طبول الحرب تخفت.. هل اقتربت لحظة السلام بين روسيا وأوكرانيا؟

طبول الحرب تخفت.. هل اقتربت لحظة السلام بين روسيا وأوكرانيا؟

أعلن الكرملين الاثنين أنّه موافق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنّ المحادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا أصبحت في مراحلها الأخيرة.

ورداً على سؤال الصحفيين عمّا إذا كانت موسكو توافق على تقييم ترامب عقب محادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «بالتأكيد».

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أنه يعتقد أن المحادثات بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد وصلت إلى مراحلها النهائية، وذلك خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبعد اتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

استفتاء في أوكرانيا

من جانبه قال ‌الرئيس الأوكراني ⁠فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، ‍إن خطة السلام المطروحة ‍والمؤلفة من 20 نقطة لإنهاء الحرب الروسية يجب ‌أن تُطرح للاستفتاء ‍في أوكرانيا.

وأضاف للصحفيين ​في محادثة عبر تطبيق واتساب، ​أنه ‍ستكون ‌هناك حاجة لوقف إطلاق نار ​لمدة 60 ‌يوماً على الأقل لإجراء مثل هذا الاستفتاء.

توقيع رباعي

وأكد أن أيّ خطّة لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا ينبغي أن تكون موقّعة من كييف وموسكو والولايات المتحدة والأوروبيين.

وقال في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت «إذا ما مضينا قدماً، وأنا آمل فعلاً أن نمضي بسرعة، في خطّة من 20 بندا، لا بدّ من أن تحمل تواقيع أربعة أطراف هي أوكرانيا وأوروبا وأمريكا وروسيا».

ضمانات أمنية

وأعلن زيلينسكي الاثنين أن الأحكام العرفية التي تحظر خصوصا على الرجال الأوكرانيين في سنّ التجنيد مغادرة البلد لن ترفع إلا عند انتهاء الحرب مع روسيا وبعد الحصول على ضمانات أمنية.

وصرّح خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت «نريد جميعنا أن تنتهي الحرب وعند انتهائها لا غير ستلغى الأحكام العرفية. غير أنه لن يعلَن عن رفع الأحكام العرفية إلا عند حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية. فمن دون هذه الضمانات، لا يمكن اعتبار الحرب منتهية بالكامل».

يجب أن تنتهي فوراً

وتصافح ترامب وزيلينسكي قبل بدء اجتماعهما الثنائي، الأحد، ثم تحدثا أمام وسائل الإعلام. وقال الرئيس الأمريكي «نسير الآن في المراحل النهائية من المفاوضات بين موسكو وكييف.. لا أحد يرغب بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا ويجب أن تنتهي فوراً». وأضاف: «أوكرانيا ستحصل على اتفاق أمني قوي في إطار الصفقة لإنهاء الحرب.. خطة السلام تحمل منافع اقتصادية كبيرة لكييف». وأوضح «ليس لدي مهل زمنية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.. لكننا سننهي الحرب وسيكون اجتماعنا مع زيلينسكي الشجاع جيداً»، ذكر الرئيس الأوكراني إن مساعيه «تتمثل في تحقيق السلام المستدام»، مشيراً إلى أنه سيناقش مع ترامب «توجهات كييف بشأن خطة السلام في أوكرانيا»

ويأتي اجتماع فلوريدا تتويجاً لأسابيع من الدبلوماسية رفيعة المستوى بين الوفدين.

إعادة بناء

وكان ترامب قد صرح يوم الجمعة، أن فرص التوصل إلى اتفاق مع زيلينسكي مرتفعة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن «مقترحات كييف للتسوية في أوكرانيا لا تعني شيئاً من دون موافقته».

وفي اجتماع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في هاليفاكس، نوفا سكوتيا، أمس الأول السبت، قال زيلينسكي إن مفتاح السلام هو «الضغط على روسيا والدعم الكبير والقوي لأوكرانيا». ولتحقيق هذه الغاية، أعلن كارني المزيد من المساعدات الاقتصادية من حكومته للمساعدة على إعادة بناء أوكرانيا.

وقبل استقباله الرئيس الأمريكي، أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً «مثمراً للغاية» بنظيره الروسي. وقال ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «أجريتُ للتو اتصالاً هاتفياً جيداً ومثمراً للغاية مع رئيس روسيا فلاديمير بوتين».

اتخاذ قرار شجاع

وقال المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري أوشاكوف للصحفيين إن «المحادثة بأكملها دارت في جو ودي». وتابع: «اتفق الطرفان على التحدث مجدداً عبر الهاتف بعد اللقاء بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي». وأشار إلى أن «بوتين وترامب يعتقدان أنه ينبغي لأوكرانيا اتخاذ قرار بشأن دونباس دون تأخير». وأضاف «ترامب أصغى بعناية إلى تقييم روسيا لآفاق تسوية النزاع في أوكرانيا.. والرئيسان يريان أن وقف إطلاق النار المؤقّت الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع».

وحضّ أوشاكوف أوكرانيا على «اتخاذ قرار شجاع» بالقبول بسحب قواتها من دونباس من أجل إنهاء الحرب. وقال: «من أجل إنهاء (النزاع)، يجب على كييف أن تتخذ قراراً شجاعاً. سيكون من الحكمة اتخاذ هذا القرار بشأن دونباس بدون تأخير».

وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تقدر جهود ترامب وفريقه للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن «نظام زيلينسكي لم يبد استعداداً لمفاوضات بناءة». ونقل تلفزيون «آر تي» الروسي عن لافروف قوله: «نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع المفاوضين الأمريكيين للتوصل إلى اتفاقيات مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للصراع».

المصدر : صحيفة الخليج