قصائد تتغنى بلغة الضاد في بيت الشعر

قصائد تتغنى بلغة الضاد في بيت الشعر

في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء والاحتفاء بيوم العربية، نظَّم (بيت الشعر) في الشارقة أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء: سلطان الضيط من السعودية، آية وهبي من السودان، وطارق الجنايني من مصر، وذلك بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، إضافة إلى جمهور واسع، من نقاد وشعراء ومحبي القصيد.
وقدَّمت الأمسية الإعلامية السورية بيلسان أحمد، التي رحبت بالحاضرين، وقالت أيضاً: «في يوم اللغة العربية.. تُطَلقُ الكلمة من هنا.. من بيت الشعر في إمارة الشارقة.. هذا الصرح العالي العريق الذي ترقص فيه الكلمات على وتر الفن والإنسانية والألفة، برعاية كريمة دائمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله».
افتتحت القراءات مع الشاعر سلطان الضيط، الذي قدّم نصوصاً دارت مواضيعها بين تساؤلات الشاعر الروحية في عوالم الكتابة ومشاعره الإنسانية، فقرأ نصاً بعنوان «البيانُ رقم واحد لِلقَلَق»، قال فيه:
كَنَجْمَةٍ مَرَّها لَيْلٌ وَطَوَّقَها
أَوْ لَيْلَةٍ ساهِرٌ في الرُّوحِ أَطْرَقَها
هٰذا الضَّجيجُ الَّذي يَهْتَزُّ في رِئَتِي
لَوْ لَمْ أَضِعْ حائِراً فِيهِ لَمَزَّقَها
أَنَا اعْتِيادِي عَلى عادِيَّةٍ سَرَقَتْ
مِنِّي.. كَمَا اعْتَادَتِ الأَمْواجُ أَزْرَقَها
كَأَنَّ بِي شُعْلَةً مَرَّتْ تُلَوِّحُ لِي
فَمَرَّ طِفْلٌ قَدِيمٌ بِي لِيُحْرِقَها
كما ألقى نصاً عن الحب وما فيه من مشاعر رقيقة ومتناقضة، عنوانه «ظلٌّ يُخطئُ في الباب»، ومما جاء فيه:
دخولُكِ مُشتبَهٌ مُنتقى
حَرِيٌّ بي الآنَ أن أَقلَقا
يُزاحِمُني أضلعاً أضلعاً
وأدفَعُهُ مرفقاً مرفَقا
على خِفَّةِ اليومِ أن تَتَّقي
وغَيبوبةِ الغَدِ أن تُتَّقى
على السطحِ، كلُّ الهَوى بينَنا
شفيفٌ، فلا تَذهبي أعمَقا
وبعد ذلك، قرأت الشاعرة آية وهبي بعض قصائدها، وبدأت بقصيدة عن اللغة العربية، التي جالت بين أوصافها ومدحت معانيها وخصوصيتها الثقافية، فقالت:
قفي على شرفة الأنوار واغترفي
مكامنُ السِّحر بين الياء والألفِ
واستنطقي العطرَ يروي ذوق من حضروا
من كلِّ معنىً بديع النَّسج مختلفِ
صفي بحرفك نور الله في لغةٍ
بها يفاخر أهل المجد والشَّرفِ
كلام ربِّي بها.. لا شيء يشبهها
مالي أشبِّهها بالدرِّ والصَّدفِ
أما في نصها المعنون «رسالة إلى الشابي»، فقد وجهت أبياتها إلى الشاعر التونسي «أبوالقاسم الشابي» مؤكدة على فرادته وإبداعه، فقالت عنه:
بلغتَ إلىْ الشِّعرِ أسبابهُ
وحزتَ الفخارَ ألا فافتخرْ
فما ماتَ منْ عاشَ بين الأنامِ
بما كانَ ينطقه منْ دررْ
تؤولُ إلى الموتِ هذي الجُسومُ
وتفنى الرُّسومُ وتفنى الصُّورْ
ويبقىْ صدىْ الحقِّ طول الزمانِ
وتبقىْ العظاتُ وتبقىْ العبر
واختتم الأمسية الشاعر طارق الجنايني، الذي قرأ قصيدة في مديح اللغة العربية عنوانها «بنت النور»، خاطبها فيها بأبيات مزجت بين العاطفة والبلاغة، قال فيها:
أندَهتِهِ؟ أم سِرتِ فانتَبَها
ورأى سواكِ فلم يجد شَبَها
قلبي الذي ألقَيتُ ذاتَ أسى
في خاطرِ الدنيا فأعجبها
أنتِ التي انفجَرَت بمفردها
عيناً -على ظمأٍ- ليشربها..
يا بنتَ نورِ اللهِ يا لغةً
كانت من النجماتِ أقربها..
كما ألقى رباعيات، اتسمت بالدهشة في ختامها، ليشكل منها عقداً شعريّاً أنيقاً، ومنها:
عينٌ عليكَ وعينٌ بالذي احترقا
في لحظتينِ أضعنا الأرضَ والطرقا
إني أسيرُ وبالقلب الجريحِ رؤىً
عن شاعرٍ شبعت أحلامُهُ غرقا
للموتِ أقنعةٌ أخرى تدورُ على
رأس القصيدِ وتُدمي الحرفَ والورقا
أدري بأنّ يدَ الأيامِ أطولُ من
قلبينِ ما التقيا خوفاً وما افترقا
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمة الأمسية.

المصدر : صحيفة الخليج

وسوم: