
قال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الأحد، إن بلاده قادرة على إدارة شؤونها بنفسها دون تدخل خارجي، منتقداً بعض السياسيين البرازيليين الذين يشجعون “الهجمات” على البلاد، حسبما أفادت “بلومبرغ”.
وأضاف لولا في خطاب تلفزيوني عشية يوم الاستقلال: “نحن نبني علاقات ودية مع جميع الدول، لكننا لا نقبل أوامر من أحد.. البرازيل ملك الشعب البرازيلي وحده”.
واتهم لولا الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمحاولة التدخل في الشؤون البرازيلية، بعد أن طالب المحكمة العليا البرازيلية بوقف محاكمة جايير بولسونارو، الرئيس السابق المتهّم بمحاولة انقلاب بعد خسارته الانتخابات عام 2022.
وتابع: “دور بعض السياسيين البرازيليين الذين يشجعون الهجمات على البرازيل أمر غير مقبول.. هؤلاء خونة للوطن”، دون أن يذكر أسماء.
وأكد لولا أن الدستور البرازيلي ينص على استقلال السلطات الثلاث، ما يعني أن الرئيس البرازيلي “لا يمكنه التدخل في قرارات الجهاز القضائي”، كما دافع عن نظام الدفع الإلكتروني “بيكس”، الذي يخضع للتحقيق من قبل مكتب الممثل التجاري الأميركي بموجب المادة 301.
وقضى إدواردو، نجل بولسونارو، أشهراً في الولايات المتحدة للضغط على الإدارة الأميركية، لممارسة المزيد من الضغط على البرازيل، مع تفاقم المشاكل القانونية التي يواجهها والده.
وكان ترمب قد فرض عقوبات بموجب قانون “ماجنيتسكي”، وسحب تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة من القاضي أليكساندر دي مورايس، رئيس المحكمة العليا، الذي يقود التحقيقات ضد الرئيس السابق.
علاقات أميركا والبرازيل
والشهر الماضي، وصف لولا دا سيلفا العلاقات بين الولايات المتحدة، والبرازيل بأنها في أدنى مستوياتها منذ 200 سنة، بعدما ربط ترمب الرسوم الجمركية الجديدة بمطالبته بإنهاء محاكمة الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو الذي يَمثُل للمحاكمة بتهمة التخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022.
وأشار لولا دا سيلفا إلى أن المحكمة العليا في البرازيل التي تنظر في قضية بولسونارو “لا تهتم بما يقوله ترمب ولا ينبغي لها ذلك”، مضيفاً أنه ينبغي محاكمة الرئيس السابق مرة أخرى بتهمة إثارة تدخل ترمب، واصفاً إياه بأنه “خائن للوطن”.
وقال الرئيس البرازيلي، الذي بدأ مسيرته السياسية زعيماً نقابياً يناضل ضد الحكومة العسكرية التي أعقبت انقلاب 1964: “كنا قد عفونا عن التدخل الأميركي في انقلاب 1964.. لكن هذا التدخل ليس بالأمر الهين؟ رئيس الولايات المتحدة يظن أنه يستطيع إملاء القواعد على دولة ذات سيادة مثل البرازيل.. هذا أمر غير مقبول”.
ومضى قائلاً إن وزراءه يواجهون صعوبة في فتح محادثات مع نظرائهم الأميركيين، لذا ركزت حكومته على الإجراءات المحلية، لتخفيف الضربة الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، مع الحفاظ على “المسؤولية المالية”.
المصدر : الشرق