أميركا تشترط على الهند وقف شراء نفط روسيا لإتمام الصفقة التجارية

أميركا تشترط على الهند وقف شراء نفط روسيا لإتمام الصفقة التجارية

قالت الهند إنها عقدت الأسبوع الجاري “اجتماعات بنّاءة” مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق تجاري، رغم أن مطلب واشنطن بوقف شراء نيودلهي للنفط الروسي يُعرقل المفاوضات.

أوضح شخص مطّلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته كون المحادثات خاصة أن مفاوضي التجارة الأميركيين أكدوا لنظرائهم الهنود أن حلّ مسألة مشتريات النفط الروسية حاسمة لخفض الرسوم الجمركية على الهند وإتمام الاتفاق التجاري.

وأضاف أن المفاوضات الأسبوع الجاري كانت إيجابية، لكنها لم تُسفر عن أي إنجازات كبيرة.

الهند تقدم تنازلات لأميركا

قدم الفريق الهندي بقيادة وزير التجارة بيوش غويال تنازلات للمسؤولين الأميركيين، بما في ذلك تخفيف بعض القيود على استيراد الذرة المعدلة وراثياً، وعرض شراء مزيد من السلع الدفاعية والطاقة الأميركية، بحسب ما أفاد به الشخص المطلع.

اقرأ أيضاً: الهند تطلب من أميركا السماح بشراء النفط الإيراني مقابل خفض الروسي

قال غويال يوم الأربعاء إن الهند مستعدة لشراء مزيد من سلع الطاقة من الولايات المتحدة “في السنوات المقبلة”.

رفع الرئيس دونالد ترمب الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50% الشهر الماضي، متهماً نيودلهي بمساعدة الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في تمويل حربه في أوكرانيا.

الهند تتمسك بالنفط الروسي

تبنّت الحكومة الهندية نبرة تحدٍّ، مؤكدة أنها لن توقف مشترياتها من روسيا، ووصفت الإجراءات الأميركية بأنها “غير عادلة، وغير مبررة، وغير معقولة”.

اقرأ المزيد: مودي يؤكد دعمه لشراكة “مجرَّبة عبر الزمن” مع روسيا رغم ضغوط ترمب

قالت الحكومة الهندية في بيان إن مفاوضات التجارة التي جرت في واشنطن بين 22 و24 سبتمبر كانت بنّاءة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن “الملامح المحتملة للاتفاق”.

التقى الوزير بيوش غويال مع ممثل التجارة الأميركي جيميسون غرير وسيرجيو غور، مرشح ترمب لمنصب سفير الولايات المتحدة في الهند. كما التقى الوزير أيضاً مع شركات ومستثمرين هنود خلال الزيارة.

قال متحدث باسم السفارة الأميركية في نيودلهي إن السفارة لا تعلّق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة، وكرّر موقف إدارة ترمب بأن تصرفات الهند تُقوّض جهود الولايات المتحدة في مواجهة روسيا.

وأوضح المتحدث في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة أن العقوبة البالغة 25% المفروضة على الهند “تهدف إلى ردع الدول عن دعم الاقتصاد الروسي من خلال عائدات النفط، وفرض عواقب اقتصادية وخيمة على روسيا بسبب عدوانها المستمر”.

المفاوضات بين الهند وأميركا تتعقد

تُضفي حالة الجمود غموضاً على آفاق التوصل إلى اتفاق تجاري، رغم التفاؤل الذي أعقب استئناف المحادثات الأسبوع الماضي والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

ازداد مسار المفاوضات تعقيداً جراء الحملة الأحدث التي أطلقها الرئيس الأميركي على هجرة العمالة الماهرة، وهي قواعد ستُلحق ضرراً كبيراً بالمواطنين الهنود.

قال أشخاص مطّلعون على الأمر إن الاستراتيجية العامة التي تتبعها نيودلهي لتأمين اتفاق تجاري تشمل تقليص الفائض التجاري مع الولايات المتحدة من خلال شراء مزيد من السلع الأميركية، وتحسين الوصول إلى الأسواق الهندية، وتخفيف الحواجز التجارية.

مشتريات هندية محتملة لسلع أميركية

تدرس الهند مشتريات كبرى من الولايات المتحدة بنحو 40 مليار دولار، تشمل الدفاع والنفط، بحسب ما أفاد به أشخاص مطّلعون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية المناقشات. وأشار هؤلاء الأشخاص إلى أن نيودلهي تبحث شراء كميات محدودة من الذرة المعدلة وراثياً غير المخصصة للاستهلاك البشري، ومنتجات ألبان غير أساسية لا تُنتج محلياً.

بلغ العجز التجاري للولايات المتحدة مع الهند 42.7 مليار دولار في عام 2024. وأفادت “بلومبرغ” يوم الخميس بأن مسؤولين أبلغوا الولايات المتحدة بأن أي خفض كبير في واردات النفط الروسي سيتطلب من واشنطن السماح بدلاً من ذلك بشراء الخام من المورّدين الخاضعين للعقوبات مثل إيران وفنزويلا.

المصدر : الشرق بلومبرج