاجاً على الهجمات في البحر الأسود، داعيةً الجانبين إلى الامتناع عن استهداف مصادر الطاقة.
وخلال زيارته للهند، قال بوتين في مقابلة مع «إنديا توداي»: إن «روسيا تريد إنهاء الحرب التي شنها الغرب ضدها بأيدي أوكرانيا»، مؤكداً أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ليست بداية الحرب بل محاولة لإنهائها، وأن موسكو تحاول حل الوضع سلمياً منذ ثماني سنوات.
وأقرّ بوتين بأن المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا «معقّدة» لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها». وقال بوتين «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها ترامب على عاتقه». وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة السهلة، لكن الرئيس ترامب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».
وأضاف بوتين أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن سعيه للسلام، لكنه وضع في النهاية مصالح المجموعات القومية المتطرفة فوق مصالح شعب أوكرانيا، مشدداً على أن المفاوضات هي أفضل وسيلة لحل المشكلات.
بدوره، أوضح ترامب أن وفده المكون من المبعوث ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر عقد اجتماعاً «جيداً جداً» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن انطباع الوفد كان أن بوتين «يريد إنهاء الحرب».
وأكد مسؤول أمريكي أن ويتكوف وكوشنر سيلتقيان المفاوض الأوكراني رستم عمروف لتقديم نسخة محدثة من خطة إنهاء الحرب، تشمل تنازلات في منطقة دونباس الشرقية وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، رغم رفض موسكو بعض بنودها.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، أمس الخميس، أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس استرضاء روسيا»، مشيراً إلى ضرورة عدم المساس بالمبادئ التاريخية وعدم تكرار الأخطاء السابقة. وأكد زيلينسكي أن فريقه يستعد لعقد اجتماعات في الولايات المتحدة وأن الحوار مع ممثلي ترامب سيستمر.
في السياق، قالت نائبة وزير الخارجية التركي بيريس إكينجي: إن أنقرة استدعت سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي للتعبير عن قلقها إزاء هجمات على سفن مرتبطة بروسيا في البحر الأسود، داعية الطرفين إلى حماية البنية التحتية للطاقة وعدم استهدافها، مع التأكيد على حماية حياة المدنيين وتدفقات الطاقة.
إلى ذلك، من المقرر أن يتوجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الجمعة إلى بلجيكا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء البلجيكي ورئيسة المفوضية الأوروبية حول استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا.
ميدانياً، واصلت القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا، وسيطرت على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، رغم استمرار القتال في بعض المناطق الحضرية. وأكد زيلينسكي ضرورة استمرار الضغط على موسكو لدعم المفاوضات، مشيراً إلى أن نافذة الفرصة للسلام «فتحت الآن». وشدد الأمين العام للناتو مارك روته على ضرورة إبقاء أوكرانيا في أقوى وضع ممكن لمواصلة القتال. (وكالات)
المصدر : صحيفة الخليج
