يخشى يمنيون من اندثار تصميم النوافذ التقليدي، المعروف باسم «القمريات»، مع ظهور تقنيات البناء الحديثة.
وتشكل «القمريات» سمة مميزة للعمارة اليمنية التقليدية، ويقال إنها ظهرت لأول مرة في البلاد منذ أكثر من أربعة آلاف عام.
وظلت النوافذ المقوسة المصنوعة من الجص والمطعمة بالزجاج الملون تزين المنازل في مدن مثل صنعاء على مدى عدة قرون، وتضفي على ضوء الشمس ألواناً زاهية داخل البيوت.
لكن محمد أبو علي، صانع القمرية، يقول: «عمل القمريات انقرض بنسبة 80%، إلا أن الشخص الذي يتمتع بذوق ويفهم بها ويحافظ على التراث اليمني، يعمل القمريات، وهذا شيء أساسي».
وأضاف: «أتمنى من الجهات المختصة أن تهتم بهذا البناء، أو إلزام أصحاب المنازل عندما يبنون أن يكون النمط نمطاً صنعانياً جديداً يحافظ على الموروث الشعبي، هذا ما أتمناه».
من جانبه، حذر المؤرخ عبدالله إسحاق من أن أساليب البناء الحديثة، التي تعتمد على الخشب والألمنيوم، تؤدي إلى تراجع صناعة القمريات.
وأوضح «كانت هناك النوافذ التي كانت عليها ما يسمى بالقمريات، وهي بالرخام وأحجار القرص ورخام المرمر في الفترة القديمة، وفي الفترة الحديثة التي تطورت من مرحلة إلى مرحلة، المرحلة العثمانية والمرحلة التالية، بدأت العقود الملونة والعقود المقوسة بالزجاج الملون، سواء كان أصفر أو أحمر، وهذه الألوان تعكس إضاءة جميلة جداً للمنظر أو مكان الجلوس الذي يجلسون فيه». وأضاف: «مع التطور في عملية التصنيع، دخل فن طراز النوافذ الخشبية، العقود الخشبية مع الألمنيوم، مما أثر في الطراز اليمني في تزيين النوافذ اليمنية، وأدى إلى تراجع فن عملية تصنيع العقود التي هي بالجص والزجاج الملون».
ويخشى اليمنيون من أن هذا التراجع يهدد بمحو هوية بصرية يعتبرونها واحدة من سمات تميز بلادهم عن بقية العالم.
وقال المواطن اليمني أكرم الكبسي: «أنا طبعاً أفتخر بهذه العقود وأتغزل فيها، في أوقات كثيرة أكون جالساً وأتغزل في هذه العقود، لماذا؟ لأنها تمثل حضارة وتراثاً وأصالة، فأنا من بيت أصالة ومن بيت تراث، فهذا هو التراث والأصالة، شيء أنا متفرد به في العالم كله، إذا جاء أجنبي عندي يستغرب عند رؤيته، ويبدأ في تصويرها ويلتقط صوراً معها».
المصدر : صحيفة الخليج
