
وجّه السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، شيه فنج، انتقادات حادة إلى واشنطن، متهماً إياهاً بـ”إغلاق الأبواب” في ظل فرض إدارة الرئيس دونالد ترمب تعريفات جمركية أحادية الجانب وباهظة على دول حول العالم، وتشديدها لسياسات التأشيرات، حسبما نقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وقال شيه في حفل أقامته السفارة احتفالاً بالذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية: “بينما تُغلق بعض الدول أبوابها، اتخذت الصين المبادرة لفتح أبوابها على مصراعيها”، مضيفاً أن بكين “ظلت متمسكة بالتوسّع في الانفتاح الأحادي والمؤسسي”.
ووصف شيه فنج الصين وأميركا بأنهما “المؤسسان الرئيسيان للنظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية”، مشيداً بالعلاقات الاقتصادية التي نمت بعد أن أعادت واشنطن إقامة العلاقات الرسمية مع بكين، مضيفاً أن على القوتين العالميتين أن “تتصرفا بمسؤولية أكبر”.
تايوان والرسوم الجمركية
ودعا السفير الصيني الولايات المتحدة إلى التعاون من أجل “تحقيق الفائدة للشعبين والمضي نحو السلام العالمي”، وطالب واشنطن بضرورة التحلي بـ”مزيد من الحذر” في قضية تايوان، و”التوقف عن نشر المغالطة القائلة بأن وضع تايوان غير محدد”.
ولإبراز اختلاف نهج الصين عن الولايات المتحدة في التعامل التجاري مع دول الجنوب العالمي، قال شيه إن “الصين قدّمت أيضاً معاملة جمركية صفرية، أو استرداداً كاملاً للرسوم الجمركية بنسبة 100%، لجميع الدول الأقل نمواً التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية معها”.
وأكد أنه “في مواجهة تصاعد الحمائية، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، التزمت الصين بالانفتاح والشمولية والتعاون المربح للجميع”.
وفي أغسطس الماضي، مدد ترمب الهدنة الجمركية مع الصين لمدة 90 يوماً إضافية، ليؤجل فرض رسوم جمركية تزيد على 100% حتى 10 نوفمبر المقبل. وفي المقابل، أصدرت وزارة التجارة الصينية قراراً بتعليق فرض الرسوم الجمركية الإضافية.
تسهيل التأشيرات
وقد يحرز ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج، تقدماً نحو التوصل إلى اتفاق تجاري عندما يلتقيان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية الشهر المقبل.
وبينما تُجري إدارة ترمب إصلاحاً جذرياً لسياسة التأشيرات الأميركية، أعلن شيه أن الصين تُسهّل الطريق أمام المزيد من الزوار الأميركيين من خلال الإعلان عن طريقة إلكترونية تُمكّن الأميركيين من التقدم بطلب تأشيرة “ببضع نقرات”.
وفي معرض حديثه عمّا وصفه بـ”الأخبار السارة”، قال شي إنه لا يُمكن للأميركيين فقط الاستمتاع بسياسة الإعفاء من التأشيرة الصينية لمدة 240 ساعة، “بل سيتمكنون أيضاً من التقدم بطلب للحصول على تأشيرة صينية ببضع نقرات فقط من خلال تطبيق الشؤون القنصلية الصينية قريباً جداً”.
واتخذت الصين سلسلة من الإجراءات لتعزيز الاستثمار والسياحة الأجنبية، بما في ذلك فتح مزيد من القطاعات للمستثمرين الأجانب ومنح إعفاءات من التأشيرات لمواطني معظم الدول الأوروبية، إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية، من بين دول أخرى.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت إدارة ترمب، أنها ستطلب من الشركات دفع 100 ألف دولار سنوياً مقابل تأشيرات H-1B، والتي تُستخدم على نطاق واسع من قبل شركات التكنولوجيا الأميركية لجلب العمالة الأجنبية الماهرة.
المصدر : الشرق