عائلة مردوخ تتوصل إلى تسوية الخلاف بشأن رئاسة امبراطورية الإعلام

عائلة مردوخ تتوصل إلى تسوية الخلاف بشأن رئاسة امبراطورية الإعلام

توصلت عائلة روبرت مردوخ إلى تسوية بشأن صندوق يمتلك حصصاً مُسيطرة في شركتي الإعلام العملاقتين التابعتين: “فوكس كورب” و”نيوز كورب”، حيث سيتم تعيين لاكلان مردوخ في منصب المسؤول الأول عن الإمبراطورية الإعلامية العائلية.

سيتم بمُوجب هذه التسوية استبعاد ثلاثة من أبناء مردوخ – برودنس وإليزابيث وجيمس – من قائمة مستفيدي الصندوق، وفقاً لبيان صدر يوم الاثنين. وسيحصلون بدلاً من ذلك على عائدات بيع أسهم الفئة “ب” في شركتي “فوكس” و”نيوز كورب”، وهي أسهم تمنح حامليها حقوق تصويت متفوقة.

سيبلغ نصيب هؤلاء الأبناء الثلاثة من عائدات البيع حوالي 1.4 مليار دولار، بناءً على أسعار أسهم “فوكس” و”نيوز كورب” الحالية. وبموجب الاتفاق، سيقوم الصندوق ببيع 16.9 مليون سهم من أسهم الفئة “ب” في فوكس و14.2 مليون سهم من نفس الفئة في نيوز كورب.

اقرأ أيضاً: روبرت مردوخ يتنحى عن منصب رئيس مجلس إدارة “فوكس نيوز كورب”

أوضح البيان أن شركة الأسرة التي يسيطر عليها لاكلان ستملك 36.2% من أسهم فئة “ب” في شركة “فوكس” و33.1% من نفس الفئة في شركة “نيوز كورب”. ولن يكون لبرودنس وإليزابيث وجيمس أي حصة في الشركتين بعد الآن.

بدايات خلاف عائلة مردوخ

نشأت هذه القضية بعد محاولة روبرت مردوخ، مُؤسس الإمبراطورية الإعلامية ورئيس العائلة، تغيير نظام الصندوق العائلي ومنح ابنه لاكلان، البالغ من العمر 54 عاماً والرئيس التنفيذي لشركة فوكس، السيطرة الكاملة عليه. لكن مفوضاً قضائياً متخصصاً في أمور الخلافة بولاية نيفادا، رفض هذا التغيير. 

كان مردوخ قد اختار ابنه الأكبر خلفاً له، حيث تولى لاكلان منصب الرئيس التنفيذي لشركة “فوكس” في عام 2018، ثم أصبح رئيساً لشركة “نيوز كورب” في عام 2023 بعد استقالة والده من منصبه. وقد تم الطعن في هذا القرار أمام المحكمة.

تشمل مجموعة “فوكس” شبكات الأخبار والإذاعة التلفزيونية. أما “نيوز كورب” فهي الشركة الأم لصحف “وول ستريت جورنال” و”نيويورك بوست” وغيرها من المنشورات.

حققت كلتا الشركتين نجاحاً كبيراً في السنوات الأخيرة.

تُعد قناة “فوكس نيوز” أكثر قنوات الأخبار التلفزيونية الأميركية مشاهدة. وقد ارتفعت نسب مشاهدتها بشكل ملحوظ في أعقاب ترشح الرئيس دونالد ترمب للانتخابات الرئاسية عام 2024. كما أطلقت فوكس في 21 أغسطس خدمة بث جديدة متعددة الأقسام تحت اسم “فوكس وان” لتغطية الأخبار والرياضة والترفيه.

ارتفعت أسهم شركة “فوكس” بنسبة 29% هذا العام.

إمبراطورية مردوخ الإعلامية

مع أن قطاع الصحافة الورقية تأثر سلباً بانخفاض الإعلانات والقراء، إلا أن صحيفة “وول ستريت جورنال” تمكنت من التكيف بنجاح مع التطور الرقمي. وأفادت شركة “نيوز كورب” في تقريرها المالي الأخير أن عدد المشتركين الرقميين في الصحيفة ارتفع بنسبة 9% ليصل إلى 4.1 مليون مشترك خلال الربع الأخير من السنة المالية.

ارتفعت أسهم شركة “نيوز كورب” بنسبة 8.7% في عام 2025.

تسيطر مردوخ على حصة تبلغ حوالي 40% من حقوق التصويت في شركتي “فوكس” و”نيوز كورب”. وفي حال وفاته، كان من المقرر أن يتم توزيع حقوق التصويت بالتساوي بين أبنائه الأربعة الأكبر سناً: برودنس، ولاكلان، وإليزابيث، وجيمس، بحيث يحصل كل منهم على صوت واحد. وكان من المفترض أن يحصل جميع أبنائه الستة، بما في ذلك ابنتيه من زواجه الثالث من ويندي دينغ، على حصة متساوية في ملكية الأصول التابعة لصندوق مردوخ العائلي.

يُعتبر لاكلان مردوخ حاملًا لنفس الآراء السياسية المحافظة التي يتبناها والده، وقد اتخذ بعض القرارات الناجحة خلال توليه إدارة الشركة، من بينها شراء خدمة البث الرقمي “توبي” مقابل 440 مليون دولار في عام 2020، وإطلاق قناة “فوكس وان”.

دعاوى قضائية لإمبراطورية مردوخ

وافقت شركة “فوكس” أيضاً على دفع 787.5 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية رفعته شركة “دومينيون سيستمز”، مُصنّعة أجهزة التصويت، بتهمة الإساءة للسمعة، وذلك بسبب تغطية الشبكة الانتخابية في عام 2020. لا تزال “فوكس” تواجه دعوى قضائية مماثلة من شركة “سمارت ماتيك” بقيمة 2.7 مليار دولار بتهمة الإساءة للسمعة.

خلال نزاع الإرث، أبدى مردوخ مخاوفه من أن إخوة لاكلان، الذين يميلون إلى المواقف السياسية الليبرالية، قد يُغيرون توجه “فوكس” نحو التوجهات المعتدلة. وادعى أن تغيير نظام الإرث لصالح لاكلان سيُفيد أبنائه، لأنه سيمنع إخوته من الإضرار بسمعة “فوكس نيوز” كقناة إخبارية محافظة.

وقد خلص القاضي المختص بقضايا الإرث، في حكمه ضد مردوخ، إلى أنه تصرف “بنوايا سيئة” عند محاولته تغيير نظام الإرث.

المصدر : الشرق بلومبرج