يستعد فريق من المفاوضين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بقيادة نائب الممثل التجاري الأميركي ريك سويتزر، للسفر إلى الهند الأسبوع المقبل لاستكمال المحادثات بشأن اتفاق تجاري، بحسب مسؤول أميركي.
لم يُدل المسؤول، الذي أكد الخطط شريطة عدم الكشف عن هويته، بمزيد من التفاصيل حول زيارة الوفد.
تبذل حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي جهوداً مكثفة لإبرام اتفاق أولي مع إدارة ترمب يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية البالغة 50% المفروضة على السلع الهندية، والتي أضرت بقطاعات رئيسية داخل الاقتصاد الهندي.
لم تستجب وزارة التجارة والصناعة الهندية لطلب للتعليق المُرسل إليها عبر البريد الإلكتروني يوم الجمعة. وفي الأسبوع الماضي، أعرب وزير التجارة الهندي راجيش أغراوال عن تفاؤله بإمكانية “توصل البلدان إلى حل ما هذا العام”.
خلافات تجارية بين أميركا والهند
تعمل واشنطن ونيودلهي على إعداد تفاهم تجاري يُنفّذ على عدة مراحل، حيث تتناول المرحلة الأولى الرسوم الانتقامية التي فرضها ترمب على الواردات الهندية. وتشمل نسبة الـ50% رسوماً فرضها الرئيس الأميركي رداً على شراء الهند للنفط الروسي.
بعد احتدام التوترات في وقت سابق من هذا العام، تحدث ترمب بنبرة أكثر إيجابية عن مودي، إذ أثنى على قراره بتقليص واردات النفط الخام من روسيا، الأمر الذي فتح المجال أمام إمكانية تخفيف الرسوم الجمركية.
ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند يوم الخميس في زيارة تمتد ليومين، يُنتظر أن تُبرز عمق التعاون في مجالي الطاقة والأمن الذي أثار غضب واشنطن.
رأي “بلومبرغ إيكونوميكس”:
كتب المحللان شيتنا كومار وآدم فارار: “الوقت يداهم واشنطن ونيودلهي لإبرام إطار عمل تجاري قبل نهاية العام. غير أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للهند هذا الأسبوع تضيف مزيداً من الغموض على المشهد، فالتقارب العلني بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي وبوتين قد يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى معاقبة نيودلهي بسبب علاقتها مع موسكو”.
دبلوماسية رمزية من جانب واشنطن
يرى أجاي سريفاستافا، مؤسس “غلوبل تريد ريسيرتش إنِشييتف” (Global Trade Research Initiative)، وهي مؤسسة بحثية مقرها نيودلهي، أن زيارة المفاوضين الأميركيين الأسبوع المقبل تبدو أقرب إلى “استعراض دبلوماسي أكثر منها دبلوماسية تجارية حقيقية”. وأضاف أن الولايات المتحدة، التي تتحرك بعد أسبوع واحد فقط من زيارة بوتين رفيعة المستوى، تحاول “إظهار وجودها، لا تحقيق نتائج فعلية”.
الهند تستقبل بوتين بحفاوة متجاهلة الضغوط الأميركية.. التفاصيل هنا.
ورجح سريفاستافا ألا يتحقق أي تقدّم جوهري في الاتفاق التجاري الأسبوع المقبل، نظراً إلى أن المحادثات يقودها مسؤولون على مستوى نواب. وقال إن “القرارات المتعلقة بتخفيف الرسوم الجمركية أو إبرام اتفاق تجارة حرة تُتخذ في المكتب البيضاوي، وليس في بعثات تجارية متوسطة المستوى”.
تُعدّ الولايات المتحدة أكبر وجهة لصادرات الهند، وقد أثّرت الرسوم الجمركية المرتفعة بشكل بالغ على القطاعات كثيفة العمالة، بما في ذلك المنسوجات والجلود والأحذية والمجوهرات.
وكان ترمب قد قال الشهر الماضي إنه سيخفض الرسوم على السلع الهندية “في وقت ما”، مؤكداً أن الجانبين باتا “قريبين جداً” من اتفاق تجاري. وخلال الأشهر الماضية، عقدت فرق البلدين اجتماعات متكررة، بينما يبدي مسؤولون في نيودلهي تفاؤلاً حذراً بأن الاتفاق بات في متناول اليد.
المصدر : الشرق بلومبرج
