استنكرت البحرين بلغة حانقة تصريحات رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي الذي شكك في “عروبتها”، واعتبر نواب بحرينيون أن دولتهم “عربية وستبقى عربية إلى الأبد”، مؤكدين أن طهران تسعى إلى “طمس الحقائق وتزييف التاريخ”.

وكان خرازي ألقى الجمعة الماضي خطاباً اتهم فيه الرئيس الإيراني الراحل بهلوي بـ”الخيانة” بسبب موافقته على انفصال البحرين عن وطنها الأم، على حد زعمه، وقال “بالطبع في هذه الأثناء ارتكب محمد رضا بهلوي خيانة لا تغتفر، فوافق على انفصال البحرين عن وطنها الأم (أي إيران)، بناء على استفتاء صوري”.

وبهذا الخصوص تواصلت “اندبندنت عربية” مع رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية مؤنس المردي، وفي رسالته المسجلة قال إن هذه التصريحات التي تتكرر من المسؤولين الإيرانيين ليست بجديدة، بل تعتبر جوفاء واستفزازية ولا تحمل أي معنى. اعتاد الشعب البحريني على مثل هذه التصريحات التي يصدرها النظام الإيراني، في محاولة منه لتوجيه الأنظار بعيداً من مشكلاته الداخلية والخارجية، من خلال التركيز على قضايا هامشية حسمت رسمياً منذ فترة طويلة.

وأوضح أن هذا التصريح يهدف إلى تزييف التاريخ، فالقضية تعود لعام 1958 عندما أعلن شاه إيران في مؤتمر صحافي بطهران يوم الـ22 من نوفمبر أن البحرين جزء لا يتجزأ من إيران.

في ذلك الوقت كانت البحرين تحت حماية بريطانية، وأثار هذا التصريح جدلاً واسعاً في الأوساط العربية، مما دفع الدول العربية والخليجية إلى التحرك لفهم سبب ظهور هذا التصريح.

لكن في الخامس من يناير 1969 تغير موقف الشاه قليلاً، إذ صرح بأن شعب البحرين يمكنه تقرير مصيره بنفسه، مشيراً إلى أنه لن يستخدم القوة، وأن للشعب البحريني الحق في تحديد مستقبله، مما ترك الباب مفتوحاً لمزيد من اللقاءات والمفاوضات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أنه مع إعلان بريطانيا انسحابها من منطقة الخليج، تقرر حل المسألة عبر الأمم المتحدة. وفي عام 1970 أرسلت الأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً برفقة خمسة مساعدين، وهم الدبلوماسي الإيطالي فيتوريو جيوشاردي، وكيل الأمين العام ومدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف، للتحقق من رغبات الشعب البحريني، قابل جيوشاردي جميع أطياف المجتمع البحريني وزار قراهم وأنديتهم.

أنهى مهمته في الـ18 من أبريل 1970، وقدم تقريراً في الـ30 من أبريل أكد فيه رغبة الغالبية الساحقة من شعب البحرين في الاعتراف بهم كدولة مستقلة، تمت الموافقة على التقرير بالإجماع في الـ11 من مايو، وأصدر القرار رقم 278.

وأنهى رئيس صحيفة البلاد البحرينية حديثه قائلًا: “قبل الشاه بهذا التقرير، وعرضه على البرلمان الإيراني ومجلس الشيوخ في الـ14 والـ18 من مايو، وتمت الموافقة عليه، مما أنهى القضية، اليوم مملكة البحرين دولة مستقلة عربية، جزء لا يتجزأ من العالم العربي والإسلامي، وهذه القضية أصبحت من الماضي”.

Listen to “عروبة البحرين” on Spreaker.

نقلاً عن : اندبندنت عربية