الأسهم الآسيوية تتراجع وسط مخاوف بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا

الأسهم الآسيوية تتراجع وسط مخاوف بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا

تراجعت الأسهم الآسيوية مقتفيةً أثر الخسائر في الأسهم الأميركية، مع قيام المستثمرين ببيع أسهم التكنولوجيا وسط مخاوف بشأن تقييماتها المرتفعة. وقلّصت أسعار النفط مكاسبها بعدما تجنّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصعيد التوترات الجيوسياسية في خطاب تلفزيوني.

وانخفض المؤشر الإقليمي للأسهم التابع لـ”إم إس سي آي” بنسبة 0.5%، في حين هبط كل من مؤشر “كوسبي” في كوريا الجنوبية ومؤشر “نيكاي 225” الياباني بأكثر من 1%.

وجاء ذلك عقب تراجع مؤشر “ناسداك 100” المثقل بأسهم التكنولوجيا بنسبة 1.9% يوم الأربعاء، مع هبوط سهم شركة “إنفيديا” بنسبة 3.8% إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر. كما انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.2%، كاسراً متوسطه المتحرك لـ50 يوماً.

واستقرت أسعار الذهب والفضة في آسيا بعد قفزتها يوم الأربعاء، إذ سعى المستثمرون إلى بدائل عن السندات الحكومية والعملات الرئيسية. وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف، بعدما قدمت شركة “مايكرون تكنولوجي”، أكبر صانعة لرقائق الذاكرة في الولايات المتحدة، توقعات إيجابية في وقت متأخر من يوم الأربعاء.

ضغوط على قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

يعدّ البيع المكثف في قطاع التكنولوجيا إشارة إضافية إلى أن المستثمرين باتوا يشككون بشكل متزايد في قدرة الشركات التي تتصدر طفرة الذكاء الاصطناعي على الاستمرار في تبرير تقييماتها المرتفعة وإنفاقها الطموح.

وأسهمت المخاوف بشأن تكلفة وجدوى التوسع في مراكز البيانات، مثل خطط تمويل شركة “أوراكل” في ولاية ميشيغان، في تغذية القلق الأوسع بشأن آفاق القطاع.

اقرأ أيضاً: منظمة التعاون الاقتصادي: الذكاء الاصطناعي يدعم الاقتصاد العالمي

وقال فرانك تورمان، مدير صندوق في “شرودرز إنفستمنت مانجمنت”: “لا يزال المستثمرون يرون إفصاحاً محدوداً عن الإيرادات أو الأرباح أو التدفقات النقدية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي”. وأضاف: “والنتيجة هي تنامي القلق من أن الذكاء الاصطناعي قد لا يحقق عوائد تتناسب مع حجم الحماس”.

النفط والذهب تحت المجهر

ارتفع خام “برنت”، المعيار العالمي للنفط، مقترباً من 61 دولاراً للبرميل في التعاملات الآسيوية المبكرة، قبل أن يقلّص مكاسبه بعدما امتنع ترمب عن التطرق إلى التطورات الأخيرة في فنزويلا خلال خطاب ألقاه من البيت الأبيض.

وكانت واشنطن قد فرضت هذا الأسبوع حصاراً على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات القادمة من فنزويلا، مع اتهام ترمب كراكاس بالاستيلاء على “حقوق الطاقة” الأميركية.

واستقر الذهب قرب 4340 دولاراً للأونصة بعدما ارتفع بنسبة 0.8% يوم الأربعاء. وقفز المعدن النفيس بنحو الثلثين هذا العام، ويتجه لتسجيل أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979.

السندات والعملات وتقلبات الأسواق

تراجعت أسهم “أوراكل” بأكثر من 5% في التداولات الأميركية بعد أن أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” بأن شركة “بلو أول كابيتال” لن تدعم صفقة بقيمة 10 مليارات دولار لمركز بيانات في ميشيغان. وبات مؤشر “ناسداك 100” الآن منخفضاً بأكثر من 5% عن ذروته الأخيرة.

اقرأ أيضاً: “أوراكل” ترجئ مواعيد إنجاز مراكز بيانات تطوّرها لصالح “OpenAI”

وترافق بيع أسهم التكنولوجيا مع تصريحات من مسؤول في الاحتياطي الفيدرالي دعم فيها خفض أسعار الفائدة، ما عزز الإقبال على سندات الخزانة لأجل عامين وخمسة أعوام بوصفها ملاذات آمنة.

وانخفض عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بنقطة أساس واحدة إلى 4.14% يوم الخميس. واستقر مؤشر “بلومبرغ” للدولار تقريباً من دون تغيير.

وتشير التقلبات الأخيرة التي امتدت إلى عدد من فئات الأصول إلى أن المتعاملين قد يواجهون موسماً حافلاً خلال عطلات نهاية العام، حيث يمكن للسيولة الضعيفة أن تضخم تحركات الأسواق.

تطورات آسيوية وأحداث مرتقبة

برزت خلال الأسابيع الأخيرة رواية أوضح مفادها أن أسهم التكنولوجيا العملاقة التي قادت هذه السوق الصاعدة قد تفقد قدرتها على دفع السوق بمفردها، بحسب فؤاد رزق زاده من “فوركس دوت كوم”.

وقال: “تتعرض الثقة في القطاع للاختبار، لا سيما بشأن ما إذا كان يمكن تبرير التقييمات المبالغ فيها والإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي”.

وفي آسيا، ارتفع الين الياباني بشكل طفيف مقابل الدولار، مع توقعات بأن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة يوم الجمعة إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة عقود.

كما تعافى اقتصاد نيوزيلندا بأكثر مما كان متوقعاً في الربع الثالث، مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الذي ساهم في دفع الناتج بعد انكماش في الربع الثاني.

وفي الصين، اقتربت شركة “تشاينا فانكي”، التي كانت في السابق أكبر شركة تطوير عقاري في البلاد، من واحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة الديون في تاريخ الصين.

ومن بين أبرز الأحداث المنتظرة في الأسواق المالية يوم الخميس صدور بيانات التضخم الأميركية لشهر نوفمبر، إلى جانب قرارات السياسة النقدية من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا.

المصدر : الشرق بلومبرج