نظَّم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية مساء الثلاثاء شارك فيها كل من الشعراء: د. طلال الجنيبي، محمود محمد علي، رعد أمان، وأميرة توحيد، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
قدمت الأمسية الدكتورة جيهان إلياس، التي استهلت تقديمها بالترحيب بالحاضرين، كما شكرت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته لمنابر الإبداع.
استهل الأمسية د. طلال الجنيبي، بقصيدة عن الوطن عنوانها «أروع قصة»، تحدث فيها عن الإمارات وما فيها من مظاهر الازدهار والتطور، وما تحمله من قيم الأصالة والهوية، وقال فيها:
وغدت بلادُ الخيرِ جذرَ ترابطٍ
متماسكًا أضحى يمدُ روافدا
متعمقًا فيه التطورُ ينجلي
ليضيء في ركبِ التقدمِ موقدا
متأصلًا تحيا السنونَ بعمرِه
ليعيشَ ميراثُ الجدودِ مجسدا
ثم قرأ نصًّا آخر بعنوان: «نوافذ تتنفس»، قدَّم فيها تعريفات شعرية للرؤى الذاتية، وللعواطف الإنسانية التي يتجلى في صوت الشاعر الذي يلجأ إليه ليعيد صياغة الحياة عبر عدسه نصه، وقال:
والصوت ليس سوى فرار صامت
عن صرخة عادت لتحفر أنهرا
والنوم ليس سوى مماتٍ حائر
وأعاده استيقاظ روح للورى
والحضن ليس سوى وفاء صارخ
لحنين جوع يستعيذ من القِرى
بعد ذلك، قرأ محمود محمد علي، قصيدته المعنونة «نخلة في أرض الإمارات» والتي كانت مخاطبة وجدانية مع النخيل الذي يرمز للهوية والانتماء، فعبّر الشاعر عن حبه للأرض من خلالها، ومما جاء فيها:
يا محورَ المجدِ الكبيرِ تعاهدي
مني الولاءَ ومنكِ كلَّ رطيبِ
يا لحنَ شادنةٍ وعش حمامةٍ
ومنابراً حَظِيَتْ بخيرِ خطيبِ
يا دولة رفعت أكف شبابها
تدعو لها.. والله خير مجيب
أنا بالمحبة في ذراكِ سأرتقي
درجَ الطموحِ وألتقي بدروبي
ثم قرأ نصاً آخر أهداه لصاحب السمو حاكم الشارقة، واصفاً في أبياته كرمه وجوده وما قدمه من مبادرات إنسانية وثقافية امتد أثرها من الشارقة إلى كل العالم العربي، وقال فيه:
رُزِقتَ كفًّا لغير الله ما انبَسَطَتْ
وجُدتَ حتّى بلغتَ البَدوَ والحَضَرا
تبني الحضارةَ فكراً فعل مقتدر
يسمو ويترك في أرواحنا أثرا
يا سَيِّدَ الفكرِ والإبداعِ مُلهِمَنا
سُلطانَ مَجدٍ سَما، فاستَوعَبَ البشرَ
خلقت كوناً وفيك الفلك سابحة
وشمسُهُا ينبغي أن تُدرِكَ القَمَرا
بدوره قرأ رعد أمان مجموعة من نصوصه، كان منها قصيدة «شعب المعجزات» التي تناولت سطورها ما تتميز به الإمارات من خير وإنسانية وخصال أخلاقية استثنائية، وقال:
لو رُحتَ تطوي الأرضَ وهي وسيعةٌ
ما عدتَ غيرَ بهَبْوَةٍ وهباءِ
هي ههنا فينا وفي وطنٍ لنا
يذكو ثَراهُ بعابقِ اللألاءِ
هو جنةُ الدنيا وبهجةُ عرسِها
وطنُ الهدى والخير والنعماءِ
ثم قرأ قصيدة أخرى عنوانها «قلب الشاعر»، التي تماهت أبياتها مع عواطف الشاعر وعلاقته مع المرأة، التي تمثل نبع الإلهام والحب في الشعر:
لعذارى كأنهنَّ جواهرْ
راح يهفو مولَّهاً قلبُ شاعرْ
زفَّه نحوهنَّ وحيٌ موشًى
بالدراريِّ والنجومِ الزواهرْ
سامياتٌ أحلامُهُ سابحاتٌ
في مفاضٍ عذبِ المناهل غامرْ
بعد ذلك قرأت أميرة توحيد عدة قصائد بينها: «أنغام المجد» رفعته إلى الإمارات، وتغنت فيه بشموخها وعزتها وأخلاق أهلها، فقالت:
يا نَخْلَةً بالسما تَمتَدُّ شامِخةً
ما ضلَّ صاحِبُها أو باتَ مُنْكَسِرا
سَبْقٌ ومُعْجِزَةٌ بالصِّدقِ سَطَّرَها
وَالسَّعدُ رايَتُها صارتْ لَهُ قَدَرا
في أرضِها غُرِسَتْ أخلاقُهُ فَغَدتْ
منارةً سِحرُها كم يأسِرُ البَصَرا
كما قرأت نصاً بعنوان «عكاز صبر»، نسجت فيه المشاعر بلغة رقيقة، مستخدمة فيها دلالات الطبيعة من غمام ونجوم وسماء، لتستمد منها جماليات نصها الذي جاء فيه:
كأنِّي غمامٌ والمدى مستحيلُ
أسافرُ في صمتٍ ودمعي دليلُ
أرتِبُ شهْقاتِ النجومِ بخافقي
وأُطلِقها لحنًا بهِ أستميلُ
على قدرِ أحلامي يراودني الهوى
فتعلو سمائي تارةً وتميلُ
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.
المصدر : صحيفة الخليج
