قصة نجاح استثنائية.. بائع سمك يرسم طريق إبراهيم دياز نحو المجد

قصة نجاح استثنائية.. بائع سمك يرسم طريق إبراهيم دياز نحو المجد

وسط تألقه مع منتخب المغرب وتصدره ترتيب هدافي كأس الأمم الإفريقية 2025، يعيش اللاعب المغربي إبراهيم دياز لحظة فارقة في مسيرته الكروية، بين الإنجازات الدولية ومستقبله مع فريقه ريال مدريد.

سجل النجم المغربي ثلاثة أهداف حاسمة قادت أسود الأطلس لتصدر مجموعتهم، بينما كانت مفاوضاته مع النادي الملكي حول تجديد عقده حتى عام 2030 سريعة وسهلة، بحسب وصف وسائل إعلام إسبانية، لكن الإعلان الرسمي تأخر حفاظاً على خصوصية الصفقة.

نشأة إبراهيم دياز: مزيج من الثقافة الإسبانية والمغربية

وُلد إبراهيم دياز في 3 أغسطس 1999 بمدينة ملقا الإسبانية، وهو الابن الأكبر لعائلة مميزة ثقافياً.

والده سفييل عبد القادر مهند، من أصول مغربية، حيث نشأ في مدينة مليلية، ووالدته باتريشيا دياز وهي إسبانية.

منحته هذه الخلفية المتعددة روحاً مزدوجة: إسبانية في التربية والنشأة، ومغربية في الانتماء والجذور العائلية.

وإبراهيم هو الأكبر بين خمسة إخوة، وهم، زائرة، إيديرا، دنيا، وإيرينا، وهو الأمر الذي منحه شعوراً بالمسؤولية منذ الصغر.

سفييل عبد القادر: الأب وكشاف المواهب

ولد سفييل في 1981، وأصبح أباً في سن 17، وواجه تحديات الحياة بين العمل كصياد وبائع سمك، ليضمن مستقبل أسرته الصغيرة.

ولم يقتصر دوره على الدعم المادي، بل كان المرشد الأول لإبراهيم، يرافقه في كل خطوة كالأكاديميات المحلية في ملقة، ثم إلى مانشستر سيتي، مؤكداً ضرورة وجود العائلة لدعم ابنه ومساعدته على التكيف النفسي.

بعد ترك عمله في مجال السمك، أسس سفييل وكالة Media Base Sports لكشف وصقل المواهب، واكتشف أسماء بارزة إلى جانب ابنه، مثل جونيور فيربو، وداني روميرا، ليصبح إبراهيم أبرز قصة نجاح تحت إشرافه.

مسيرة إبراهيم دياز: من ملقة إلى ريال مدريد

بدأ إبراهيم مشواره في أكاديمية ملقة قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي 2015، حيث تدرج حتى وصل للفريق الأول، ثم استقطبه ريال مدريد في انتقالات شتاء 2019 مقابل 17.5 مليون يورو.

لم يجد إبراهيم مكانه بسهولة في الفريق الملكي، ما دفعه للانتقال على سبيل الإعارة إلى إيه سي ميلان بين 2020 و2023، حيث أصبح لاعباً أساسياً وساهم في تتويج الفريق بالدوري الإيطالي 2022.

بعد عودته إلى مدريد، استمر في دوره كبديل مرن، قادر على اللعب في الأجنحة، خط الوسط المهاجم، أو كلاعب رقم 9 مزيف، ما يعكس مرونته التكتيكية وقيمته في التشكيلة.

اختياره اللعب مع المغرب: العودة للجذور

رغم تمثيله لفئات الشباب الإسبانية، وأول ظهور رسمي مع المنتخب الإسباني كان في 8 يونيو 2021 ضد ليتوانيا، اختار إبراهيم في نهاية المطاف تمثيل المغرب.

وقد رحب به منتخب بلاده، ووفّر له فرصة، ليصبح عنصراً قيادياً في الفريق الوطني.

التألق الدولي: نجم كأس الأمم الإفريقية 2025

أصبح إبراهيم دياز الوجه الجديد لمنتخب المغرب، حيث سجل ثلاثة أهداف حاسمة في دور المجموعات، متصدراً قائمة هدافي البطولة بالتساوي مع زميله أيوب الكعبي.

وقد أكسبه هذا الأداء تقديراً كبيراً من المدير الفني وليد الركراكي، وجعل منه رمزاً وطنياً وركيزة أساسية في طريق المغرب نحو مونديال 2026.

المستقبل بين ريال مدريد والعروض الخارجية

رغم نجاحه الدولي، لا يزال إبراهيم يسعى لتحقيق دور أكبر في ريال مدريد.

وعلى الرغم من عدم ظهور تأكيدات بخصوص تجديد عقده الذي ينتهي في 2027، إلا أنه بحسب وسائل إعلام إسبانية، تسير المفاوضات مع النادي الملكي بسهولة، لكن تأجيل الإعلان الرسمي أثار التكهنات، خاصة مع وجود عروض مغرية من أوروبا والسعودية.

ويبقى السؤال: هل سيستمر إبراهيم في مدريد، ليصبح لاعباً أساسياً كما هو قائد المغرب، أم أن الطموحات الدولية ستفتح له أبواباً جديدة؟

المصدر : صحيفة الخليج