احتلت تركيا المرتبة الأولى في ترتيب مؤسسة “ترافل سوبرماركت” المتخصصة في مقارنة وتصنيف الوجهات السياحية ذات الأسعار المنخفضة، مقابل خدمات جذابة.
وجاءت تونس في المرتبة الثانية، بعد أن سيطرت وجهات شمال أفريقيا على المراكز الخمسة الأولى في السابق، وتفوقت تركيا على تونس في الترتيب الجديد لتحتل المرتبة الأولى بفارق 8.6 دولار فحسب.
وخلص الترتيب إلى أن أرخص وجهة لقضاء العطلات الشاملة لعام 2025 والوجهة المفضلة للبريطانيين، حتى إنها تتفوق على تونس من حيث السعر، هي مدينة “ألانيا” التركية.
ورتبت “ترافل سوبرماركت” أرخص الوجهات لقضاء عطلة شاملة كلياً، وحلت تركيا في المرتبة الأولى متقدمة على وجهتين تونسيتين هما مدينتا الحمامات وسوسة، في حين جاءت مدينة مراكش بالمغرب في المرتبة الرابعة.
وتمت مقارنة أسعار العطلات ذات الاقامات الشاملة كلياً لمدة سبع ليال، والتي تمتد ما بين شهري مايو (أيار) وسبتمبر (أيلول) من كل عام للعثور على أفضل العطلات الموفرة لأسعار مغرية، وقدمت العطلات الموفرة من قبل مدينة “ألانيا” التركية أفضل العروض الأكثر طلباً، مع خدمات شاملة تبدأ من 714.6 دولار للشخص الواحد.
حرب الأسعار
في حين احتلت تونس المرتبتين الثانية والثالثة، جاءت مدينة الحمامات الوجهة المشهورة لدى الأوروبيين في المركز الثاني بعطل شاملة تنطلق أسعارها من 723.2 دولار، تلتها مدينة سوسة بساحل الوسط التونسي بـ741.6 دولار، ثم مراكش بالمغرب في المرتبة الرابعة بـ747.8 دولار.
وحلت منطقة “بورغاس” ببلغاريا في المرتبة الخامسة بأسعار في حدود 840 دولاراً للأسبوع، أما الوجهة الإسبانية “كوستا دورادا” فجاءت في المرتبة السادسة بفارق ضئيل وبقيمة 845 دولاراً للشخص الواحد.
وحلت تركيا مرة أخرى في القائمة، لتحتل المركز السابع بمنطقة “دالامان” التي توفر عروضاً بـ883.1 دولار للأسبوع تليها “مايوركا” الإسبانية بـ905.2 دولار في المرتبة الثامنة، أما الوجهة التركية الثالثة المنافسة فهي “بودروم” بسعر 926.3 دولار بالمرتبة التاسعة، ثم “كوستا بلانكا” الإسبانية في المرتبة الـ10 بفارق بـ931 دولاراً، تليها مالطا بـ936 دولاراً في المتربة الـ11.
وقالت مؤسسة التصنيف إن منتجع “ألانيا” التركي تفوق بفضل المعالم السياحية والأنشطة الترفيهية التي يحبذها المصطافون، علاوة على أكبر حديقة مائية في المنطقة وشواطئ عُدت الأفضل بالمنطقة.
أما القيمة المضافة التي توفرها منافستها المباشرة “الحمامات” التونسية فهي خدمات الاسترخاء بحمامات السباحة والعلاج المختلفة، إضافة إلى الشواطئ والرمال المميزة والمخزون الثقافي التاريخي الثري للمدينة والأسواق، كذلك مدينة الألعاب الأولى تاريخياً في شمال أفريقيا، بينما تحتل مدينة “سوسة” التونسية المرتبة الثالثة كمنتجع حديث بنفس المقاييس.
وإن احتلت “مراكش” المركز الرابعة، فقد قدمت مدينة “بورغاس” في بلغاريا التي وردت خامسة العرض الأفضل لوجهة أوروبية، وفقاً لدراسة “ترافل توماركت”.
بينما تمثل “كوستا دورادا” الإسبانية أفضل عرض بأوروبا الغربية لكنها تفوق سعر إقامة أسبوع بـ”ألانيا” التركية بـ130 دولاراً.
وجهات شمال أفريقيا تسرق الأضواء
ولم يبد الرئيس التنفيذي لمجموعة “توي” للرحلات سيباستيان إبل أي استغراب من التغييرات في الوجهات السياحية، الذي عكس الإقبال المتنامي على بلدان شمال أفريقيا، قائلاً “كان منظمو الرحلات السياحية يلاحظون الطلب المتزايد من السياح البريطانيين على شمال أفريقيا لقضاء عطلاتهم، وفي نهاية العام الماضي رأينا أن مزيداً من السياح يذهبون إلى مصر في الشتاء بدلاً من جزر الكناري مثلاً، أما في موسم العطلة الصيفية فهناك طلب مرتفع على بلغاريا وتونس ومصر، حيث إن هناك تغييرات في أنماط الطلب”.
وتوقع تغييرات إضافية، قائلاً “ستكون مايوركا الإسبانية ممتلئة في الصيف وجزر الكناري ممتلئة في الشتاء، ولكن هناك ما يكفي من الخيارات للعملاء للعثور على العطلة المناسبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحول الوجهة الإسبانية التي تواجه منافسة شرسة من بلدان جنوب المتوسط قال سيباستيان إبل “لا تزال إسبانيا وجهة شهيرة لقضاء العطلة”، مستدركاً “لكن أصبحت بعض الوجهات بها مرتفعة الأسعار مع اقتراب القدرة الاستيعابية من الحد الأقصى”.
من جانبه، قال المدير الإداري لشركة “توي” في المملكة المتحدة وإيرلندا نيل سوانسون إنه “بالنظر إلى عام 2025، نشهد اهتماماً متزايداً بالوجهات في شمال أفريقيا”.
انخفاض الاهتمام بالأسواق التقليدية
إلى ذلك، توصلت الدراسات التي أجرتها شركة “هوليداي بيراتس” حول التطورات المنتظرة في السوق السياحية لعام 2025 إلى نفس النتائج، فقد كشفت الاستطلاعات حول اتجاهات السفر للعطل الصيفية الذي أجرته عن انخفاض الاهتمام بالأسواق التقليدية، خصوصاً في غرب أوروبا وبالتحديد إسبانيا، إذ انخفضت الحجوزات على الوجهة الإسبانية إلى النصف، بينما ارتفع الاهتمام بتونس بنحو 70 في المئة تزامناً مع انخفاض أسعار عروض العطلات 20 في المئة.
من جانبه، قال الرئيس السابق للجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر بن عطوش “توفر هذه الإحصاءات مؤشرات مهمة بحكم إجرائها من قبل كبار منظمي الرحلات في العالم، إذ تقارن بين الأسعار ثم تصنف السياح والطلب على الرحلات وفق هذه الشرائح”، مستدركاً في حديثه إلى “اندبندنت عربية”، “لكنها تظل غير دقيقة في بعض الأحيان لعدم أخذ هذه المقاييس تفاصيل أخرى بالرحلات في الاعتبار، فتحيد بها عن طبيعتها كسياحة بأسعار منخفضة أو وجهات رخيصة، على غرار الأنشطة السياحية الداخلية ومنها الرحلات الإضافية على غرار الجولات بالصحراء في تونس، وزيارة المناطق الأثرية المهمة غير المسجلة بسعر الرحلة”.
وعدَّ بن عطوش أن الترتيب المنبثق من مؤشرات الحجوزات لصيف 2025 والذي يمتد ما بين شهري مايو وسبتمبر من كل عام يرجع إلى الأسعار المقدمة في مرحلة أولى فحسب، بحكم أنه يتأثر بعدد من العوامل الإضافية التي تلعب فيها شركات منظمي الرحلات الكبرى الدور الأبرز، إذ يترافق توفير الجسور الجوية للوجهات مع حجز الأسرَّة، ويتزامن ذلك مع المفاوضات حول الأسعار في البلدان الممثلة لهذه الأسواق، ويتأثر ذلك بحجم حضور هذه الشركات بالوجهات المذكورة، كذلك وجود ممثلين عن هذه البلدان من عدمه بالمجالس الإدارية لهذه المؤسسات الضخمة المتحكمة في السوق.
وفي شأن تونس، قال “تونس تستقبل ما يراوح ما بين 50 و60 رحلة أسبوعياً في ذروة الموسم، فإنها لا تتمتع بهذا الحضور القوي في المجلس الإداري لعملاق الرحلات هذا وكذلك غيره، في حين يوجد ممثلو القطاع السياحي في تركيا بكثافة في هذه المؤسسات بجميع أنحاء العالم، خصوصاً في روسيا وبريطانيا، وكذلك الحال لدى بقية المنافسين لتونس، بينما تفتقر تونس لهذا الحضور”. وتابع أنه “علاوة على التمركز بقوة لدى المنظمين الكبار في العالم تستعين البلدان المنافسة بمنظمي الرحلات لديها، مما تفتقده تونس وتقتصر على التعامل مع الشركات العالمية من طريق وكالات أسفار محلية، وهذه الوكالات التي تشكو من مصاعب مالية وتسعى دائماً إلى البحث عن التمويلات اللازمة لاقتناء مقاعد في الطائرات وتأمين الرحلات، وتتوافر شركات الطيران بأعداد وفيرة لدى معظم المتنافسين بالمتوسط في حين تقتصر تونس على شركتي طيران تواجهان مصاعب مالية”.
وأشار إلى أن القدرات التنافسية للفنادق التونسية تأثرت بالتضخم المرتفع الذي شهدته البلاد، إضافة إلى عدد من الإجراءات المتعلقة برفع الدعم عن عدد من المنتجات الغذائية، وفي خضم هذه المعطيات المرجحة لكفة البلدان المنافسة لتونس مثل تركيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا يحدث عامل أساس في الترويج للوجهات، وهو خصوصياتها الطبيعية والثقافية الفارق في ترجيح كفة الوجهة التونسية، وهو ما دعم وجود تونس بصفة دائمة في المراتب الخمسة الأولى واعتلاء ترتيب عدد من الشركات المصنفة، إذ تأتي جاذبية الوجهة البحرية التونسية لتحدث الفارق لفائدتها في تصنيفات أخرى لا تحتكم إلى الأسعار، إذ تقدم جزيرة “جربة” بالجنوب الشرقي التونسي كأغلى الوجهات بالمتوسط.
وانتقد بن عطوش عدم تطوير المنتج المقدم واكتفاء تونس بالترويج لوجهة بحرية من دون العمل على تثمين الموروث الثقافي والتاريخي الكبير، الكفيل بالرفع من تنافسيتها.
نقلاً عن : اندبندنت عربية