الخليج يدعم استحواذ باراماونت على “وارنر براذرز” بـ24 مليار دولار

الخليج يدعم استحواذ باراماونت على “وارنر براذرز” بـ24 مليار دولار

وافقت ثلاثة صناديق من الشرق الأوسط على تقديم 24 مليار دولار لدعم عرض شركة “باراماونت سكاي دانس” (Paramount Skydance Corp) للاستحواذ على “وارنر براذرز ديسكفري” (Warner Bros Discovery). ويُرجّح أن يكون انكشاف المنطقة على الصفقة أكبر من ذلك، عند الأخذ في الاعتبار الروابط العميقة التي تجمعها بشركات الأسهم الخاصة الداعمة للعرض.

انضم كل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي وجهاز قطر للاستثمار إلى شركة “ليماد القابضة” (L’imad Holding)، وهي شركة غير معروفة نسبياً يقع مقرها في أبوظبي، لتمويل العرض العدائي في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

تخضع هذه الصناديق لإشراف دول الخليج الثرية التي لطالما وفّرت رؤوس أموال هائلة لشركات الاستحواذ العالمية.

صفقة تجمع السعودية والإمارات وقطر

من الأمثلة على ذلك شركة “أبولو غلوبال مانجمنت” (Apollo Global Management)، التي تُعد من بين الشركات التي توفر تمويلاً يصل إلى 54 مليار دولار لصفقة الاستحواذ على “باراماونت” إذ تتمتع شركة “مبادلة للاستثمار” في أبوظبي بعلاقة طويلة الأمد مع “أبولو”، كما أن الذراع الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي استثمرت في صناديق تديرها الشركة الأميركية.

اقرأ المزيد: صناديق سيادية خليجية تدعم عرض “باراماونت” للاستحواذ على “وارنر براذرز”

أيضاً ضخّ صندوق الاستثمارات العامة، إلى جانب جهاز قطر للاستثمار و”لونيت” التابعة لأبوظبي، مليارات الدولارات في شركة “أفينيتي بارتنرز” (Affinity Partners). وترتبط الشركة، التابعة لجاريد كوشنر، بعلاقات مع “مبادلة” كذلك، بعدما استثمر الطرفان معاً في شركة للوجبات السريعة مقرّها البرازيل عبر وحدة تابعة للجهة الإماراتية.

شخصيات بارزة تدعم صفقات الخليج

تأتي محاولتهم للاستحواذ على “وارنر براذرز” بعد أشهر فقط من شراكة صندوق الاستثمارات العامة مع “أفينيتي” في صفقة لفتت الأنظار، تمثّلت في عرض استحواذ بقيمة 55 مليار دولار على شركة “إلكترونيك آرتس” (Electronic Arts)، وقام جاريد كوشنر بربط الطرفين، ولعب دوراً محورياً في المحادثات، وفقاً لما أفادت به “بلومبرغ نيوز” في ذلك الوقت.

اقرأ أيضاً: معركة الاستحواذ على “وارنر براذرز” تزداد عنفاً بعد عرض من “باراماونت”

في هذه الصفقة، تشارك أيضاً شخصيات بارزة من بينها الملياردير لاري إليسون، الذي تربطه علاقات وثيقة بالمنطقة. ويخطط المستثمرون الخليجيون لتقديم التمويل من خلال استثمارات في أسهم لا تحمل حق التصويت، ووافقوا على التنازل عن أي حقوق حوكمة، في خطوة من شأنها أن تضمن عدم حاجة العرض لموافقة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة.

ريادة صناديق الشرق الأوسط للتمويل العالمي

تعزّز المحاولة الأحدث للشرق الأوسط توجهاً مستمراً منذ سنوات، شهد بروز كيانات المنطقة كمموّلين للعالم. ووفقاً لبيانات منصة الصناديق السيادية “غلوبال إس دبليو إف” (Global SWF)، فقد ضخّت خمسة صناديق ثروة سيادية تابعة لأبوظبي، وقطر، والسعودية ما مجموعه 82 مليار دولار العام الماضي، أي أكثر من 60% من إجمالي استثمارات الصناديق السيادية حول العالم.

دعم هذا التدفق النقدي صفقات في قطاعات متنوعة، من التمويل إلى الذكاء الاصطناعي، في وقت تسعى الحكومات إلى بناء محركات نمو جديدة تتجاوز الاعتماد على النفط.

ماذا سيستفيد الخليج من صفقة “وارنر براذرز”؟

سيشكّل الاستحواذ على “وارنر براذرز” عنصراً إضافياً إذ سيوسع النفوذ الناعم. ففي حال تمّت الصفقة، قد يحصل المستثمرون من الشرق الأوسط على حصة في أصول بارزة مثل استوديوهات “وارنر براذرز” التلفزيونية والسينمائية، وأعمال “إتش بي أو”، والقنوات التلفزيونية، بما في ذلك “سي إن إن”.

أدّى هذا الاحتمال في نهاية المطاف إلى توحيد صناديق من الإمارات والسعودية وقطر في صفقة واحدة لأول مرة منذ سنوات. وتُدير هذه الدول ما يزيد قليلاً عن 3 تريليونات دولار من الثروات السيادية، وتُعد الصفقات التي تشمل الأطراف الثلاثة معاً نادرة.

قال دييغو لوبيز، المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة “غلوبال إس دبليو إف”: “هذا يعني إما أن الصفقة مغرية للغاية ولا يمكن تفويتها، أو أن هناك طرفاً ثالثاً –مثل “أفينيتي بارتنرز”– هو من يجمعهم معاً”.

المصدر : الشرق بلومبرج