حذر صندوق النقد الدولي من أن التوترات المحيطة بتهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض تعريفات تجارية قد تؤدي إلى زيادة كلفة الاقتراض الأطول أجلاً على المدى الطويل، مما يزيد من الضغوط التي يواجهها الاقتصاد العالمي عام 2025. وفي حديثها للصحافيين في واشنطن، قالت المديرة العامة للصندوق كريستالينا غورغيفا إن السياسة الاقتصادية العالمية تواجه “كثيراً من عدم اليقين”، خصوصاً في ما يتعلق بالسياسة التجارية لأكبر اقتصاد في العالم.

وأوضحت غورغيفا أن عدم اليقين يظهر في ارتفاع أسعار الفائدة الطويلة الأجل، على رغم أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل شهدت انخفاضاً. وأضافت أن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تترافق مع فرض تعريفات جمركية كبيرة على الواردات الأميركية من شركائها التجاريين، بما في ذلك فرض تعريفات شاملة بنسبة 20 في المئة على جميع السلع، وتعريفات بنسبة 25 في المئة على كندا والمكسيك، و10 في المئة إضافية على السلع الصينية، مما قد يؤدي إلى بداية جديدة للحروب التجارية العالمية.

تطبيق التعريفات الشاملة

وينتظر حلفاء الولايات المتحدة بقلق لمعرفة ما إذا كان الرئيس المنتخب لديه الرغبة في تطبيق التعريفات الشاملة فور تنصيبه رئيساً في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري، أو ما إذا كان سيتريث ويتبنى نهجاً أكثر تحفظاً بضرب قطاعات محددة.

وفي ما يتعلق بالسياسة التجارية قالت غورغيفا إن هناك اهتماماً كبيراً على مستوى العالم في الخيارات الأوسع للسياسة الاقتصادية لإدارة ترمب، بما في ذلك الضرائب والأجندة التحريرية. وأشارت إلى أن تأثيرات هذه السياسات ستشعر بها بصورة خاصة البلدان المتكاملة في سلاسل التوريد العالمية، خصوصاً في آسيا.

وإلى جانب السياسة التجارية قالت غورغيفا إن هناك “اهتماماً كبيراً على مستوى العالم” بالاختيارات الأوسع للسياسة الاقتصادية لإدارة ترمب القادمة، بما في ذلك الضرائب وأجندتها التحريرية. وقالت إن تأثيرات السياسة التجارية ستشعر بها بصورة خاصة البلدان “الأكثر تكاملاً في سلسلة التوريد العالمية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستعرضت غورغيفا بعض التوقعات الاقتصادية لصندوق النقد الدولي عام 2025، مؤكدة أن النمو العالمي “ثابت”، في حين كان الاقتصاد الأميركي “أفضل بكثير مما توقعنا”، وكان الاتحاد الأوروبي “متوقفاً إلى حد ما”.

إرث الاقتراض المرتفع

وقالت غورغيفا إن الصين واجهت ضغوطاً انكماشية وتحديات في الطلب المحلي، فيما كانت البلدان منخفضة الدخل معرضة للخطر نتيجة لزيادة الديون في فترة ما بعد جائحة “كوفيد”. وأضافت أن الصين واجهت ضغوطاً انكماشية وتحديات في الطلب المحلي، وأنه “في حين كانت البلدان المنخفضة الدخل في وضع، حيث يمكن لأي صدمة جديدة أن تؤثر فيها سلباً تماماً”. وأشارت إلى أن البلدان ستظل تواجه عام 2025 إرث الاقتراض المرتفع أثناء “كوفيد”، وستحتاج إلى تنفيذ إجراءات ضبط الأوضاع المالية لوضع الدين العام “على مسار أكثر استدامة”.

وأشارت غورغيفا إلى أن هذه البلدان ستواجه تحديات إضافية عام 2025 بسبب الدين العام المرتفع، ويجب عليها اتخاذ إجراءات لتقليص العجز المالي وتوجيه الدين نحو مسار أكثر استدامة. وأوضحت أن السياسة المالية تواجه صعوبة في التحرك بسرعة بسبب الظروف العامة، مشيرة إلى أن التحدي الرئيس الذي يواجهه صندوق النقد الدولي يتمثل في التعامل مع معضلة النمو المنخفض والديون المرتفعة. وأضافت، “ثبت أنه من الصعب للغاية على السياسة المالية أن تتحرك بسرعة، بالنظر إلى المشاعر العامة، وهذا يقودنا إلى التحدي الرئيس الذي نواجهه في الصندوق، وهو معالجة معضلة النمو المنخفض والديون المرتفعة”. وقالت إنه مع تحرك التضخم في الولايات المتحدة نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي وأظهرت البيانات الجديدة سوق عمل قوية، يمكن لبنك الاحتياطي الفيدرالي انتظار مزيد من البيانات قبل إجراء مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.

نقلاً عن : اندبندنت عربية