الأزهر يوضح حكم صلاة الخسوف وكيفية صلاتها بالتزامن مع ظاهرة «القمر الدموي»

الأزهر يوضح حكم صلاة الخسوف وكيفية صلاتها بالتزامن مع ظاهرة «القمر الدموي»

أعلن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة ثابتة عن النبي محمد ﷺ، وذلك بالتزامن مع الظاهرة الفلكية النادرة التي ستشهدها مصر وعدة دول عربية وأوروبية مساء اليوم الأحد، والمتمثلة في خسوف كلي للقمر يعرف بـ”القمر الدموي”.

وأكد المركز، في بيان رسمي، أن النبي ﷺ قال في حديث صحيح:

«إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ » [صحيح البخاري] ، ويصليها المصلون فرادى أو جماعة في البيوت أو غيرها.

وأوضح البيان أن صلاة الخسوف تُصلّى ركعتين، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، ويُسنّ أن تُقام جماعة أو فرادى، في البيوت أو المساجد، دون أذان، بل يُنادَى لها بعبارة: “الصلاة جامعة”. كما يخطب الإمام بعد الصلاة مذكِّرًا بعظمة الله وقدرته، داعيًا إلى التوبة والاستغفار وفعل الخيرات.

وصفة صلاة الخسوف كصفة صلاة الكسوف التي قالت عنها أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُرِيهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ» [صحيح البخاري].

وذكر المركز أن وقت أداء صلاة الخسوف يمتد من لحظة بدء الخسوف وحتى انتهائه، باعتبارها صلاة مرتبطة بسبب، وهو ظهور الخسوف، فإذا انتهى السبب فات وقتها.

خسوف كلي نادر.. وظاهرة “القمر الدموي” تزين السماء

وتشهد سماء مصر وعدد من الدول العربية والأوروبية مساء اليوم خسوفًا كليًا للقمر، يبدأ في تمام الساعة 6:28 مساءً بتوقيت القاهرة، ويصل إلى ذروته عند 8:31 مساءً، ويستمر بجميع مراحله لمدة 5 ساعات و27 دقيقة، بينما تستغرق فترة الخسوف الكلي ساعة و22 دقيقة.

ويُعد هذا الخسوف هو الثاني خلال عام 2025 بعد خسوف مارس الماضي، ويشكل مقدمة لما يُعرف بـ”الكسوف الشمسي الكبير” المتوقع في 12 أغسطس 2026.

وخلال هذه الظاهرة، يتحول لون القمر إلى الأحمر القاني بسبب انزلاقه في ظل الأرض الذي يحجب عنه ضوء الشمس، ويحدث هذا عندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط واحد، ويكون القمر في طور البدر.

وأوضح علماء الفلك أن هذا اللون الأحمر ناتج عن تشتت الأطوال الموجية الزرقاء من ضوء الشمس أثناء مرورها بالغلاف الجوي للأرض، فيما تستمر الأطوال الموجية الحمراء التي تنعكس على سطح القمر.

الرؤية متاحة بالعين المجردة دون معدات

وأشار الخبراء إلى أن خسوف القمر يمكن رؤيته بالعين المجردة دون الحاجة إلى معدات خاصة، بخلاف كسوف الشمس الذي يتطلب نظارات واقية، بشرط توافر طقس صافٍ وموقع مناسب.

وفيما ستتمكن مصر ومنطقة الشرق الأوسط والهند والصين وأجزاء من إفريقيا وأستراليا من مشاهدة الظاهرة، تبدأ مراحل الخسوف في الإمارات عند 7:28 مساءً، وتبلغ ذروتها 10:11 مساءً، وتستمر حتى 00:55 بعد منتصف الليل.

وفي البحرين، أعلنت الجهات الفلكية أن المملكة ستشهد الخسوف الكلي أيضًا، وهو الأول من نوعه منذ عام 2018، ولن يتكرر إلا في 31 ديسمبر 2028، ما يجعله من أبرز الأحداث الفلكية لهذا العام.

المصدر : تحيا مصر