
يخطط البنك المركزي الصيني لتخفيف القيود على استيراد الذهب، وهو ما يُعد خطوة صغيرة نحو تحرير أكبر سوق للذهب في العالم.
أصدر بنك الشعب الصيني مسودة قاعدة لتسريع استيراد الذهب، من خلال توسيع نطاق استخدام “تصاريح الاستخدام المتعدد”، وزيادة صلاحيتها من ستة أشهر إلى تسعة أشهر، وإلغاء القيود على عدد المرات التي يمكن استخدامها فيها. وسيُمنح عدد أكبر من الموانئ الصينية الصلاحية لتخليص شحنات الذهب.
من شأن ارتفاع قيمة اليوان مقابل الدولار أن يجعل الوقت مناسباً لشراء الذهب.
مكاسب للمستهلكين في الصين
وعلى نطاق أوسع، يُعد تسهيل التبادلات التجارية تطوراً مرحّباً به لدى المستهلكين المحليين، في ظل الطلب العالمي غير المسبوق على الذهب الذي يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
الطلب الصيني هو محرك مهم لارتفاع سعر الذهب، لكن المشترين غالباً ما يُضطرون لدفع علاوة على الأسعار الدولية بسبب قيود الحكومة على الواردات.
اقرأ أيضاً: المركزي الصيني يواصل شراء الذهب للشهر العاشر على التوالي
قال سامسون لي المحلل لدى “كوموديتي ديسكفري فند” (Commodity Discovery Fund) ومقرها هونغ كونغ: “هذه خطوة صغيرة لكنها ذات مغزى تتخذها الصين لتتماشى مع الممارسات الدولية”.
تشديد الرقابة على الذهب
يستعين البنك المركزي بالحِصص للسيطرة المشددة على واردات الذهب، والتي تُعدّ ضرورية لإدارة عملته، لذلك تهدف اللوائح الجديدة إلى تعزيز المرونة بدلاً من فتح الأبواب على مصراعيها.
تنطبق المقترحات أيضاً على الصادرات، على الرغم من أن الموافقات في الواقع أكثر تقييداً بسبب القيود الأوسع على رأس المال ورغبة بنك الشعب الصيني في تكوين الاحتياطيات.
مكاسب شركات الذهب
قالت دوريس باو، مؤسسة شركة “غولد هارفست كونسلتينغ” (Gold Harvest Consulting)، إن مكرري الذهب المعتمدين لدى رابطة سوق لندن للسبائك، التي تُعد أكبر سوق لتداول الذهب في العالم، سيستفيدون من القواعد المخففة، لأنهم يستوردون الذهب الخام ويكررونه ثم يعيدون تصديره. وأضافت أن هذه التيسيرات ستسهم أيضاً في مساعدة قطاع المجوهرات المحلي المتعثر على تلبية مزيد من الطلبيات الخارجية.
قال فيليب كلابويك، المدير التنفيذي لشركة الاستشارات “بريشَس ميتالز إنسايتس” (Precious Metals Insights) ومقرها في هونغ كونغ، إن توقيت تحرك البنك مرتبط بسوق العملات.
اقرأ أيضاً : الصين ترفع سعر اليوان المرجعي بأكبر وتيرة منذ يناير وسط ضعف الدولار
اليوان يقوى أمام الدولار
ارتفع اليوان أمام الدولار منذ أبريل، مع توقعات أن يحقق مزيداً من المكاسب، وهو ما يشكل تحدياً للحكومة في جهودها لتعزيز الصادرات والتصدي للضغوط الانكماشية التي يواجهها الاقتصاد.
بالنسبة للمستهلكين الصينيين، تجعل العملة المحلية الأقوى الذهب المقوم بالدولار أرخص للشراء. وقد يؤدي تخفيف قواعد الاستيراد إلى زيادة الطلب على الدولار والمساعدة في كبح صعود اليوان، حسب قوله.
التأثير على التسعير
يتمثل السياق الأوسع في سعي بكين إلى تعزيز نفوذها على تسعير السلع التي تستوردها، وعلى رأسها الذهب. قال جان نيوينهويج، المحلل لدى “ماني ميتالز إكستشينج” (Money Metals Exchange): “ينبغي النظر إلى كل خطوة باتجاه مزيد من تحرير سوق الذهب الصيني في هذا السياق”. و”مع ذلك، وبما أن حساب رأس المال في الصين لا يزال مغلقاً، فلا أعتقد أن سوق الذهب المحلية ستُفتح بالكامل في المستقبل القريب”.
ومن بين التحركات الأخرى لتطوير السوق هذا العام السماح لشركات التأمين الصينية بشراء الذهب، مما قد يضيف مصدراً كبيراً للطلب.
اقرأ أيضاً: كميات ذهب قياسية تتدفق على أكبر بورصة صينية بسبب فرق الأسعار
توسع بورصة شنغهاي للذهب
وسّعت بورصة شنغهاي للذهب، الخاضعة لإشراف بنك الشعب الصيني، نشاطها للمرة الأولى خارج البرّ الرئيسي، من خلال إنشاء منشأة لتخزين الذهب وإطلاق عقود للتداول في هونغ كونغ. وفي الوقت الحالي، يتخذ البنك المركزي خطوات إضافية لتعزيز الحضور العالمي للصين.
قال نيوينهويج: “تشكل القيود المفروضة على التصاريح إحدى العقبات التي تحول دون أن تصبح الصين مركزاً دولياً حقيقياً لتداول الذهب بسيولة تضاهي سوق لندن”.
المصدر : الشرق بلومبرج