توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” اليوم الأربعاء، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2026 بمعدل مماثل وقوي نسبياً للعام الحالي، بينما خفضت توقعاتها لعام 2024 للمرة السادسة، مما يسلط الضوء على تعثر دور الصين باعتبارها محركاً لنمو الطلب العالمي.
إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، لتقلص خسائر الجلسة السابقة، مع تحول التركيز مجدداً إلى الاضطرابات المحتملة في الإمدادات بسبب العقوبات المفروضة على الناقلات الروسية، فيما تترقب السوق تأثير تلك العقوبات مما حد من المكاسب.
وزادت العقود الآجلة لخام “برنت” 51 سنتاً، أي 0.6 في المئة، إلى 80.43 دولار للبرميل، بعد أن هبطت 1.4 في المئة في الجلسة الماضية، وارتفعت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط الأميركي 64 سنتاً، أي 0.8 في المئة، إلى 78.14 دولار للبرميل بعد انخفاضها 1.6 في المئة.
وتراجعت أسعار النفط أمس الثلاثاء، بعد أن توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تعرض النفط لضغوط على مدى العامين المقبلين مع تجاوز العرض للطلب.
وقال خبير الأسواق لدى “آي جي” ييب جون رونغ “العامل المحرك المهيمن في الآونة الأخيرة هو العقوبات على النفط الروسي، إضافة إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية القوية”.
وأضاف “السؤال الرئيس سيظل عن كمية الإمدادات الروسية التي ستخسرها السوق العالمية وما إذا كانت التدابير البديلة قادرة على تعويض النقص”، وذكر أن النفط قد يتخلى في الأمد القريب عن بعض مكاسبه الكبيرة من الأسبوع الماضي.
ووجدت السوق بعض الدعم أيضاً اليوم الأربعاء، بعدما أشارت بيانات لمعهد البترول الأميركي إلى انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، ووسط توقعات باضطرابات في الإمدادات، بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على منتجي نفط روس وأسطول ظل من الناقلات.
وقال محللون في “آي أن جي”، إن “أسعار النفط وجدت دعماً في التعاملات المبكرة في آسيا اليوم، بعد أن أظهرت أرقام معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت أكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي”.
وأضاف المحللون أنه في حين زادت مخزونات النفط الخام في مركز التسليم الرئيس للبلاد في كاشينغ بولاية أوكلاهوما بواقع 600 ألف برميل، فإن المخزونات لا تزال منخفضة بصورة عامة.
وأفادت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي بأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري، وأضافوا أن مخزونات البنزين ارتفعت 5.4 مليون برميل وكذلك مخزونات نواتج التقطير بنحو 4.88 مليون برميل.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير هبوط أسعار خام “برنت” ثمانية في المئة إلى 74 دولاراً للبرميل في المتوسط عام 2025، قبل انخفاضها إلى 66 دولاراً للبرميل في عام 2026، في حين سيبلغ سعر خام “غرب تكساس” الوسيط 70 دولاراً في المتوسط هذا العام ثم سينخفض إلى 62 دولاراً في العام المقبل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن من المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي 104.1 مليون برميل يومياً في 2025، انخفاضاً من التقدير السابق البالغ 104.3 مليون برميل يومياً، وسيكون هذا أقل من توقعاتها لإمدادات النفط والوقود السائل بمتوسط 104.4 مليون برميل يومياً في 2025.
الطاقة الدولية
في الأثناء، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم الأربعاء، إن أحدث جولة من العقوبات الأميركية على النفط الروسي، والتي أعلنت عنها الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، قد تعطل بصورة كبيرة سلاسل إمدادات النفط الروسية.
ولا تزال توقعات سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، والتي تقدم المشورة للدول الصناعية، تشير إلى أن السوق العالمية ستسجل فائضاً هذا العام بسبب نمو المعروض بما يتجاوز زيادة ضعيفة في الطلب.
وقالت الوكالة إن العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وروسيا تشمل كيانات تعاملت مع أكثر من ثلث صادرات النفط الخام الروسية والإيرانية في عام 2024.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الوكالة “نبقي على توقعاتنا لإمدادات كلا البلدين حتى يصبح التأثير الكامل للعقوبات أكثر وضوحاً، لكن الإجراءات الجديدة قد تؤدي إلى خلل في توازنات النفط الخام والوقود”.
وتابعت “التأثير الكامل على سوق النفط وعلى إمكانية الحصول على الإمدادات الروسية غير مؤكد على رغم أنه شامل”.
وتستهدف حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن أكثر من 160 ناقلة نفط، تقول وكالة الطاقة الدولية إنها شحنت نحو 22 في المئة من صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً في عام 2024.
العقوبات السابقة على السفن كانت “فعالة للغاية”
وذكرت أن العقوبات السابقة على السفن كانت “فعالة للغاية، إذ قلصت نشاط الناقلات المستهدفة بنسبة 90 في المئة”.
وقالت إن أسعار النفط الخام تجاوزت 80 دولاراً للبرميل في أوائل يناير الجاري بسبب تشديد العقوبات وموجة الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي.
ومع ذلك، قالت إن مكاسب الأسعار قد تتأثر بالنمو القوي في الإمدادات من خارج تحالف “أوبك+”، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء، وكذلك بتطلع التحالف إلى التراجع عن الخفوض، والقدرة على السحب من المخزونات بسرعة إذا لزم الأمر.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن أن يصل نمو المعروض العالمي من النفط إلى 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2025، وأن يشكل إنتاج الدول غير الأعضاء في “أوبك+” غالبية بواقع 1.5 مليون برميل يومياً.
وهذا أسرع من توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام البالغة 1.05 مليون برميل يومياً، بعد تعديل طفيف بالخفض من 1.1 مليون برميل يومياً في تقرير الشهر السابق.
وذكرت الوكالة أن صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية انخفضت بواقع 350 ألف برميل يومياً العام الماضي، على رغم أن عوائدها من الصادرات ارتفعت ما بين مليارين و3.8 مليار دولار.
وقالت في التقرير إن إيرادات روسيا من تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية بلغت 192 مليار دولار في عام 2024.
وتابعت تقول إن إيرادات تصدير النفط الخام زادت 4.5 مليار دولار، فيما انخفضت إيرادات المنتجات النفطية 0.8 مليار دولار.
وأضافت أن إمدادات روسيا من النفط الخام في ديسمبر (كانون الأول) 2024 انخفضت بمقدار 40 ألف برميل يومياً إلى 9.28 مليون برميل يومياً لكنها لا تزال أعلى من الحصة التي حددها تحالف “أوبك+”، وهي 8.98 مليون برميل يومياً.
وانخفضت صادرات الخام الشهر الماضي عن كمية نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بمقدار 250 ألف برميل يومياً إلى 4.6 مليون برميل يومياً لتطغى كثيراً على زيادة صادرات المنتجات النفطية البالغة 210 آلاف برميل يومياً.
ويبدو أن التحول في التدفقات يتماشى مع زيادة موسمية في إنتاج المصافي قدرها 200 ألف برميل يومياً.
نقلاً عن : اندبندنت عربية