
يسارع تجار النفط لحجز ناقلات نفط عملاقة لنقل الخام على مسار رئيسي من الشرق الأوسط إلى آسيا، مما يعزز الأرباح إلى أعلى مستوى لها في عامين ونصف، وسط زيادة المورّدين في مختلف أنحاء المنطقة للإنتاج.
بحسب سماسرة شحن يتابعون السوق، جرى هذا الأسبوع حجز ما لا يقل عن ست ناقلات خام عملاقة، كل منها قادرة على حمل نحو مليوني برميل، بأسعار تجاوزت 100 نقطة على مؤشر “وورلد سكيل” القياسي للقطاع الذي يحدد تكلفة الشحن عالمياً. وقيّمت “بورصة البلطيق” في لندن الأرباح يوم الثلاثاء بما يعادل أكثر من 96 ألف دولار يومياً.
اقرأ أيضاً: سعر النفط يتراجع مع تقييم عقوبات جديدة على روسيا وتخمة وشيكة
قال السماسرة إن الرحلات كانت لأغراض عمليات تسليم فورية إلى شرق آسيا متوقعة بين أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر. ويُعرف هذا المسار باسم “تي دي 3 سي” (TD3C)، ويُعد معياراً لتسعير الرحلات الأخرى، وقد بلغ تقييمه الإجمالي 105.2 نقطة على مؤشر “وورلد سكيل” يوم الثلاثاء، بحسب البورصة.
فائض متوقع في سوق النفط
يُتوقع أن تتحول سوق النفط العالمية إلى تسجيل فائض خلال الأشهر المقبلة بعد أن خفف تحالف “أوبك+” تخفيضاته الكبيرة للإنتاج، في حين أضاف المنتجون المنافسون في الأميركتين مزيداً من البراميل. ويدفع قرار التحالف، الذي يضم السعودية والعراق والإمارات كأعضاء من الشرق الأوسط، الموردين في المنطقة إلى تحويل المزيد من الشحنات إلى المشترين في آسيا بالأخص. ومن شأن ذلك أن يضغط على أسعار الخام، لكنه يعزز الطلب على الناقلات.
قال أوديسيوس فالاستاس، مدير قسم التأجير في شركة “دايناكوم تانكرز مانجمنت” (Dynacom Tankers Management) في أثينا: “تُشحن كميات أكبر بكثير من النفط، ولدينا سوق لم نشهد مثلها من حيث النشاط منذ وقت طويل… تأتي المزيد من البراميل من الشرق الأوسط والأميركتين، وهذا سيدفع أسعار النفط للتراجع”.
نقص في عدد ناقلات النفط المتاحة
تُترجم حالة التهافت على ناقلات النفط العملاقة في المسار المرجعي إلى ارتفاع في أرباح هذه الناقلات على مسارات أخرى. فعلى سبيل المثال، لنقل إمدادات من ساحل الخليج الأميركي إلى آسيا، وهو المسار المعروف باسم “تي دي 22” (TD22)، بلغت أجور الناقلات 80,342 دولاراً يومياً يوم الثلاثاء، بزيادة تقارب 20% مقارنة باليوم السابق، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022.
قال هشام بن ناصر النغيمش، رئيس شركة “البحري للنفط”، عملاقة ناقلات النفط السعودية، خلال مؤتمر في لندن الأسبوع الجاري: “يوجد نقص في الحمولات المتاحة…ونلاحظ تزايداً في حجم الشحنات بمناطق مختلفة، وفي مؤشر “الطن لكل ميل”.
المصدر : الشرق بلومبرج