
أعلنت قطر، الأحد، أنها يسّرت الإفراج عن المواطن الأميركي أمير أميري، الذي كان محتجزاً لدى حركة طالبان في أفغانستان، موضحةً أنه في طريقه إلى العاصمة الدوحة، على أن يغادر إلى بلاده في وقت لاحق، فيما أشادت الخارجية الأميركية بدور الدوحة في تأمين إطلاق سراح أميري.
وعبّر وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، عن “تقدير دولة قطر للتعاون المثمر الذي أبدته حكومة تصريف الأعمال الأفغانية والولايات المتحدة”.
وشدد الخليفي، على أن “قطر تسعى دائماً إلى تفعيل جهود الوساطة لإيجاد حلول سلمية للصراعات والنزاعات والقضايا الدولية المعقّدة، انطلاقاً من مبادئ سياستها الخارجية التي تقوم على ترسيخ ثقافة الحوار كخيار استراتيجي لتعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي”.
واعتبر أن هذه الخطوة “تمثل دافعاً مهماً لتشجيع الحوار المباشر وتعزيز قنوات التواصل بين الأطراف، بما يسهم في ترسيخ التفاهم المتبادل وتهيئة أجواء أكثر إيجابية لمعالجة القضايا العالقة”.
واشنطن تشكر الدوحة
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على منصة “إكس”، إن أميري “كان محتجزاً ظلماً في أفغانستان”، معرباً عن “شكره لقطر على مساعدتها في تأمين حريته”.
وأضاف: “لقد أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترمب أننا لن نتوقف حتى يعود كل أميركي محتجز ظلماً في الخارج إلى وطنه”.
قضايا المواطنين خارج السياسة
وفي المقابل، قال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في بيان، عقب لقاء المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بولر، إن “حكومة أفغانستان لا تنظر إلى قضايا المواطنين من زاوية سياسية، وتؤكد أن بإمكان الدبلوماسية إيجاد حلول للمشكلات”.
من جهته، ذكر مسؤول لوكالة “رويترز”،أن حركة “طالبان” في أفغانستان “أطلقت، الأحد، سراح أميري بعد زيارة آدم بولر”.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر هويته أو جنسيته، أن “أميري كان محتجزاً في أفغانستان منذ ديسمبر 2024، وأطلق سراحه بوساطة قطرية، وأنه متجه إلى الدوحة مساء الأحد”.
وأشار المصدر إلى أن أميري هو خامس أميركي تُفرج عنه حركة “طالبان” هذا العام بوساطة قطرية، بينهم زوجان بريطانيان أُطلق سراحهما في وقت سابق من سبتمبر بعد احتجازهما لمدة 8 أشهر.
وجاءت زيارة بولر بعد أسبوع من حث ترمب حركة “طالبان” على إعادة السيطرة على قاعدة “باجرام” الجوية إلى الولايات المتحدة، مهدداً بحدوث “أمور سيئة” لأفغانستان إذا لم تفعل ذلك.
وكانت “باجرام” بين القواعد التي سيطرت عليها “طالبان” بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2021 والإطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.
وأعلنت حركة “طالبان”، في منتصف سبتمبر، توصلها لاتفاق مع مبعوثين أميركيين بشأن الرعايا الأميركيين المحتجزين لدى الحركة في أفغانستان، في إطار مساعٍ لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان.
وجاء في بيان الحركة، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، أن بولر “أكد أن الجانبين سيتفقان على تنفيذ تبادل للأسرى”. ولم يُذكر أي تفاصيل بشأن عدد المحتجزين لدى كل طرف أو هوياتهم أو أسباب اعتقالهم.
وقالت “طالبان”: “عُقدت مناقشات شاملة حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا المتعلقة بالمواطنين، وفرص الاستثمار في أفغانستان”.
المصدر : الشرق