تلقى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحذيرات من “التقارب المفرط مع البيت الأبيض”، في وقت كشف فيه استطلاع جديد للرأي عن أن نحو ثلثي ناخبي حزب العمال الحاكم يؤيدون تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع أوروبا، وبخاصة مع عودة دونالد ترمب للسلطة.

وتكشف نتائج الاستطلاع أن 67 في المئة من ناخبي حزب العمال يبدون قلقاً بالغاً حيال تداعيات رئاسة ترمب وعودته لولاية رئاسية ثانية، مما يضع ستارمر تحت ضغط متزايد للإسراع إلى عقد محادثات لتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “Savanta” لمصلحة حزب الديمقراطيين الليبراليين، أن نحو نصف الناخبين البريطانيين (47 في المئة) يشعرون بالقلق إزاء تأثير العلاقة الوطيدة التي تربط [زعيم حزب ‘ريفورم’] نايجل فاراج بترمب على المصالح الوطنية البريطانية.

وأوضح الاستطلاع أن نسبة القلق ترتفع بصورة ملاحظة بين ناخبي حزب العمال لتصل إلى 61 في المئة، ولا سيما أن رئيس الوزراء كان تعهد بإصلاح العلاقات المتضررة مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن هذا التحسن سيعود بالنفع على “الأجيال المقبلة”.

إلا أن رئيس الوزراء البريطاني يواجه انتقادات حادة إزاء بطء وتيرة المفاوضات مع بروكسل ورفضه مبادرة أوروبية لتسهيل تنقل الشباب دون الـ 30 والتي كانت ستتيح لهم العيش والعمل في دول الاتحاد الأوروبي.

وكشفت نتائج الاستطلاع الجديد عن أن 64 في المئة من الذين صوتوا لمصلحة حزب العمال خلال الانتخابات العامة الأخيرة يؤيدون توثيق “الروابط الاقتصادية والأمنية مع أوروبا”، بخاصة مع عودة ترمب للبيت الأبيض.

 

وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في حزب الديمقراطيين الليبراليين كالوم ميلر “جميعنا يدرك كيف كانت قيادة دونالد ترمب خلال ولايته السابقة، إذ اتسمت بأنها متقلبة وغير موثوقة وتنطوي على تهديدات متكررة”.

وأضاف “ليس مستغرباً أن يشعر الناخبون بالقلق من تأثيره في أمننا القومي، ناهيك عن تأثيره في أوضاعهم المعيشية”.

وتابع ميلر أن “الغالبية الواضحة من الذين منحوا حزب العمال أصواتهم يطالبون بتحرك فعلي لدعم اقتصادنا وأمننا في ظل عودة ترمب وهذا يعني توثيق العلاقات مع أوروبا، وعلى كير ستارمر أن يستمع إليهم ويسرّع وتيرة المحادثات مع أوروبا”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق ذاته قالت الرئيسة التنفيذية لمجموعة “Best for Britain” نعومي سميث إن “المهمة الأولى لحكومة حزب العمال هي تحقيق النمو الاقتصادي، والتوافق المثمر مع شريكنا التجاري الأكبر في الاتحاد الأوروبي أمر حاسم لتحقيق هذا الهدف، فالشركات البريطانية وبخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعاني القيود البيروقراطية التي فرضها ‘بريكست’، والمستهلكون يدفعون الثمن من خلال ارتفاع الأسعار وتقلص الخيارات المتاحة”.

وأوضحت سميث أن “أبحاث مجموعة “Best for Britain” تظهر باستمرار أن علاقات تجارية أوثق مع أوروبا هي الخيار المفضل للناخبين، وليس فقط لمن أيدوا حزب العمال في 2024 حتى في المناطق التي صوتت بنسب عالية لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، والناس يدركون أن الوضع الراهن لا يجدي نفعاً”.

وقالت أستاذة الاقتصاد ونائبة رئيس الحركة الأوروبية في المملكة المتحدة البروفيسورة مولي سكوت كاتو “لا نعلم ما ستحمله الأعوام الأربعة المقبلة، لكن من الواضح أن الحاجة إلى تجديد علاقاتنا مع أصدقائنا في أوروبا باتت أقوى من أي وقت مضى، ومع وجود بوتين على أعتاب أوروبا وتهديدات ترمب بالانسحاب من الـ ‘ناتو’ نحتاج إلى البقاء على مقربة من جيراننا وأصدقائنا جغرافياً وثقافياً”.

وحذرت كاتو “في وقت يهدد ترمب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي تلوح في الأفق مؤشرات على أن ستارمر قد يسعى إلى استرضاء البيت الأبيض في عهد ترمب، واختيار التقرب من إدارة ترمب سيكون خطأً اقتصادياً فادحاً، لأن حجم التجارة المفقودة مع الاتحاد الأوروبي أكبر بكثير من التراجع الذي قد تسببه الرسوم الجمركية في تجارتنا مع الولايات المتحدة”.

نقلاً عن : اندبندنت عربية