في ستينيات القرن الماضي، كانت بداية المشوار الفني لكل من عادل إمام ومحمود ياسين، ودخل «الزعيم» من بوابة المسرح عام 1963 مع مسرحية «أنا وهو وهي»، بطولة فؤاد المهندس وشويكار، ومن السينما دخل «الجان» عام 1968 إلى عالم الفن مع فيلم «القضية 68»، بطولة ميرفت أمين وحسن يوسف.
وقبل هذه الطلة الرسمية على الجمهور، كانت هناك محاولات مع مسرح التليفزيون، الذي جرى تأسيسه مع نشأة مبنى ماسبيرو، وكان كلاهما «عادل ومحمود» ما زالا في مرحلة الدراسة الجامعية، وبالتالي لم يجر إقرار أي راتب شهري لهما، أسوة بالعاملين في المسرح.
وكشف الفنان محمود ياسين، في لقاء نادر مع صفاء أبو السعود، ببرنامج «ساعة صفا»، كواليس تقاضيه وعادل إمام أول راتب من مسرح التلفزيون بشكل رسمي، رغم صغر سنهما وقتها، قائلا: «كان مسرح التليفزيون بصدد إنشاء 10 فرق جديدة، بخلاف فرق أخرى موجودة بنفس العدد، وكنا مجموعة عادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني ما زلنا طلبة جامعيين، ليس لنا أي راتب بعكس الخريجيين العاملين بالمسرح».
أول راتب بشكل رسمي
وأضاف محمود ياسين: «أنا وعادل إمام، لم نتقاض أي مبالغ مالية على مدار 5 أشهر، لعدم استيفاء الأوراق الخاصة بالتعيين، منها الموقف من التجنيد، لأننا لم ننته من الدراسة الجامعية بعد، وفجأة قرروا صرف أجر شهر واحد، ولم نكن نعلم وأخبرنا أحد الأصدقاء بذلك».
وتابع: «وقتها لم يكن لدينا مفر من السير مسافة طويلة من الهوسابير إلى مسرح التلفزيون في شارع الشريفين، وكان عادل إمام لديه خبرة مع شوارع القاهرة، واقترح السير في شوارع جانبيه، وفجأة اقترح بالاستعانة بتاكسي بالرغم من عدم وجود المال الكافي معنا، لكن كان معه (بريزة)، فرفضت حتى لا يضيع هذا الرقم هباء، لكنه تمسك بحجة إننا رايحين نقبض».
موقف راقٍ من عادل إمام
وأوضح محمود ياسين: «وصلنا إلى الخزنة، ووقعنا على إياصلات، وقبضنا المرتب، ومع خروجنا كان معي نحو 17 جنيها، وعادل إمام معه نحو 27 جنيها، واستغرب الرقم جدا، قولتله يمكن حصلت على ترقية ولا حاجة، لكن كان متيقن إن الموظف أخطأ لأنه قد وقع على نفس رقم راتبي، بسرعة وجدت عادل إمام بيجري على الخزنة واعتذر للموظف ورجع له المبلغ الزيادة، والحقيقة كان موقفه شديد الرقي والاحترام».
نقلاً عن : الوطن