* محمد كاظم: يعكس تراكم التجربة الفنية
* كريستيانا دي ماركي: يبرز أهمية الشراكات الثقافية
أجمع فنانون مشاركون في معرض «روافد ورؤى» المقام في متحف سيؤول للفنون، على أن الحدث يشكّل محطة مفصلية في مسار حضور الفن المعاصر من الإمارات على الساحة الدولية، لما يتيحه من مساحة للحوار مع جمهور آسيوي جديد.
وأشار الفنانون إلى نقل المعرض سرديات إنسانية تنطلق من التجربة المحلية وتخاطب أسئلة عالمية حول الهوية والانتماء والذاكرة والتحولات الاجتماعية، مؤكدين أن الحدث يعكس أيضاً تنوّع المشهد الفني الإماراتي وثراءه وتعدّد مقارباته.
يُقام «روافد ورؤى» بتنظيم مشترك بين متحف سيؤول للفنون ومؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون حتى 29 مارس/ آذار المقبل، ويُعد المعرض الأكبر من نوعه في جمهورية كوريا الجنوبية المخصص للفن المعاصر من الإمارات.
وأكدت كريستيانا دي ماركي، الفنانة والمنسّقة المشاركة في المعرض، أنه يقدم تمثيلاً واسعاً للمشهد الفني في الإمارات، مشيرة إلى أن القسم الذي تشرف عليه يحمل عنوان «تسجيل المسافة لا الطبوغرافيا»، ويبحث في مفاهيم الانتماء والاقتلاع والحدود غير المرئية، وكيف يمكن للفن أن يوثق التجربة الإنسانية بعيداً عن المقاربات الجغرافية التقليدية. وقالت كريستيانا دي ماركي: إن المعرض يتضمن للمرة الأولى تقديم هذا الحجم من الأعمال الإماراتية في كوريا الجنوبية، ما يعكس أهمية الشراكات الثقافية طويلة الأمد بين الجانبين.
وقال الفنان اللبناني المقيم في الإمارات طارق موفوف: إن المشاركة في المعرض تمثل فرصة لاستعادة السرديات الخاصة بالمنطقة وإعادة تقديمها أمام جمهور عالمي. وأوضح أن عمله «من أين أنت؟» يطرح تساؤلات حول مفهوم الوطن ومعنى الأمان، مؤكداً أن وجود هذه الأعمال في سيؤول يفتح مجالاً واسعاً للحوار مع جمهور جديد.
سياق دولي
قال الفنان الإماراتي محمد كاظم، المشارك والقيّم على أحد أقسام المعرض: «روافد ورؤى» يجمع ثلاثة أجيال من الفنانين الإماراتيين إلى جانب مقيمين أسهموا في تشكيل الثقافة البصرية في الدولة. وأشار إلى أن المعرض يعكس تراكم التجربة الفنية في الإمارات عبر عقود، ويقدّمها في سياق دولي يتيح قراءة أعمق لتحولات المكان والذاكرة والعلاقة مع البيئة.
وقالت الفنانة الإماراتية شيخة الكتبي: المعرض يشكّل منصة مهمة للتعريف بالقصص والسرديات المتنوعة التي يحملها الفن المعاصر في الإمارات، و أن عرض هذا العدد من الأعمال في آسيا يسهم في تعريف الجمهور الكوري بالهوية الإماراتية من خلال الفن، ويساعد على تجاوز الصور النمطية وبناء جسور تواصل ثقافي جديدة.
وفي السياق ذاته، قالت الفنانة الإماراتية موزة المطروشي، إن مشاركتها في المعرض تمثل تجربة شخصية وإنسانية عميقة، مشيرة إلى أن العمل الذي تقدمه يستند إلى سرد ذاتي يعكس توتراً داخلياً بين الأدوار الاجتماعية والعلاقات اليومية. وأوضحت أن العمل ينتقل من الحديث عن الآخر إلى التعبير من داخل التجربة نفسها. ورأت أن عرض هذه التجربة في سيؤول يمنح العمل أبعاداً جديدة، إذ يفتح المجال أمام قراءات متعددة خارج السياق المحلي، ويتيح للجمهور التفاعل مع سرد إنساني ينبع من الإمارات ويتقاطع مع تجارب عالمية مشتركة.
ثلاثة أجيال
يضم المعرض أكثر من 110 أعمال فنية لـ 47 فناناً وفنانة من ثلاثة أجيال، تغطي تجاربهم الفنية منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وتشمل أعمالاً تركيبية ونحتية، وأعمال فيديو، وتصويراً فوتوغرافياً، ومطبوعات رقمية، وأعمال وسائط متعددة، تتناول موضوعات الهوية والذاكرة والتحولات الاجتماعية والفضاءات اليومية.
ويأتي تنظيم المعرض ضمن رؤية مشتركة لمتحف سيؤول للفنون ومؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بين الإمارات وكوريا الجنوبية، وتقديم الفن الإماراتي المعاصر إلى جمهور آسيوي واسع، بما يعكس مكانة الدولة مركزاً عالمياً للحوار الثقافي والإبداع الفني. (وام)
المصدر : صحيفة الخليج
