البراق والعفيفة.. رؤية ملحمية لسلطان تسمو بالأصالة والنبل

البراق والعفيفة.. رؤية ملحمية لسلطان تسمو بالأصالة والنبل

أصدرت «منشورات القاسمي» مسرحية «البرّاق وليلى العفيفة» الشعرية التراثية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي من قصص الحب العذري الشهيرة والفروسية والشجاعة في الأدب العربي مدعومة بخريطة توضح القبائل والعشائر العربية التي عرفت بالنخوة والشرف مع المصادر في آخر المسرحية، وتدور أحداثها قبل ظهور الإسلام بمئة وأربعين سنة في ديار ربيعة بن نزار العدنانية والمقابلة لمدينة شهرمية (الاحواز).
وتهدف نصوص صاحب السمو حاكم الشارقة إلى دفع الجمهور للمشاركة في التفكير النقدي والتحليل التاريخي والاجتماعي للقضايا المطروحة وخاصة الشعرية منها، والتي تتميز بعدة خصائص ومميزات بارزة، لا سيما تلك التي تتناول التراث والتاريخ.

 

ويستلهم سموه معظم أعماله من التاريخ العربي والإسلامي وتستحضر رموزه وشخصياته البارزة، ولا يكتفي سموه بالسرد؛ بل يعيد قراءة الأحداث التاريخية والشخصيات بأسلوب درامي حكائي، يُركّز على اللغة الغنائية والمجازية، كما يهدف إلى إيصال معانٍ ومشاعر أعمق من خلال نهجه اللغوي الفريد في التعبير.
وقعت هذه الحوادث بين البَرّاق بن روحان وليلى بنت لكيز بن مرة بن أسد بن ربيعة، قبل ظهور الإسلام بمئة وأربعين سنة.
في بقعة تقع بين أرض الجزيرة الفراتية، وهي ديار ربيعة بن نزار العدنانية، والمقابلة لمدينة شهرمية (الأحواز)، التي كانت عاصمة الساسانيين، وتبعد المسافة بينهما مئة كيلومتر.
أصدرت «منشورات القاسمي» مسرحية «البرّاق وليلى العفيفة» الشعرية التراثية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي من قصص الحب العذري الشهيرة والفروسية والشجاعة في الأدب العربي مدعومة بخريطة توضح القبائل والعشائر العربية التي عرفت بالنخوة والشرف مع المصادر في آخر المسرحية، وتدور أحداثها قبل ظهور الإسلام بمئة وأربعين سنة في ديار ربيعة بن نزار العدنانية والمقابلة لمدينة شهرمية (الاحواز).

 

وتهدف نصوص صاحب السمو حاكم الشارقة إلى دفع الجمهور للمشاركة في التفكير النقدي والتحليل التاريخي والاجتماعي للقضايا المطروحة وخاصة الشعرية منها، والتي تتميز بعدة خصائص ومميزات بارزة، لا سيما تلك التي تتناول التراث والتاريخ.
ويستلهم سموه معظم أعماله من التاريخ العربي والإسلامي وتستحضر رموزه وشخصياته البارزة، ولا يكتفي سموه بالسرد؛ بل يعيد قراءة الأحداث التاريخية والشخصيات بأسلوب درامي حكائي، يُركّز على اللغة الغنائية والمجازية، كما يهدف إلى إيصال معانٍ ومشاعر أعمق من خلال نهجه اللغوي الفريد في التعبير.
عشائر بنو لام: طيِّئ.
عشائر أبو محمد: ربيعة.
الهور العظيم: الأرض السحيقة:
الأرض التي مر بها المطر الشديد، فجرف ما بها.
الأحواز: شهرمية، عاصمة كسرى الساساني.
شخصيات المسرحية (حسب ظهورها)
– كليب بن أبي ربيعة
– مجموعة من الفرسان
المكان: مضارب قبيلة ربيعة.
الزمان: قبل ظهور الإسلام بمئة وأربعين سنة
– أبناء الشيخ لكيز بن مرة
– رئيس وفد اليمن
– الراعي
– عامر بن أبي ذيب الأرقمي
– مجموعة من النساء
– خير بن طريح
– البَرّاق بن روحان
– مجموعة من الناس
– الشيخ لكيز بن مرة بن أسد بن ربيعة
– حاجب مجلس الشيخ لكيز بن مرة
– كريم بن الأعرج
– ليلى
الفصل الأول
المشهد: الساحة أمام مضارب ربيعة، وتظهر الخيمة الكبيرة، وهي مجلس الشيخ لكيز بن مرة بن أسد بن ربيعة، شيخ قبيلة ربيعة، تتوسط الساحة.
رجل يدخل الساحة من يمين الجمهور، يقف وينظر، ليتعرف على المكان.
أمام الخيمة الكبيرة هناك مجلس مفتوح في الهواء الطلق، ويقف هناك، حاجب المجلس.
وصل القادم إلى المجلس المفتوح، وهو يقول:
القادم: عمت صباحاً.
الحاجب: من الضيف؟
القادم: أنا كريم بن الأعرج، أتيت من مدينة شهرمية (1)، من قبل ملك فارس، ولديّ رسالة من ملك الفرس للشيخ لكيز.
الحاجب: تفضل بالجلوس داخل المجلس.
بعد برهة يصل الشيخ لكيز إلى المجلس.
الحاجب: عمت صباحاً أيها الشيخ.
الشيخ لكيز: مع من كنت تتحدث؟
الحاجب: ضيف وصل قبل قليل يقول إن اسمه كريم بن الأعرج، ومعه رسالة من ملك الفرس.
الشيخ لكيز: أين هو؟.. الحاجب: إنه بالمجلس.
الشيخ لكيز: أحضره… الحاجب يحضر كريم بن الأعرج من داخل المجلس… كريم بن الأعرج: عمت صباحاً يا شيخ ربيعة.
الشيخ لكيز: عمت صباحاً، من الضيف؟
كريم بن الأعرج: أنا كريم بن الأعرج، من قبيلة أنمار، أنا لي صلة بملك فارس، وأرسلني لأخطب له ليلى، ابنتكم، فماذا تقول في ذلك؟
الشيخ لكيز: ليلى مخطوبة.
كريم بن الأعرج: لمن مخطوبة؟
الشيخ لكيز: لعمرو بن ذي صهبان ابن ملك اليمن.
كريم بن الأعرج: هل ممكن تأجيل ذلك حتى أرجع إلى ملك فارس، وأخبره بذلك.
الشيخ لكيز: لا يمكن، لأن ليلى سترحل هذا المساء إلى اليمن.
كريم بن الأعرج: هل بالإمكان أن نسمع رأي ليلى؟
الشيخ لكيز ينادي ليلى: ليلى!!!
ليلى: نعم يا أبي.
الشيخ لكيز: هذا كريم بن الأعرج، قد جاء يخطبك لملك فارس، فماذا تقولين؟
ليلى: أنا طوع أمْرِكَ يا أبي.
يقف كريم بن الأعرج مودعاً الشيخ لكيز، وينصرف من مجلس الشيخ لكيز… يُسمع صوت نساء غير واضح من بيت الشيخ لكيز، ومن حوله من البيوت، ثم يخرج من بينها خير بن طريح، صهرهم، ويقابل الشيخ لكيز، وهو يقول:
تبعث بابنتك إلى اليمن!!! زوّجها ابن عمها البَرّاق.
الشيخ لكيز: عندما كنت أتردد على عمرو بن ذي صهبان ابن ملك اليمن، كان يجزل عطيتي، ويحسن إكرامي، فخطب مني ليلى، وجهز إليّ بالهدايا السنية، فأنِفت أن يردَّ طلبه، وآمل أن يكون ذلك فرجاً لشدائد قومي، وحصناً في جوارهم، وذخيرة في عظائم أمورهم… يدخل الساحة، من الجهة اليسرى، فارس اسمه البَرّاق بن روحان بن أسد بن بكر بن مرة، من بني ربيعة، على صهوة جواده، ويتقابل مع خير بن طريح في منتصف الساحة، فيترجل.
البَرّاق بن روحان: يا خير، يا ابن طريح.
خير بن طريح: نعم….. من…. البَرّاق؟
البَرّاق بن روحان: هل سمعت بما سيفعله عمي الشيخ لكيز؟
خير بن طريح: نعم، ونصحته، فلم يقبل أن يغيّر رأيه.
كان رده لي أن ذلك سيكون فرجاً لشدائد قومه.
البَرّاق بن روحان: أنا الذي كنت فرجاً لشدائد قومنا… هل تتذكر قبائل طَيِّئ، وأحلافهم قضاعة على فتنة بيوت ربيعة… ألم تأتوا تستنجدونني… خير بن طريح: لا أحد ينكر ذلك.
أكمل خير بن طريح سيره إلى الجهة اليسرى من الساحة.
البَرّاق بن روحان، واقفاً بجانب جواده، وإذا بليلى قادمة تهرول، وهي تقول: البَرّاق…البَرّاق…
يلتفت البَرّاق، وإذا بليلى أمامه.
ليلى: بعثت إليك، لتحضر لأودعك.
البَرّاق بن روحان: ليلى… دعينا نهرب.
ليلى: إنني أكره أن أخرج من قومي، وأود لو أن أبي زوجني بك. فأنت ابن عمي، لكنني لا أعصي أمر أبي… وأصون نفسي، وأحفظ كرامة أبي والقبيلة، وأتعفف عن أن أهرب معك.
البَرّاق بن روحان: ما أقول عنك إلا العفيفة.
تهرول ليلى ناحية مضارب القبيلة، حيث بيت والدها.
يجلس البَرّاق بن روحان بجانب جواده.
بالقرب من مضارب ربيعة حيث المجلس، وبيوت عائلة الشيخ لكيز، تبدأ حركة لجمال، وبعض الخيول، وأناس يتحركون هنا، وهناك، وناقة ليلى بالهودج باركة.
حضرت ليلى، ومعها بعض النسوة، يُدْخِلْنَ ليلى إلى داخل الهودج.
تنهض الناقة بالهودج، ويبدأ النواح والبكاء من النساء.
تبدأ القافلة بالتحرك تجاه اليمين من الساحة، ثم تلف أمام المشاهدين، حيث البَرّاق بن روحان يجلس بجانب جواده، ثم تتجه إلى الجهة اليسرى من الساحة، متخذةً طريق اليمن.
في أثناء ذلك الدوران، ومنذ بداية البكاء والنواح ارتفع صوت البَرّاق بن روحان، وهو يبكي وينوح.
وينادي وليلى تنادي:
الصّبرُ أحزمُ من بَعض الأقاويلِ
ومن فظايع هاتيك الأفَاعيلِ
ليلى….. البَرّاق
إنِّي وإنْ كُنت أصبحتُ الغداةَ بها
مثل الأسِير على الأحبابِ مكبول
من الشَّجا بليلى لا يُفارقني
هَمٌّ وغَمٌّ بتسهيدٍ وتَعليل
وليس عِندي فعال الخيرِ منتزعاً
حتى أُوسدَ خَمساتِ الأناميلِ
ماذا تقول سراةُ الحيِّ من مُضَرٍ
عند المُلوكِ الأقاييلِ الحلاحيلِ
تخرج القافلة من الساحة إلى يسار الجمهور، ويبرز كريم بن الأعرج، ويتلفت ويصفق بيديه الخاليتين.
الفصل الثاني
المشهد: سكون يخيّم على المكان، الخالي من المارة، وفجأة ينفجر المكان بالصريخ والعويل، وإذا بها مجموعة من الناس، آتية من يسار الجمهور، وتتجه إلى الخيام الكبيرة، حيث بيت شيخ القبيلة… يخرج الناس، رجالاً ونساءً وأطفالاً، من مساكنهم ويتوجهون إلى الخيام الكبيرة… يختلط الكلام من قبل المجموعة التي وصلت إلى ذلك المكان:
خطفوا ليلى!!!، ضربوها!!!، هربوا بليلى!!!
أحد المتواجدين: من هم؟
المجموعة: لا نعرفهم!!!
آخر من المتواجدين: إلى أين اتجهوا؟
المجموعة: اختفوا في الصحراء!!!
وصل إلى المكان مجموعة من الناس آتية من خلف المجلس.
أحد المتواجدين، هذا لكيز بن مرة بن أسد بن ربيعة، شيخ قبيلة ربيعة، والد ليلى.
أحد المتواجدين: ومن يتبعه؟
يجيب الآخر: هؤلاء أبناؤه… حينما وصل الشيخ لكيز وأبناؤه، الْتَفَتَت المجموعة التي أتت من طريق اليمن ناحية الجمهور، وعلت أصواتها… رئيس الوفد إلى اليمن: هدوء… هدوء… اجلسوا… اجلسوا… يجلس الجميع ممن أتوا من طريق اليمن.
ظلَّ الشيخ لكيز وأبناؤه واقفين.
عاد رئيس الوفد، الذي أجلس مَن أتى من طريق اليمن، حيث ظل واقفاً.
الشيخ لكيز والد ليلى يسأل: ما الذي حدث؟
رئيس الوفد: كنا نائمين، فقتلوا الحراس، وخطفوا ليلى، واختفوا في الظلام..
امرأة تركض ناحية البيوت، وهي تصيح: قتلوا ليلى… قتلوا ليلى… تتجمع نساء الحي، ويتجهن ناحية وسط المشهد، وتبدأ النائحات بالبكاء، وترديد النواح: قتلوكِ يا ليلى… قتلوكِ يا زينة البنات.. في وسط الأصوات العالية، يأتي صوت غريب من شخص يقف على التلة، كأن ذلك الصوت هو صوت ذئب لا يهدأ إلا بعد أن تتوقف جميع أصوات النائحات.
الراعي: يا بني ربيعة.. يا بني ربيعة، جئتكم برسالة من ابنتكم، تناديكم… أنقذوها… أنقذوها..
يأتي صوت الشيخ لكيز: والدي ليلى من وسط المجموعة المتواجدة: أنا الذي جنيت عليكِ..
أنا الذي ضيعتكِ..
أحضروا الرجل الغريب..
حضر الراعي وبيده عصا غليظة، ووقف قبالة المشاهدين، وأمامه حشد من بني ربيعة، وقال:
أنا راعي غنم، نرعى أغنامنا حول مدينة شهرمية، عاصمة كسرى، ندخل مدينة شهرمية لبيع أغنامنا، وإذا بنا نسمع حكاية البنت التي أُتي بها مع السبايا، وكانت جميلة جداً.
أحبها كسرى لكنها رفضت فعذبوها، لكنها تعففت، فأخذوها إلى قصر على أطراف مدينة شهرمية، نحن نرعى أغنامنا حول ذلك القصر.
أسرعت إلى ذلك القصر، وأنا أهش على غنمي، وإذا بي أسمع ذلك الصوت الآتي من امرأة تجلس في شباك ذلك القصر، يظهر شريط سينمائي، ليلى، وهي تغني:
ليتَ للِبَرّاقِ عَيناً فتَرى
ما ألاقي مِن بَلاءٍ وَعَنا
يا كُلَيباً يا عُقَيلاً إخْوتي
يا جُنَيداً ساعِدوني بِالبُكا
عُذَّبِت أُختُكُمُ يا وَيلَكُم
بِعذابِ النُّكرِ صُبحاً وَمَسا
غَلّلِوني قيدوني اضربوا
جسميَ الناحلَ مني بالعصا
قَيِّدوني غَلّلِوني وَافْعَلوا
كُلَّ ما شِئتُم جَميعاً مِن بَلا
فَأنا كارِهَةٌ بُغيَكُم
ويقيني موتُ شيءٍ يُرتجى
الراعي: عندما شاهدتني خاطبتني قائلةً:
هل تعرف البَرّاق؟
قلت لها: ومن منا لا يعرف البَرّاق؟
فقالت لي: أخبر أهلي عن حالي!!!
الشيخ لكيز والد ليلي ينادي أولاده قائلاً:
هيا يا أبنائي.. اقتحموا ذلك القصر وخلّصوا أختكم من الحبس.
رجل قادم إلى المجلس المفتوح.
سائل يسأل:
من القادم؟
أحد أبناء الشيخ لكيز: إنه خير بن طريح.. صهرنا.
خير بن طريح: عمتم مساءً… أين الشيخ لكيز؟
الشيخ لكيز يقف مجيباً خير بن طريح.
خير بن طريح مخاطباً الشيخ لكيز:
ما الذي أسمعه؟ تبعث بأبنائك إلى مجابهة ملك فارس، وحوله من الجنود والقلاع ما لا يُعد ولا يحصى؟ ولكن تركب أنت وأحد أبنائك إلى قومك من العرب، وتطلب منهم النصرة.
الشيخ لكيز: نعمَ الرأي.. نعم الرأي..
تُجهز الخيول لخروج الشيخ لكيز وابنه.
ويتم ترتيب الخيول للخروج والجميع يتبع خروج الشيخ لكيز وابنه، وهم ينشدون:
أحد المنشدين، والمجموعة ترد:
المنشد:
قل لعدنان هُديتُم شمروا
لبني مبغوض تشمير الوفا
المجموعة: شمروا… شمروا… شمروا
المنشد:
واعقِدوا الرَّايات في أقطارها
وأشهِروا البيض وسِيروا في الضَّحى
المجموعة: وأشهِروا… وأشهِروا… وأشهِروا…
المنشد:
يا بني تغلب سيرُوا وانصرُوا
وذرُوا الغفلة عنكم والكرى
المجموعة: وانصرُوا… وانصرُوا… وانصرُوا…
المنشد:
احذرُوا العار على أعقابكم
وعليكم ما بقيتُم في الدُّنا
المجموعة: احذرُوا… احذرُوا… احذرُوا…
الفصل الثالث
المشهد: الساحة خالية من الناس، وتظهر مجموعة قادمة من الجهة اليسرى للساحة… يخرج رجل من ناحية المدرجات، قريباً على المجموعة القادمة، ويتعرف على من بالمجموعة، ويصيح:
الشيخ لكيز قادم… الشيخ لكيز قادم.
تخرج مجاميع من الناس من بيوت الحيّ، ويجلسون مع الشيخ لكيز ومن معه، وتحيط بهم الناس.
الشيخ لكيز: قومنا تخلوا عنا، ماذا نفعل؟
يا خير بن طريح، أرشدنا !!!
خير بن طريح: تذهب أنت، وأحد أبنائك إلى البَرّاق بن روحان، وتطلبان منه المشورة. الشيخ لكيز: أين نجد البَرّاق، وهو في تلك البراري؟.. هنا يقف رجل ويقول: يا عم… يا عم…
الشيخ لكيز: من المتحدث؟.. عامر بن أبي ذيب الأرقمي: أنا ابن عمك، عامر بن أبي ذيب الأرقمي، عندما تغير حالك، وما كنت عليه، أثّر فيّ ذلك، فذهبت إلى البَرّاق بن روحان، وأعلمته، وسألته القيام في بيوت ربيعة، وهو الآن هنا في بيته القديم، فهيا بنا إلى هناك… يذهب الجميع إلى بيت البَرّاق بن روحان، وهو في الجهة الأخرى من الساحة.
كليب بن ربيعة: البَرّاق… البَرّاق
البراق بن روحان: من المنادي. كليب بن ربيعة: أنا كليب بن ربيعة، ومعي عمك الشيخ لكيز، وأبناؤه، ووجوه ربيعة..
يخرج البَرّاق ليشاهد الحشد أمام داره.. كليب بن ربيعة مخاطباً البَرّاق:
إليك أتينا مستجيرين للنصر
فشمّر وبادر للقتال أبا النصر
وما الناس إلا تابعون لواحد
إذا كان فيه آلة المجد والفخر
فنادِ تجبك الصِّيدُ من آل وائل
وليس لكم يا آلَ وائلٍ من عُذْر
أجاب البَرّاق بن روحان قائلاً:
وهل أنا إلا واحدٌ من ربيعةٍ
أعز إذا عزوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه
أشمر عن ساقي وأعلو على مهري
وأدعو بني عمي جميعاً وإخوتي
إلى موطن الهيجاء أو مرتع الكر
هيا بنو ربيعة جرّدوا سيوفكم، وامتطوا خيولكم، هيا إلى الهيجاء… هيا.. وتعود أفراد ذلك الحشد إلى بيوتها:
يجلس البَرّاق بن روحان أمام داره، يخاطب نفسه:
أَمِن دونِ لَيلى عَوّقَتنا العَوائِقُ
جُنودٌ وَقَفرٌ تَرتَعيِه النَقانِقُ
وَعجمٌ وَأَعرابٌ وَأَرضٌ سَحيقَةٌ
وَحِصنٌ وَدورٌ دونَها وَمَغالِقٌ
أليلى استطالت ليلتي بعد هذه
وقد باتَ دمعي وهو في الخدّ دافقُ
فكيف وقد أصبحتِ في دَار غُربةٍ
وأسلمكِ الشَّيخُ الجهولُ المنافقُ
أليلى وأنتِ القصدُ قد غالكِ النَّوى
وفعل لَئيمٍ يا ابنة العمَّ سابقُ
فلابد من عسفٍ وزحفٍ ومحنةِ
وأفلح إنسانٌ من الجَهدِ زالقُ
سَتُسعِدُني بيضُ الصَوارِمِ وَالقَنا
وتنهضي للمعضلاتِ الحقائقُ
أبنت لكيزٍ ألَّف الله شَملنا
بُعيد النَّوى واستنَّ فيك الطرائقُ
رَمى اللهُ مَن يَرمي الكِعابَ بِريبَةً
   وَمَن هُوَ بِالفَحشاءِ والمَكرِ ناطِقُ
الفرسان يتجمعون عند بيت البَرّاق بن روحان، يمتطون صهوات جيادهم شاهرين سيوفهم، ويغنون:
لَم يَبقَ يا وَيْحكُم إلا تَلاقيها
وَمَسعَرُ الحَربِ لاقيها وَآتيها
يا أَيها الراكِبُ المُجتازُ يرفُلُ في
حَزنِ البِلادِ وَطَوراً في صَحاريها
لابُدّ قَومِيَ أَن تَرقى وَقَد جَهَدَت
صَعبَ المَراقي بِما تَأتي مَراقيها
اختفى الفرسان في الجهة اليسرى من الساحة.
صوت المعلق: لم يزل البَرّاق بن روحان، يكر ويسعى حيناً بالقتال، وآخر بالحيلة حتى خلص ليلى من يد مغتصبيها، وعاد إلى ديار بني ربيعة.
منظر سينمائي يرافق المعلق ويظهر به البَرّاق بن روحان، ومعه الفرسان يعتلون قصر ملك فارس، ويخلصون ليلي، ويُركِبون ليلى فرساً، ويعودون إلى ديار بني ربيعة.
المنظر جهة اليسار من الساحة، قدوم البَرّاق بن روحان، وليلى في مقدمة المجموعة وخلفهم الفرسان مشهرين سيوفهم وجميعهم على خيولهم..
استقبلهم أهالي مضارب بني ربيعة، وهم يصيحون:
البَرّاق… العفيفة… البَرّاق…العفيفة، حتى وصلوا مجلس الشيخ لكيز، فنزل البَرّاق وليلى من على جواديهما، وخرج الشيخ لكيز، وأبناؤه، وأمامهم، صاحت الجماهير: زواج البَرّاق بالعفيفة… زواج البَرّاق بالعفيفة.
اصطفت الناس في نصف دائرة، وفي وسطها الشيخ لكيز، والناس تصيح: زواج البَرّاق… سلم البَرّاق ليلى لوالدها، وضمها إلى صدره، وكذلك إخوتها… جمع الشيخ لكيز البَرّاق وابنته ليلى، وعقد زواجهما.
الجماهير تنادي:
المشيخة للبَرّاق… المشيخة للبَرّاق
قام الشيخ لكيز، وسلم سيفه للبَرّاق
شيخنا البَرّاق
لا نريد غيره
بقوته وبخيره
المصادر
– نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، دار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، 1980م، الصفحة 320.
– جمهرة النسب، هشام بن محمد بن السائب الكلبي، مكتبة النهضة العربية 1986م، بيروت، لبنان، 483-488.
– الجمهرة في أيام العرب، عمر بن شبة البصري، مكتب الإمام البخاري للنشر والتوزيع – الإسماعيلية، جمهورية مصر، 2015م، الصفحات 109- 136.
– شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، بشير يموت، المكتبة الأهلية، بيروت، لبنان، 1934م، الصفحة 32.
– مجلة الزهور المصرية، أنطون الجميل والشيخ أمين تقي الدين، دار صادر، بيروت، لبنان، 1910م -1913م، العدد الرابع، الجزء الأول، الصفحات 166 – 168.
– الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 2002م، الجزء التاسع، الصفحة 249.

المصدر : صحيفة الخليج