تحدّث الدكتور أحمد أمل أستاذ العلوم السياسية المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا في جامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإفريقية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن مستقبل الدولة الوطنية في السودان في ضوء الحرب الأهلية الراهنة، قائلا إنّ الحديث عن السودان له موقع مهم بعد دخول الحد الجنوبي للإقليم في دائرة من الفوضى العارمة، لافتا إلى أهمية تدخل البعد التاريخي فيما يحدث من تطورات راهنة.
وأضاف خلال الجلسة الافتتاحية لورشة عمل «المعادلات المتغيرة للصراع والأمن في الشرق الأوسط»ـ والتي ينظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنّ التردي الذي تواجهه الدولة السودانية منذ استقلالها في يناير 1956 يمر بمراحل متعددة من التآكل ومرت الدولة بمراحل متعددة من التراجع عبر مظاهر عديدة، أهمها انفصال جنوب السودان في 2011 وما سبقه من حرب أهلية مطولة، وانتشار الصراعات الإثنية والصراعات الداخلية في السودان متعددة الأشكال والصور.
وأشار إلى أنّ ما يحدث في السودان أكد عجز الحكومات السودانية المتعاقبة على الحل، وباتت هناك أطراف عديدة تمارس السيطرة للوضع على الأرض والدولة السودانية أكثر في إسناد مهام الدولة لأطراف من غير الدولة، موضحا أنّ المرحلة الانتقالية منذ 2019 تعاني من توترات غير مسبوقة وهي مرحلة مفتوحة ولا يمكن تصور لها.
وتابع أنّ الرقم القياسي لحالات الانتقال السياسي في إفريقيا هو 5 سنوات ثم تستقر الأمور ويتم الانتقال بعدها، لكن السودان تجاوز هذه المدة بسنة أو أكثر، لافتا إلى أنّ مستقبل الدولة السودانية أمام 3 سيناريوهات كلها تفضي إلى 3 مشكلات: الأولى استمرار وضع الدولة الفاشلة في السودان، والثانية سيناريو التفتت والاعتماد على نموذج المحاصصة الإفريقية، والثالثة سيناريو الانقسام، مشيرا إلى أنّ هناك مسارات يمكن الدفع بها لتجنب هذه السيناريوهات، منها العمل على منع الحرب في السودان ووقف الاقتتال، وهناك حاجة لإنتاج شرعية أصلية بالانتخاب أو الاستفتاء والبدء بانتخابات محلية.
نقلاً عن : الوطن