يشير الدكتور فلاديسلاف دافيدوف، جراح السمنة، إلى أن مشكلة الوزن الزائد قد تجاوزت حدود كونه مجرد مشكلة جمالية ليصبح قضية اجتماعية ذات أهمية بالغة في العديد من الدول حول العالم.
متى تصل إلى مرحلة الخطر؟
ويضيف الدكتور دافيدوف أن السمنة لها أسباب عميقة تتجاوز العادات الغذائية غير الصحية، حيث أنها تتعلق أيضًا بإعادة تشكيل وعي الأفراد. ويعاني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد من مشاكل نفسية مثل التوتر والاكتئاب، بالإضافة إلى مشكلات اجتماعية في محيط الأسرة أو العمل. غالبًا ما تصبح العادات غير الصحية في تناول الطعام جزءًا ثابتًا من حياتهم، مما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين النظام الغذائي المعتاد والإفراط في تناول الطعام.
ويؤكد الطبيب أن الوزن الزائد يؤثر بشكل كبير على جميع الأعضاء الحيوية في الجسم، بما في ذلك القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي، وحتى مستويات الهرمونات. مع مرور الوقت، تتأثر العمليات الطبيعية في الجسم ويحدث ارتفاع في مستويات الكوليسترول الضار، الذي يترسب على جدران الأوعية الدموية ويسبب تصلب الشرايين واحتشاء عضلة القلب. كما يؤثر الإفراط في تناول الطعام على سلوك الأكل واستقلاب المواد في الجسم، بما في ذلك إنتاج الأنسولين. وارتفاع مستويات الأنسولين يرتبط بشكل وثيق بمخاطر الإصابة بداء السكري، الذي يعاني منه العديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة. إضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى وجود صلة بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الثدي والمبيض والبروستاتا والقولون نتيجة التغيرات الهرمونية و تراكم الدهون في الجسم.
ويشير الطبيب أيضًا إلى أن النساء البدينات يعانين من العقم بنسبة خمس مرات أكثر من النساء ذوات الوزن الطبيعي. كما يزداد خطر حدوث مضاعفات خطيرة خلال الحمل، بما في ذلك خطر الإجهاض. بالنسبة للرجال البدناء، يعاني حوالي 40% منهم من اضطرابات جنسية بسبب خلل في التوازن الهرموني وضعف الانتصاب.
إلى جانب هذه المشاكل الصحية، يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة أيضًا من مشاكل في المفاصل بسبب الضغط الزائد عليها، مما يؤدي إلى تشوهات في العمود الفقري والأطراف، وفي بعض الحالات يمكن أن يتسبب في إعاقات دائمة.
ويختتم الدكتور دافيدوف بالقول إنه لا توجد حالياً حبوب سحرية لإنقاص الوزن، رغم أن بعض الحميات الغذائية قد تساعد في فقدان بعض الوزن. لكن غالبًا ما يعود الوزن المفقود سريعًا. لذلك، تظل جراحة السمنة هي الحل الأكثر فعالية وطويل الأمد، إذ لا تساعد فقط في فقدان الوزن، بل تساهم أيضًا في علاج المشكلات الصحية والأمراض المرتبطة بالسمنة.