الرباط الصليبي الأمامي هو رباط في الركبة يربط بين عظم الفخذ وعظم الساق. تحدث إصابة هذا الرباط عندما يتم تمدده أو تمزقه جزئيًا أو كليًا نتيجة لحركة مفاجئة، مما يؤدي إلى ألم وتورم وتقييد الحركة.

ورغم أن إصابات الرباط الصليبي الأمامي لا تتطلب دائمًا جراحة، فإن عوامل مثل عمر المريض، وشدة التمزق، ومستوى النشاط البدني تعد عوامل حاسمة في تحديد العلاج الأنسب. في حال كانت الجراحة ضرورية، يجب اتخاذ بعض الاحتياطات لتسريع التعافي. إليك ما يجب وما لا يجب فعله قبل وبعد جراحة الرباط الصليبي الأمامي.

ما هو تمزق الرباط الصليبي الأمامي؟

يعد الرباط الصليبي الأمامي الأكثر تعرضًا للإصابة بين الأربطة الأربعة التي تربط الساق بعظم الفخذ في الركبة، وهو يمثل نحو نصف إصابات الركبة. يحدث تمزق الرباط الصليبي الأمامي عادة عند تجاوز الركبة لمدى الحركة الطبيعي، وغالبًا أثناء ممارسة الرياضة. تشمل الأنشطة التي قد تؤدي إلى هذه الإصابة كرة القدم، كرة السلة، والتزلج.

أظهرت الأبحاث أن معظم تمزقات الرباط الصليبي الأمامي لدى الرياضيين تحدث دون اتصال مباشر، وتحدث عادة أثناء الحركات الدوارة التي تتسبب في تحرك الجزء السفلي من الساق للأمام بينما تنحني الركبة قليلاً وتتميل إلى الداخل. كما يمكن أن يحدث تمزق نتيجة لضربة مباشرة إلى الجزء الخارجي من الركبة.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

الرياضيون الذين يمارسون الأنشطة الرياضية مثل التزلج، كرة القدم، وكرة السلة هم الأكثر عرضة للإصابة بالرباط الصليبي الأمامي، خاصة في الأنشطة غير التلامسية، بينما يكون لاعبو كرة القدم أكثر عرضة للإصابة نتيجة للتلامس المباشر.

الاحتياطات الواجب اتخاذها قبل وبعد الجراحة

يعد تقوية العضلات المحيطة بالركبة، وخاصة أوتار الركبة، أمرًا حيويًا لتسريع التعافي بعد الجراحة. يُوصى بالقيام بتمارين “ما قبل التأهيل” لتحسين استقرار ومرونة الركبة قبل الجراحة. “ما قبل التأهيل” هو مصطلح يشير إلى الأساليب التي تساعد المرضى في تحسين صحتهم البدنية والعقلية قبل وأثناء وبعد الجراحة أو العلاج المكثف.

بعد الجراحة، يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل الضغط على الركبة. من الضروري أيضًا مناقشة تاريخك الطبي مع الجراح، حيث قد تتطلب حالات مثل مرض السكري أو اضطرابات التخثر اهتمامًا خاصًا.

التمارين التي يجب القيام بها وتجنبها بعد الجراحة

من المهم ممارسة النشاط البدني المعتدل بعد الجراحة، ولكن يجب تجنب الإجهاد المفرط على الأربطة المصابة. يجب تجنب الجري، القفز، والتدوير لأنها تمارين عالية التأثير قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض. كما ينبغي تجنب تمارين تمديد الركبة المفتوحة، استخدام أوزان ثقيلة، أو القرفصاء العميقة لأنها قد تؤدي إلى ضغط على الرباط وتسبب مشاكل.

لتجنب الإصابة مرة أخرى، من المهم تجنب الحركات المفاجئة مثل الالتواء أو تغيير الاتجاه بسرعة.

مدة التعافي من جراحة الرباط الصليبي الأمامي

تختلف مدة التعافي بناءً على شدة الإصابة، والطريقة الجراحية المستخدمة، ومدى التزام المريض بالتعليمات بعد الجراحة. عادةً ما يستغرق التعافي الكامل من 6 أشهر إلى عام.