صورة جديدة لتاريخ الشرق الأوسط الحديث

صورة جديدة لتاريخ الشرق الأوسط الحديث

في كتاب «تاريخ الشرق الأوسط الحديث» وهو من تأليف وليام ل. كليفلاند ومارتن بنتون، وترجمة بدر الرفاعي، نلمح النزعة الاستشراقية التي ترى في كل ما يخالف الغرب نوعاً من النقص أو الرجعية، والكتاب – كما أعلن مؤلفاه – يهدف إلى تقديم صورة عن تاريخ الشرق الأوسط الحديث وأحداثه، بحيث يتمكن القارئ بسهولة من كشف أبعاد الشرق الأوسط وفهم طبيعته سياسياً ودينياً واجتماعياً، وذلك للمنطقة الممتدة من مصر غرباً إلى إيران شرقاً، ومن تركيا شمالاً إلى الجزيرة العربية جنوباً، مستثنياً بذلك جزءاً كبيراً من الشرق الإسلامي ممثلاً في شمال إفريقيا والسودان، وصولاً إلى أفغانستان، فقد ركز الكتاب على المنطقة المركزية في الشرق دون سواها.
في مواضع عدة من الكتاب نستنتج أن اللغة المستخدمة تميل إلى التعميم والاختزال، لكن ما يثير الدهشة هو استخدام بعض الألفاظ الخادعة التي تحمل بداخلها قدراً كبيراً من المعاني الإضافية التي يجب على القارئ أن يتوخاها، سواء في قبوله بعض الأفكار أو رفضها.
لا يعرض الكتاب سرداً مجرداً للتاريخ، بل يتدخل الكاتبان بين تفاصيل الأحداث، غير أن النظرة الفاحصة لما يضمه الكتاب، تظهر أنه يتبع النهج الحكائي، الذي يعتمد على سرد الأحداث، بما يجعل منها قصة مترابطة، غير أن تناوله هذا لم يخل من مغالطات أو اجتهادات، وتحليلات لم تكن في محلها، خاصة في ما يتصل بالقضايا الأساسية التي حفل بها الشرق الإسلامي والعربي، سواء: الدين أو الاستعمار أو قضية فلسطين، إلى الثورات العربية، وقد تناول المؤلفان التاريخ مجزأً، إلى فترات بعينها.
حينما يتحدث الكتاب عن الحركة الوطنية المصرية قبل ثورة يوليو 1952 فإنه يصفها بالعصابات المسلحة، والتي تدخل في مناوشات مع وحدات الجيش البريطاني، على حد وصفه، وهي نظرة تنم عن إساءة من جهة، وقصور شديد في فهم الحراك الثوري الشعبي ضد الاستعمار البريطاني من جهة ثانية.

المصدر : صحيفة الخليج