طور باحثون من جامعة تينيسي الأمريكية، ومختبر «أوك ريدج» الوطني جهاز استشعار ثورياً يُدعى «محلل حافة الشبكة العالمي»، يتمتع بقدرة فائقة على معالجة 60 ألف قياس جهد كهربائي في الثانية، ما يجعله أقوى بـ 500 مرة من التقنيات الحالية المستخدمة في مراقبة استقرار شبكات الكهرباء.
ويتميز الجهاز الجديد، الذي صُمم ليكون آمناً ومنخفض الكلفة، بقدرته على تسجيل أدق التغيرات في الجهد والتيار الكهربائيين على شكل موجات لحظية، ثم تشفيرها وإرسالها فوراً إلى خوادم مركزية. وتتيح هذه السرعة الفائقة رصد التفاعلات الديناميكية السريعة الناتجة عن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ومحطات الطاقة الموزعة المزودة بالبطاريات، وهي عناصر تتطلب مراقبة دقيقة لضمان عدم تأثر استقرار الشبكة الكلي بتبديلها السريع للطاقة.
وأوضح ييلو ليو، الباحث الرئيسي في المشروع، أن هذه التقنية تمنح مشغلي المرافق رؤية شاملة وتفصيلية تسمح برصد حوادث وتقلبات طفيفة كانت تغفلها الأنظمة السابقة، ما يساعد في توقع الأعطال قبل وقوعها والتحول نحو الصيانة القائمة على الحالة بدلاً من الصيانة التقليدية، وهو ما يقلل التكاليف ويرفع مستويات الأمان.
ويعمل الجهاز، الذي يمكن توصيله بمأخذ كهربائي منزلي بسيط أو دمجه في خطوط التوزيع، ضمن شبكة مراقبة عالمية تضم مئات المستشعرات، وبدأ استخدامه فعلياً في ولايات مثل هاواي وتكساس لفهم تفاعل موارد الطاقة المتجددة مع الشبكة، ما يمهد الطريق لجيل جديد من الشبكات الذكية الأكثر مرونة في مواجهة الطلب المتزايد والتهديدات السيبرانية.
المصدر : صحيفة الخليج
