بعد إعلان تنحيه.. من المرشح لخلافة إيشيبا في رئاسة وزراء اليابان؟

بعد إعلان تنحيه.. من المرشح لخلافة إيشيبا في رئاسة وزراء اليابان؟

يتعيّن على الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان أن يقرر اتجاهه المستقبلي مع زعيم جديد، بعد استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا لتحمّل مسؤولية نتيجة الانتخابات المخيبة للآمال في يوليو الماضي. 

يسعى الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى تجديد قيادته بعد أن فقد السيطرة على مجلسي البرلمان معاً في انتخابين وطنيين مهينين خلال فترة إيشيبا. وقد أظهرت هذه النتائج الكارثية أن الناخبين كانوا محبطين من تدابير الحزب لمكافحة التضخم، ومن الفساد المتصوَّر داخل الحزب، ومن تدفق الأجانب الزائرين والعاملين في اليابان.

وسيكون على الزعيم الجديد أن يسارع إلى توحيد حزب يزداد انقساماً بين خيارين: إما استمالة الجيل الشاب القلق من عبء الضرائب المتنامي لتمويل السكان المسنين، أو محاولة جذب الناخبين اليمينيين الذين هجَروا الحزب الليبرالي الديمقراطي لصالح حزب المعارضة الصغير “سانسيتو”.

اقرأ المزيد: اليابان.. إيشيبا يعلن استقالته من رئاسة الحزب الحاكم والحكومة ويوجه بانتخاب زعيم جديد 

ستُجرى الانتخابات في الرابع من أكتوبر المقبل، ويحق لجميع أعضاء الحزب الإدلاء بأصواتهم، بحسب تقارير إعلامية محلية.

وأياً كان من سيخلف إيشيبا كزعيم جديد، وعلى الأرجح كرئيس للوزراء، فسوف يواجه مشهداً سياسياً مليئاً بالتحديات بعد خسارة الأغلبية البرلمانية. وللمضي قدماً في السياسات، سيتعيّن عليه الحصول على دعم كافٍ من المعارضة. وقد طالبت معظم أحزاب المعارضة بتخفيضات ضريبية من شأنها أن تزيد الضغط على عبء الدين الياباني الضخم، وهو ما قد يثير قلقاً متزايداً لدى المستثمرين.

 إليكم نظرة على أبرز المرشحين المحتملين لخلافة إيشيبا:

ساناي تاكياتشي

تتصدر تاكياتشي، المحافظة المتشددة، قائمة العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة التي سألت الناخبين عمّن يجب أن يكون الزعيم المقبل للحزب. تستلهم تاكياتشي، لاعبة الدرامز السابقة في إحدى الفرق الموسيقية، نهج رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر. كانت قد خسرت بفارق ضئيل أمام إيشيبا في جولة إعادة بانتخابات رئاسة الحزب العام الماضي، وربما تحصل على فرصة أخرى لو تمكنت من حشد الدعم الكافي من أعضاء الحزب. إذا فازت في الانتخابات، ستصبح أول رئيسة للوزراء في تاريخ اليابان، لكنها، مثل تاتشر، من المرجّح أن تدفع بسياسات البلاد في الاتجاه المحافظ.

كيف يُنتخب رئيس وزراء اليابان وهل يطول الفراغ السياسي بعد استقالة إيشيبا؟.. الإجابة هنا

 أما على الصعيد الاقتصادي، فمن المرجح أن يقود فوزها الحزب نحو الاستمرار في سياسة التيسير النقدي والإنفاق المالي المرن، وهو ما قد يُثير قلق المستثمرين بشأن الوضع المالي العام لليابان. كما أن دعمها لاستمرار سياسة التيسير النقدي والتوسع في الإنفاق قد يثير خوف الأسواق، ويدفع بعوائد السندات الحكومية إلى الارتفاع قلقاً من تدهور المالية العامة. لكن قاعدة اليمين داخل الحزب تقلصت في آخر انتخابين مع توجه الناخبين إلى “سانسيتو”. بالنسبة للبعض، قد تمنح تاكياتشي أيضاً انطباعاً بأن الحزب يعود إلى سياسات رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي بدلاً من التقدم نحو نهج جديد.

شينجيرو كويزومي

كويزومي، نجل أحد أشهر رؤساء الوزراء الإصلاحيين في اليابان، قاد سياسات الحزب لخفض أسعار الأرز، وهي مبادرة مهمة ذات أصداء ثقافية وسياسية واسعة. كوزير للزراعة، أفرج كويزومي عن مخزونات الطوارئ من الأرز لتجار الجملة ونجح في خفض التكاليف، ليكسب بذلك رضا بين بعض شرائح المواطنين، لكنه أثار في المقابل استياء مزارعي الأرز.

اليابان تخضع لمطالب واشنطن في معركة رسوم الأرز.. تفاصيل أكثر هنا

غير أن هذه الخطوات لم تكن كافية لتغيير حظوظ الحزب في انتخابات يوليو الماضي، لكنها دعمت الرأي القائل إنه ليس فقط يتحدث عن الإصلاح بل يستطيع تنفيذه. حل كويزومي في المركز الثالث خلال الجولة الأولى من انتخابات قيادة الحزب في 2024، خلف تاكياتشي وإيشيبا. وفقد زخمه في تلك الحملة جزئياً بسبب تعليقاته التي لمّحت إلى الحاجة لصياغة إرشادات أوضح بشأن حزم تعويضات الموظفين المبالغ فيها عند الاستغناء عنهم. حال فوزه، سيمثل كويزومي، البالغ 44 عاماً، جيلاً جديداً في الحزب، وقد يستقطب الناخبين التقليديين لـ”الحزب الليبرالي الديمقراطي” والمترددين الذين يرون أن الحرس القديم أصبح بعيداً عن الواقع. إلا أن بعض ميوله الأكثر انفتاحاً قد لا تروق لبعض الناخبين اليمينيين.

يوشيماسا هاياشي

يشغل حالياً منصب رئيس أمانة مجلس الوزراء، ويُعد من أقرب المساعدين إلى إيشيبا، ما يجعله مرشحاً يمثل امتداداً للنهج الحالي داخل الحزب. ومن المرجح أن يُسبب اضطراباً أقل في الأسواق. يُنظر إليه غالباً باعتباره أقرب إلى الصين من غيره من القيادات الحزبية، لكنه ينفي أن يكون موالياً للصين، قائلاً إنه يفضل الحوار.

اقرأ أيضاً: اليابان.. الحزب الحاكم يختار خليفة إيشيبا في 4 أكتوبر وموتيجي أول المرشحين 

وكثيراً ما اعتمد عليه الحزب الحاكم في السابق في مهام احتواء الموقف. فعند احتياج الحكومات السابقة لبديل لوزراء لم تدم فترتهم طويلاً، كان هاياشي يتولى المنصب ويُهدئ الأمور، وهو سجل أبرزه خلال حملته الانتخابية العام الماضي. وقضى هاياشي، خريج جامعة هارفارد، معظم فترة حكومة رئيس الوزراء السابق كيشيدا في منصب وزير الخارجية.

تاكايوكي كوباياشي

لم يكن الشاب المحافظ مرشحاً بارزاً في انتخابات قيادة الحزب العام الماضي، لكنه استغل الفرصة لغرس صورته في أذهان أعضاء الحزب والناخبين. وزير الأمن الاقتصادي الأسبق بدأ مؤخراً في التواصل مع تايوان، والتحدث عن ضرورة بناء سلاسل توريد لا تعتمد على الصين.

اقرأ أيضاً: تفاهمات صينية يابانية بشأن “تجاوز الخلافات” ورفع قيود الصادرات 

بدأ كوباياشي مسيرته المهنية في وزارة المالية، وهو أيضاً خريج كلية كينيدي بجامعة هارفارد. بالنسبة لليمين داخل الحزب، قد يكون كوباياشي بديلاً شاباً لتاكياتشي، لا يبدو وكأنه مؤيدٌ لسياسات “أبينوميكس 2.0” الاقتصادية التي بدأت في عهد رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي.

كاتسونوبو كاتو

لم يحظ وزير المالية بدعم واسع في انتخابات رئاسة الحزب في سبتمبر، لكن علاقاته الجيدة مع المحافظين والإصلاحيين في الحزب على السواء يمكن أن تعزز جاذبيته كقائد قادر على التقريب بين المشرعين. لعب كاتو، المسؤول السابق في وزارة المالية، أدواراً محورية في حكومات آخر ثلاثة رؤساء للوزارة. كما كان أكبر متحدث باسم الحكومة وقاد جهود مكافحة وباء كوفيد-19 حين كان وزيراً للصحة. وفي منصبه الحالي كوزير للمالية، أجرى كاتو محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، وتمكن من فصل ملف العملات عن المفاوضات التجارية الرئيسية.

توشيميتسو موتيغي

يقدّم موتيغي نفسه كمفاوض صلب قادر على التعامل بفعالية مع الولايات المتحدة الأميركية، مستنداً إلى خبرته السابقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال ولايته الأولى. ووفقاً لتلفزيون “إن إتش كيه”، يعتزم الترشح لقيادة الحزب وإعادة بنائه. يبلغ موتيغي 69 عاماً ويُعد شخصية وازنة داخل الحزب، ويتمتع بخبرة واسعة بفضل شغله مناصب وزير الخارجية ووزير التجارة والأمين العام للحزب، لكنه يفتقر إلى الشعبية الأوسع التي يتمتع بها مرشحون آخرون. سبق له أن دعا بنك اليابان إلى توضيح نيته في تطبيع السياسة النقدية دعماً للين الياباني. 

اقرأ المزيد: اليابان.. انتخابات برلمانية تضاعف تحديات الائتلاف الحاكم وتهدد رئيس الوزراء 

كما يؤيد موتيغي الرأي القائل بأن النمو الاقتصادي سيعزز الإيرادات الضريبية، كما دعا في السابق إلى إعادة بعض عائدات الضرائب المرتفعة للشعب عبر تخفيضات مؤقتة في الضرائب. وهو خريج كلية “كينيدي” بجامعة “هارفارد”، وقد عمل سابقاً في شركة “ماروبيني” التجارية وصحيفة “يوميوري”، وشركة “ماكنزي آند كو” قبل أن يصبح نائباً في 1993.

كونو تارو

وزير الخارجية والدفاع السابق بأسلوبه الصدامي، ترشح كونو لقيادة الحزب عدة مرات لكنه لم ينجح حتى الآن. وهو معروف أيضاً بصفته وزيراً للتحول الرقمي سابقاً دعا إلى إنهاء استخدام الأختام التي تحمل الأسماء ضمن حملة أوسع للتحول الرقمي.

الانتخابات في الخلفية.. السيارات والزراعة على مائدة المفاوضات بين اليابان وأميركا
  أبدى كونو مواقف صريحة تجاه السياسة النقدية، إذ حث بنك اليابان على تشديد السياسة النقدية مع الإشارة إلى معدلات التضخم التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. وعندما سُئل عما إذا كان قرر الترشح مجدداً، قال لتلفزيون “بلومبرغ” إنه “ما زال يفكر في الأمر”. كما طلب كتابة اسمه بالأسلوب الياباني بحيث يُذكر اسم العائلة أولاً.

المصدر : الشرق بلومبرج