“سوفت بنك” تلاحق فرص الذكاء الاصطناعي بصفقة استحواذ جديدة

“سوفت بنك” تلاحق فرص الذكاء الاصطناعي بصفقة استحواذ جديدة

تدرس “سوفت بنك غروب” صفقات استحواذ محتملة، تشمل “سويتش” (Switch) مُشغلة مراكز البيانات، في إشارة إلى سعي مؤسس المجموعة، الملياردير ماسايوشي سون، للاستفادة من فورة البنية التحتية الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفقاً لمطلعين على الأمر.

أجرت الشركة اليابانية محادثات مع إدارة “سويتش”، وتواصل إجراء الفحص النافي للجهالة للشركة ذات الملكية المغلقة، بحسب المطلعين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.

كما تواصلت محادثات “سوفت بنك” بشأن استحواذ محتمل على “ديجيتال بريدج غروب” (DigitalBridge Group)، شركة الاستثمار المُدرجة ببورصة نيويورك وإحدى الداعمين الرئيسيين لـ”سويتش” من شركات الملكية الخاصة، وفقاً لما كشفته “بلومبرغ” الأسبوع الماضي.

دور أكبر في الذكاء الاصطناعي

يدرس سون سبلاً للاضطلاع بدور أكبر في سباق الذكاء الاصطناعي، الذي رفع مكانة “إنفيديا”، شريكة “سوفت بنك” التجارية منذ فترة طويلة، لتصبح أكبر شركة في العالم من حيث القيمة. ومن شأن الاستحواذ على “سويتش”، المتخصصة في تصميم وتشغيل مراكز البيانات الموفرة للطاقة، أن يساعد الملياردير الياباني في السيطرة على أحد العوائق الرئيسية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

يسعى مالكو “سويتش” إلى تقييم مشغلة مراكز البيانات عند نحو 50 مليار دولار شامل الديون في أي صفقة، بحسب بعض المطلعين، ويعدون في الوقت نفسه لطرح عام أولي محتمل لأسهم الشركة بحلول أوائل العام المقبل، في حين يدرس داعمو “سويتش” السعي إلى تقييم عند نحو 60 مليار دولار شامل الديون عند إدراج أسهم الشركة في البورصة، وفقاً للمطلعين.

اقرأ أيضاً: رئيس “سوفت بنك” يعترف: بكيت عند بيع حصة “إنفيديا”

تراجع سهم “سوفت بنك” بما يصل إلى 1.7% في طوكيو الجمعة، قبل أن يعوض خسائره.

يرى محللا “بلومبرغ إنتليجنس”، كيرك بودري وكريس ماكنستروم، أنه من المتوقع أن ترتفع موازنة “سوفت بنك” المخصصة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل حاد إذا استحوذت على “سويتش” الأميركية بتقييم قد يصل إلى 50 مليار دولار شامل الديون. ورغم أن التكلفة الإجمالية المُعلنة لمشروع “ستارغيت”، أول استثمار لـ”سوفت بنك” في مراكز البيانات، أضخم، إذ تقدر بـ500 مليار دولار، فإن احتياجات الشركة التمويلية تقارب 40 مليار دولار عند تعديلها وفقاً لحصتها البالغة 40% في المشروع المشترك، وتمويل المشروع بنسبة ملكية 20% فقط. قد تنفق “سوفت بنك” مبلغاً أقل على “ستارغيت”، بالنظر إلى أن مشاركتها أقل نشاطاً من المتوقع.

صفقات على رادار “سوفت بنك”

غالباً ما يحلل فريق “سوفت بنك” العديد من الصفقات المحتملة في مجال بعينه قبل اتخاذ القرار بالسعي إلى تنفيذ إحداها، ويقرر أحياناً إجراء عدة صفقات في مجال محدد يسعى إلى التوسع فيه سريعاً. وعند الاستحواذ على “سويتش” ستتمكن “سوفت بنك” من امتلاك محفظة كبيرة من مراكز البيانات مباشرةً، في فترة يتزايد فيها الطلب على قدراتها الحاسوبية بوتيرة سريعة.

اقرأ أيضاً: “سوفت بنك” تجمع 2.9 مليار دولار لتمويل توسعها في الذكاء الاصطناعي

كان كونسورتيوم يضم “ديجيتال بريدج” و”آي إف إم إنفستورز” (IFM Investors)، مشغلة البنية التحتية الأسترالية، قد استحوذ على “سويتش” في 2022، في صفقة قُدرت قيمتها عند 11 مليار دولار شاملة الديون.

صعدت أسهم “ديجيتال بريدج” نحو 35% منذ بداية العام، لتبلغ قيمتها السوقية 2.8 مليار دولار. وتُعد إحدى أكبر شركات الاستثمار المتخصصة في البنية التحتية الرقمية في العالم، بأصول مُدارة تبلغ قيمتها 108 مليارات دولار. وسيتيح الاستحواذ على “ديجيتال بريدج” لـ”سوفت بنك” الخبرة في جمع رأس المال الضخم، إلى جانب علاقاتها الوثيقة مع المستثمرين الراغبين في ضخ أموالهم في قطاع مراكز البيانات.

لم تتوصل “سوفت بنك” بعد إلى اتفاق على شروط الصفقة، وليس من المؤكد أن تفضي المحادثات إلى إبرام صفقة، بحسب المطلعين. كما يُرجح أن تحتاج الشركة اليابانية إلى جمع مبلغ كبير لتمويل أي استحواذ على “سويتش”، التي ستُصنف ضمن أضخم صفقات “سوفت بنك” على الإطلاق حال تنفيذها.

رفض ممثلو “سوفت بنك”، و”سويتش”، و”ديجيتال بريدج” التعليق.

تحركات ماسايوشي سون

رغم أن سون كان من أوائل من استثمروا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد غاب عن جزء كبير من موجة الارتفاع العالمية التي وضعت “إنفيديا”، و”تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” (TSMC)، و”أوبن إيه آي” (OpenAI) في صدارة الطفرة العالمية في تعلم الآلة.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يقفز بثروة ماسايوشي سون إلى ذروة عند 39 مليار دولار

مع ذلك، أعلنت “سوفت بنك” عن مجموعة تحركات كبيرة في ساحة الذكاء الاصطناعي، من بينها مشروع “ستارغيت” بتكلفة 500 مليار دولار، بالتعاون مع “أوبن إيه آي” و”أوراكل” و”إم جي إكس” (MGX) التابعة لأبوظبي، لبناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، ورغم تعهد سون بضخ 100 مليار دولار “على الفور”، يمضي تنفيذ “ستارغيت” بوتيرة أبطأ من المخطط له.

تأثير بيع حصة “إنفيديا”

خلال الشهور الماضية، استحوذت “سوفت بنك” على “أمبير كومبيوتينغ” (Ampere Computing)، مصممة الرقائق الأميركية، في صفقة قيمتها 6.5 مليار دولار، وتعهدت باستثمار نحو 30 مليار دولار في “أوبن إيه آي”، مطورة “تشات جي بي تي”، كما اقترحت الاستحواذ على وحدة الروبوتات التابعة لـ”إيه بي بي” (ABB) مقابل 5.4 مليار دولار، واشترت حصةً في “إنتل”، صانعة الرقائق.

لتمويل جزء من هذه التكاليف، باعت “سوفت بنك” كامل حصتها في “إنفيديا”، وزادت قرضاً هامشياً بضمان أسهم “آرم هولدينغز”، كما تعزز وحدة الاتصالات في المجموعة الإنفاق على مراكز البيانات التابعة لها في اليابان.

تعامل مستثمرو “سوفت بنك” بشكل إيجابي مع تلك التحركات والتطورات الأخرى، إذ ارتفعت أسهم الشركة بنحو الضعف منذ بداية العام حتى يوم الجمعة.

المصدر : الشرق بلومبرج