يعرض حاليًا على منصة “Watch It” مسلسل إقامة جبرية، الذي تقوم ببطولته هنا الزاهد، حيث تجسد دور فتاة تعاني من اضطرابات نفسية تؤثر بشكل كبير على من حولها، تصل إلى حد القتل في إحدى الحلقات. في أحد المشاهد، تظهر والدة هنا الزاهد وهي تتعرض للضرب على يد والدها أمام ناظر الفتاة، التي بدت في حالة من الرعب الشديد، مما يعكس التأثير النفسي الكبير الذي تعرضت له.
تعتبر ظاهرة العنف الأسري واحدة من أكبر المخاطر التي يتعرض لها الأطفال، حيث يمكن أن يسبب لهم مشاكل صحية جسدية وعقلية طويلة الأمد، سواء كانوا ضحايا مباشرين أو مجرد شهود على هذا العنف، وفقًا لموقع WomensHealth.
تأثير العنف الأسري على الأطفال
عندما يعيش الأطفال في بيئة تشهد عنفًا أسريًا، فإنهم غالبًا ما يعانون من مشاعر القلق والخوف المستمرين. قد يعيشون في حالة من التأهب الدائم، يتساءلون عن موعد حدوث الحدث العنيف التالي. تتباين ردود أفعالهم وفقًا لأعمارهم:
- الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة: قد يظهر عليهم علامات من قبيل التبول اللاإرادي، مص الإبهام، زيادة البكاء، والقلق الشديد، مثل التلعثم أو الاختباء. قد يواجهون صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم.
- الأطفال في سن المدرسة: قد يشعرون بالذنب تجاه ما يحدث ويلومون أنفسهم على الإساءة. كما أن تقديرهم لذاتهم يتأثر سلبًا، مما يؤدي إلى ضعف الأداء المدرسي وندرة الأصدقاء، مع زيادة التعرض للمشاكل الصحية مثل الصداع وآلام المعدة.
- المراهقون: قد يتصرف المراهقون الذين يشهدون العنف بشكل سلبي، مثل التغيب عن المدرسة أو الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات. كما قد يتسببون في مشاكل عائلية أو يتنمرون على الآخرين.
هل يمكن للأطفال التعافي من العنف الأسري؟
يختلف رد فعل الأطفال تجاه الإساءة والصدمة، حيث أن بعضهم أكثر قدرة على التكيف مع الظروف، بينما يكون البعض الآخر أكثر حساسية. ويعتمد نجاحهم في التعافي على عوامل عدة، منها:
- وجود شبكة دعم قوية أو علاقات صحية مع بالغين موثوق بهم.
- تقدير الذات.
- بناء صداقات صحية.
- على الرغم من أن الأطفال قد لا ينسون ما شهدوه أو اختبروه أثناء العنف، إلا أنه يمكنهم تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم وذكرياتهم مع تقدمهم في العمر. وكلما تم تقديم الدعم لهم في وقت مبكر، كلما كانت فرصتهم في النمو ليصبحوا بالغين أصحاء عقليًا وجسديًا أكبر.
كيف يمكن مساعدة الأطفال؟
مساعدتهم على الشعور بالأمان: يجب أن يشعر الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري بالأمان. إذا كان الخروج من العلاقة المسيئة يساعد في تحقيق هذا الشعور، فقد يكون ذلك الخيار الأنسب.
التحدث معهم عن مخاوفهم: من المهم أن نوضح لهم أن ما يحدث ليس خطأهم أو خطأك.
التعليم حول العلاقات الصحية: يجب تعليم الأطفال الفرق بين العلاقات الصحية وغير الصحية، ومساعدتهم على التعلم من تجربتهم.
التأكيد على الحدود: يجب أن يفهم الأطفال أن لا أحد يحق له أن يلمسهم أو يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح، حتى لو كان هذا الشخص فردًا من العائلة أو معلمًا أو مدربًا.
الحصول على مساعدة من مختصين: يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) خيارًا ممتازًا للأطفال الذين يعانون من القلق أو مشاكل صحية عقلية نتيجة للتعرض للإساءة، ويساعدهم في التكيف مع الصدمات.